رفعت الحجر الصحي وتنهي 3 سنوات من العزلة

الصين بين صفرين... من صفر كورونا إلى «صفر استعدادات»

الصين بين صفرين... من صفر كورونا إلى «صفر استعدادات»


وفق معلومات مسربة، قدر مسؤولون أن حوالي 250 مليون شخص، أي 18% من الصينيين أصيبوا بكورونا في أول 20 يوماً من ديسمبر -كانون الأول، وواصل معدل الإصابة الارتفاع حتى ليلة عيد الميلاد.
ومع ذلك، كانت التصريحات العلنية للسلطات محدودة أو سخيفة على حد افتتاحية “غارديان” البريطانية. ويوم الاثنين، أبلغت الصين عن 76 وفاة بكورونا جميعها باستثناء حالتين، في هونغ كونغ، وليس في البر الرئيسي.
وأبلغ أقارب عن وفاة أحبائهم بالفيروس ولكن لديهم شيء آخر مسجل في شهادة الوفاة.

قد الأسوأ قادماً، في حين أن هناك مؤشرات على تعافي الشباب في بكين وشنغهاي، يقترب العام القمري الجديد بسرعة، ومعه عودة مئات الملايين على متن الطائرات والقطارات والحافلات المزدحمة، إلى المدن الصغيرة والمناطق الريفية مع رعاية صحية سيئة.
وقالت الصحيفة البريطانية: :من المحتمل أن يعكس التحول في الموقف الحكومي قلقاً على الاقتصاد الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن يكون معادلاً للنمو العالمي أو أقل لأول مرة منذ عقود، والاستياء العام من سياسة صفر كورونا، وزيادة الإصابات رغم القواعد القاسية.
لم يكن خطأ الحكومة الكبير في البداية سياسة صفر كورونا، فعل آخرون ذلك وأبقوا معدلات الوفيات منخفضاً، ولكن الخطأ كان في التحول دون سابق إنذار، أو إجراءات للاحتواء أو استعداد.

لقد عفا العديد من المواطنين عن الأخطاء القاتلة لحكوماتهم عند استجابتها للوباء، بما في ذلك الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة. والسلطات الصينية خبيرة في إعادة كتابة التاريخ.
بالنسبة للشباب، هذه أول تجربة أولى في أوقات صعبة حقيقية. أما كبار السن، فيتذكرون الحماقات الحزبية السابقة. لم يوضح شي جين بينغ أنه يتخذ القرارات في الصين فحسب، بل كان أيضاً مرتبطاً بشكل مباشر وشخصي بالإجراءات الصارمة.

وذكر الزعيم الصيني ملاحظة غير عادية في خطابه بمناسبة العام الجديد عندما قال: “بلدنا كبير. من الطبيعي أن يكون لدى الناس اهتمامات مختلفة أو وجهات نظر مختلفة لنفس القضية».
وتابعت الصحيفة “من السخف أن تهاجم بكين الاختبار المفروض على الواصلين في دول أخرى، لا تزال تصر على اختبار PCR سلبي لدخول البلاد، وتفشل بشكل واضح في تقديم معلومات كاملة ودقيقة عن تطور الجائحة. يُعد أخذ عينات من الركاب والمياه العادمة من الطائرات منطقياً بحيث يمكن تحديد المتغيرات الجديدة التي يحتمل أنها خطيرة ومراقبتها».

ولكن في البلدان التي تخلت عن تدابير الحد من الفيروس (على عكس اليابان مثلاً، والتي تبدو غير مهتمة إلى حد كبير بالمتحور XBB.1.5 المعروف في الولايات المتحدة، فإن الإصرار على اختبارات PCR السلبية لجميع الركاب يبدو إجراءً عملياً إلى حد كبير.
 كان عرض الاتحاد الأوروبي للقاحات المجانية، رغم رفضه من بكين، استجابة مفيدة. بعد الزيادة المقلقة في الكراهية والعنف المناهضين لآسيا في بداية الوباء.
وختمت الصحيفة أن على السياسيين تجنب الترويج لمزيد من التحيز الذي يمكن أن يعرض ذوي الأصول الشرقية ومن جنوب آسيا للخطر، والصينيين الذين عانوا بالفعل على أيدي حكومتهم.

رفع الحجر  رفعت الصين الأحد الحجر الصحي الإلزامي للمسافرين الوافدين من الخارج لتضع بذلك حدا لعزلة فرضتها على نفسها مدة ثلاث سنوات في وقت تواجه فيه موجة وبائية جديدة من كوفيد-19.
أعرب الوافدون الأوائل عن ارتياحهم لعدم خضوعهم لإجراءات الحجر الصحي المرهقة التي شكلت الحياة اليومية للصينيين بسبب سياسة “صفر كوفيد” التي وضعتها السلطات.
في هونغ كونغ، حيث أعيد فتح الحدود مع الصين بعد سنوات من الإغلاق، ينوي أكثر من 400 ألف شخص السفر إلى الشمال خلال الأسابيع الثمانية المقبلة.
بعد قيود فرضت مدة ثلاث سنوات تعتبر من الأكثر صرامة في العالم أثقلت كاهل الاقتصاد الصيني وأدت إلى تظاهرات في كل أرجاء البلاد، رفعت لصين بشكل مباغت الشهر الماضي غالبية إجراءات مكافحة هذه الجائحة.

في مطار بودونغ الدولي في شانغهاي، قالت امرأة اسمها بانغ لوكالة فرانس برس إنها سعيدة جدا برفع هذا التدبير.
وأوضحت “أرى أن تغيير السياسة أمر جيد”. وأضافت “هذه مرحلة ضرورية على ما أظن. أصبح كوفيد أمرا طبيعيا وبعد إزالة هذه العقبة كل شيء سيسير على ما يرام».
وحث الاعلان في كانون الأول/ديسمبر عن قرب رفع الحجر الصينيين إلى التخطيط للسفر إلى الخارج ما أدى إلى ارتفاع هائل في الحركة على مواقع حجز الرحلات.
إلا ان احتمال تدفق عدد كثيف من السياح الصينيين دفع أكثر من عشر دول إلى فرض فحوصات تشخيص الإصابة على المسافرين الوافدين من الصين حيث ارتفع عدد الإصابات بشكل كبير.

ونددت بكين بهذه القيود على السفر التي فرضت على مواطنيها واعتبرتها “غير مقبولة” مع أن الصين بقيت مغلقة بشكل واسع منذ العام 2020 أمام السياح والطلاب الأجانب.
ويتوقع أن يتفاقم انتشار الوباء في الصين مع اقتراب عطلة رأس السنة الصينية نهاية كانون الثاني/يناير التي يسافر خلالها ملايين الأشخاص من المدن الكبرى التي تسجل فيها إصابات كثيرة، إلى الأرياف لزيارة الأهل الذين غالبا ما يكونون مسنين وفي وضع ضعف.
واتخذت الصين إجراءات للحد من الانتقادات بشأن مسارها الفوضوي للتخلي عن سياسة “صفر كوفيد”. فقد ذكرت خدمة “ويبو” المرادفة لتويتر في الصين انمها حظرت في الفترة الأخيرة 1120 حسابا “بسبب انتهاكات ضد خبراء وجامعيين».

والأحد اختفت في مطار بكين الحواجز التي كانت تفصل الرحلات الدولية القادمة عن تلك الداخلية فضلا عن الموظفين الذين يرتدون بزات واقية التي كانت عنصرا أساسيا في الحياة الصينية منذ فرض سياسة “صفر كوفيد».
قالت شابة جاءت لاستقبال صديقة آتية من هونغ كونغ أن أول شيء ستقومان به هو تناول وجبة معا.
وأضافت وو البالغة 20 عاما لوكالة فرانس برس “هذا أمر رائع للغاية، لم نر بعضنا منذ فترة طويلة».

وفي مطار شنغهاي قال رجل يدعى يانغ أتى من الولايات المتحدة إنه لم يكن على علم بأن القواعد تغيرت.
وأوضح لوكالة فرانس برس مستغربا “ليست لدي أدنى فكرة عن ذلك».
وأضاف “كنت لأعتبر نفسي محظوظا لو حُجرت ليومين لكن تبين أني لا احتاج إلى أن أحجر نفسي بتاتا وليس علي أن أملأ وثائق لقد خرجنا من دون أي إجراء كما كان يحصل في السابق”. وقالت امرأة أخرى فضلت عدم الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس “أنا سعيدة للغاية لأنني لن اخضع للحجر الصحي... من يرغب بالحجر الصحي؟ لا أحد».

في هونغ كونغ أيضا، خففت القيود الصارمة للتنقل من الصين وإليها الأحد أيضا.
ويسعى اقتصاد هونغ كونغ الذي يعاني ركودا بكل الطرق سلوك درب النمو مجددا فيما تنتظر العائلات بفارغ الصبر أن تلتقي مجددا بمناسبة رأس السنة الصينية.
وينوي 410 آلاف من أبناء هونغ كونغ السفر إلى الشمال خلال الشهرين المقبلين، بينما يتوجه نحو 7 آلاف شخص من بر الصين الرئيسي إلى الجنوب الأحد، وفق ما أظهرت بيانات رسمية.
والأحد عند معبر ولك ما شو قرب مدينة شنجن قال طالب من بر الصين الرئيسي يدعى جينغ لوكالة فرانس برس إنه سعيد بالعبور من دون أي قيود.
وأوضح “أنا سعيد طالما لا احتاج أن أخضع للحجر. فالأمر لا يطاق».