الصراع الأوكراني يواصل إرهاق الجيش الروسي .. ما لغز اختفاء الدفاعات الجوية الروسية؟
نقلت روسيا على الأرجح منظوماتها الدفاعية الجوية الثمينة إس-400 تريومف من منطقة كالينينغراد لاستخدامها في حرب أوكرانيا، حسبما تشير صور الأقمار الاصطناعية الأخيرة التي حللها موقع الصحافة الاستقصائية «بلينغكات».
أجرى موقع «بلينجغكات» للاستخبارات مفتوحة المصدر الذي يتخذ من هولندا مقرّاً له تحقيقاً بعنوان «مع مغادرة طائرات الشحن لكالينينغراد، تختفي أنظمة الدفاع الجوي» يوم الاثنين. وجاء ذلك بعد أن لاحظ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي والمحللون في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) ارتفاعاً طفيفاً في رحلات الشحن العسكرية الروسية، لا سيما بالطائرات Il-76 و An-124، والتي تشير المطبوعة إلى أنها واحدة من أكبر طائرات النقل العسكرية الاستراتيجية الثقيلة المستخدمة في يومنا هذا.
وتقول مجلة «نيوزويك» إن كالينينغراد مدينة روسية ساحلية ذات أهمية استراتيجية على بحر البلطيق، وتقع في كالينينغراد، الاقليم المنفصل عن سائر الأراضي الروسية ويحدّه عضوا الناتو ليتوانيا وبولندا.
وحسبما وجد موقع «بيلينغكات»، فقد نقلت روسيا على الأرجح منظوماتها الدفاعية الجوية الثمينة إس-400 تريومف من منطقة كالينينغراد لاستخدامها في حرب الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا.
وتكهن بعض المراقبين باحتمال أن تكون روسيا تعمل على نقل منظومات الصواريخ إس-400 إلى مدينة روستوف أون دون الواقعة في الجنوب بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية لأوكرانيا بعد أن دمرت القوات الأوكرانية ثلاثاً منها باستخدام منظومات صواريخ الجيش التكتيكية (أتاكمس) التي زودتها بها الولايات المتحدة في هجوم قالت موسكو إنها أحبطته.
وقال موقع «بلينغكات» إنه تمكن من التحقق بشكل مستقل من أن رحلات الشحن بالطائرات An-124 و Il-76 غادرت كالينينغراد أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، وأنه منذ مغادرتها، اكتشف الباحثون من خلال صور الأقمار الاصطناعية تغييراً ملحوظاً في موقعين للدفاع الجوي، مما يشير إلى أن بعض منظومات إس-400 الروسية على الأقل تم نقلها.
وقال الموقع: «ما زال من غير المؤكد أين ذهبت هذه المنظومات بالضبط». وقد اتصلت مجلة «نيوزويك» الأمريكية بموقع بلينغكات ووزارة الدفاع الروسية للتعليق عبر البريد الإلكتروني.
المنظومة إس-400 هي منظومة صاروخية أرض-جو متنقلة روسية التصميم قادرة على الاشتباك مع الطائرات والمسيرات وصواريخ كروز، وتتمتع بقدرة دفاعية ضد الصواريخ البالستية، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز بحثي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له.
ويذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن روسيا بدأت في تطوير المنظومة إس-400 في عام 1993. وهي تستخدم في الغالب سلسلة الصواريخ 48N6، التي تسمح لها بضرب أهداف جوية على مسافة تصل إلى 250 كيلومتراً (155 ميلاً)، والمنظومات قادرة على اعتراض الصواريخ البالستية عبر دائرة نصف قطرها 60 كيلومتراً. وقال موقع «بلينغكات» إن تحقيقاته بدأت بعد أن قالت وزارة الدفاع البريطانية في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) إن التحليل الجديد يشير إلى أن روسيا ستحتاج على الأرجح إلى إعادة تخصيص منظومات الصواريخ أرض-جو بعيدة المدى»التي تحمي روتينيّاً الأجزاء النائية من روسيا» - للمحافظة على التغطية فوق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في ذلك الحين: «إعادة تخصيص عناصر الدفاع الجوي الاستراتيجية ستكون برهاناً إضافيّاً يوضح كيف أن الصراع الأوكراني يواصل إرهاق الجيش الروسي ويضغط على قدرته على الاحتفاظ بالدفاعات الأساسية عبر مساحته الشاسعة».