رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
الغرب يعلن «النفير» للتطوع بالقتال في أوكرانيا
عد أن رفض حلف شمال الأطلسي “الناتو” التدخل المباشر في أوكرانيا، إلا أن المخابرات الغربية لجأت لفكرة فتح الباب أمام المقاتلين المتطوين، وحينها أعلن الآلاف من الأمريكيين وغيرهم من الغربيين “التطوّع” للقتال ضد الروس بأوكرانيا، وليفتح بذلك الغرب باب النفير للمتطوعين الأجانب في الوقوف أمام موسكو.
ووفق صحف عربية صادرة أمس، فإن الغرب أصبح الغرب أصبح يروج لفكرة المقاتلين واستخدامهم في تحقيق سياسته ضد روسيا.
الجهاد في أوكرانيا
وقال الكاتب مشاري الذايدي في صحيفة “ الشرق الأوسط” إن الاشتباك العسكري المباشر بين أمريكا وحلف الناتو، ضد روسيا، ممنوع منعاً باتّاً بقرار استراتيجي، حتى الآن، مهما صاح وناح الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وتكرَّر هذا الموقف من قيادة الناتو وأمريكا مراراً، وآخرها تعليق رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، من القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا الذي شدَّد على منع اندلاع أي حرب بين قوى عظمى. مستحضراً التاريخ المرعب للحروب الغربية.
وأوضح الذايدي أن سلاح العقوبات! بطيء النتائج، مهما بلغ زخمه وقسوته، خصوصاً على دولة عظمى مثل روسيا الاتحادية، وأنه بذكر المقاومة، فقد أعلن الآلاف من الأمريكيين وغيرهم من الغربيين التطوّع للقتال ضد الروس بأوكرانيا. وأشار الكاتب إلى أنه حتى الجماعات «القاعدية» بحجج إسلامية واهية -والدين لا علاقة له بالأمر بل هي «لعبة أمم» ودهاء مخابرات- أعلنت حماستها للجهاد في أوكرانيا، ولا حاجة بي لإعادة القول في ذلك، فقد سبق هنا بتاريخ 28 فبراير -شباط الحديث عن ذلك تحت عنوان «أجهادٌ في أوكرانيا؟». وأكد مشاري الذايدي أن الهدف من تجّمع هؤلاء المتطوعين الأميركان للقتال في أوكرانيا، حسب هذا التقرير: «نشر الديمقراطية في الأماكن الفاترة».
الحكم بالموت
فيما توقع الكاتب فاروق يوسف أن كل العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا لن توقف تقدم الدبابات في اتجاه كييف. لقد ضحى الغرب بأوكرانيا مجانا حين وضعها في مقدمة جبهته ضد روسيا وهو يعرف جيدا أنها معركة خاسرة.
وقال يوسف في صحيفة “العرب” إن المقاومة الأوكرانية معناها سقوط المزيد من القتلى من غير جدو، ولا الغرب مستعد لمجابهة عسكرية ولا بوتين مستعد للتراجع عن هدفه الذي ربما سيكون أكبر من تحييد أوكرانيا.
وقال إن العقوبات فإنها حرب على روسيا كان مخططاً لها قبل الحملة الحالية، ليس فولوديمير زيلينسكي سوى نذير شؤم وضع بلاده في خدمة مشروع أكبر منها ويتجاوزها من غير أن يلتفت القائمون عليه إليها. صحيح أن الاستجابة الإنسانية التي أظهرتها دول أوروبا من أجل احتواء الأوكرانيين الهاربين من الحرب كانت سريعة ومتقنة الإخراج غير أن ذلك لا يعني أن الكارثة ستتجلى فقط من خلال تلك الظاهرة المأساوية التي يُقال إنها ستكون مؤقتة حسب الدول التي كانت إلى وقت قريب تخشى اقتراب الأوكرانيين من حدودها.
وقال الكاتب إنه كان واضحاً أن أوكرانيا قد تمت التضحية بها من قبل رئيسها ولا شيء من الشعارات القومية التي رفعها يمكن أن يتحقق. أوكرانيا صغيرة ولا يمكنها اللعب في نادي الكبار. وهي محكومة بشرطي التاريخ والجغرافيا لتكون أكثر قربا إلى روسيا منها إلى الغرب.
وأكد يوسف أن الغرب أخطأ في فرض عقوباته فهو عن طريق ذلك حكم على النظام القائم في كييف بالموت. أي مفاوضات بين الطرفين المتحاربين لن تقود إلى نتيجة حاسمة على صعيد إيقاف العمليات القتالية. يسعى المتفاوضون للخروج بخسائر مدنية أقل ليس إلا. أما الحرب فإن أحدا لن يوقفها. ذلك لأن الغرب وهو يعرف أصل المشكلة أدت عقوباته إلى تعقيد المشكلة. ما كان يفكر فيه بوتين قبل العقوبات هو شيء وما صار يفكر فيه بعد العقوبات هو شيء آخر. عن طريق العقوبات فضح الغرب هدفه من استعمال زيلينسكي باعتباره مهرجا لا يعي ما الذي يمكن أن تقود إليه سياسته. ما قاله الرئيس الأوكراني وما زال يصر على تكراره هو عبارة عن خطاب يدعو إلى كراهية الروس. يهب الحرب أسبابها التي تفاعل الغرب معها من خلال دفع أوكرانيا إلى التضحية بشعبها أكثر وفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا.
وأشار إلى أن روسيا لن توقف حملتها إلا حين تُسقط حكومة كييف. متسائلاً هل ستقع مساومة بين الطرفين؟ ذلك ما يمكن أن يحدث في أحسن الأحوال. أما في أسوئها فقد تنتهي أوكرانيا إلى الحضيض.