الصراع في إثيوبيا... خيارات آبي أحمد تتضاءل بسرعة

الصراع في إثيوبيا... خيارات آبي أحمد تتضاءل بسرعة

رأت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يواجه خيارات محدودة في مواجهة تصعيد القتال ضد الجبهة الشعبية لتحرير إقليم تيغراي، بينما يتصاعد قلق دول الجوار من تداعيات الصراع. رئيس الوزراء “قد يستسلم لحرب استنزاف، لكن الجيش الإثيوبي عانى من عدة هزائم، لا سيما في الأشهر الخمسة الماضية، وهو محبطوعن قدرة آبي أحمد على تحويل الموقف لصالحه في مواجهة أخطر موقف على الإطلاق منذ توليه منصبه في أبريل (نيسان) 2018، رأت المجلة أن “خيارات آبي أحمد تتضاءل بسرعة».
وقالت المجلة إن رئيس الوزراء “قد يستسلم لحرب استنزاف، لكن الجيش الإثيوبي عانى من عدة هزائم، لا سيما في الأشهر الخمسة الماضية، وهو محبط».
ورغم هجماتها الأخيرة والضربات الجوية التي استهدفت ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، اكتسبت قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي مزيدا من الأراضي في منطقتي عفار وأمهرا، ما سمح بتوسيع جغرافي للصراع مع تداعيات قد تستمر لعقود.
وقالت المجلة إن المتمردين باتوا يستعدون بالفعل للمرحلة الانتقالية ما بعد آبي أحمد الذي قد يحاول حسب المجلة التوصل إلى اتفاق مع خصومه، خاصةً أن الأمور تدور حول حرب لن يكون فيها غالب ولا مغلوب، حيث أدينت جميع الأطراف بانتهاك حقوق الإنسان وجرائم حرب محتملة، وفقاً تحقيق للأمم المتحدة أخيراً.
وأضافت “حتى إن لم يكن مستبعداً أن ينجح آبي أحمد في إنقاذ سلطته، فإن اتفاقية السلام ستتيح له، إذا لزم الأمر، التفاوض على رحيله وخطوط انتقال مناسب».
وأوضحت أن قادة تيغراي أصروا على أن هدفهم المباشر هو رفع الحصار على منطقتهم، لكن أهدافهم طويلة المدى غير واضحة، خاصةً مع اقتراب إعلان تشكيل تحالف للمتمردين تحت مسمى الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية الإثيوبية.
وهزّ تصعيد الصراع، الذي أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين، بالفعل شرق أفريقيا، في سياق تميّز بالتطورات في السودان المجاور وبوباء كورونا. وأشارت المجلة إلى قلق الاتحاد الأفريقي والدعوات المتكررة إلى اجتماع زعماء المنطقة، لمناقشة الأزمة الإثيوبية، والدعوة إلى الحوار بين الأطراف المتحاربة هناك.
ورغم أن الصراع مستمر منذ أكثر من عام، فإن “جيران إثيوبيا ظلوا حتى الآن متأخرين نسبياً عن الاستجابة، رغم الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسرعة، وخطر مزيد من الاضطراب في المنطقة” وفق المجلة.
وفي حين وجد عشرات الآلاف من الذين فرّوا من القتال في تيغراي، ملاذاً في السودان، فإن امتداد الصراع جنوباً نحو أديس أبابا، قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين إلى بلدان أخرى، على غرار نيروبي عاصمة كينيا التي تشترك في حدود بطول 861 كيلومتراً مع إثيوبيا.
وحذّرت المجلة قائلةً إن “الحرب في إثيوبيا قد تكون لها تداعيات إقليمية أخرى خطيرة، حيث من المرجّح أن يؤدي السقوط المحتمل لآبي أحمد، إلى نهاية اتفاق السلام الجديد مع إريتريا».
كما رأت أن العلاقات مع مقديشو قد تتغير، حيث يواجه الرئيس محمد عبدالله محمد أزمات متعددة. وفي الأشهر الماضية، عمل الرئيس الصومالي عن كثب مع أديس أبابا وأسمرا، بما في ذلك على تيغراي، على أمل تقليل اعتماد بلاده على نيروبي.
وقاومت إدارة آبي أحمد حتى الآن ضغوط المجتمع الدولي ودعوات الحوار.
وسألت المجلة “هل يمكن لرئيس الوزراء الإثيوبي أن يُخفّف مواقفه، مع تضاؤل فرص نجاح المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان في الوصول إلى وقف لإطلاق النار؟».