العدد لا يصنع الجودة:

القوة العسكرية: بين الصين والعمّ سام، لمن الأفضلية...؟

القوة العسكرية: بين الصين والعمّ سام، لمن الأفضلية...؟

- تحتفظ الصين بالرقم القياسي العالمي لعدد الجنود النشطين
- يتفوق الأمريكان على الصينيين بإجمالي 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية
- لا تملك الصين سوى حاملتي طائرات دفع تقليدي يسهل التعرف عليهما، وهما لياونينغ وشاندونغ
- عندما يتعلق الأمر بالقوات الجوية، فإن هيمنة الولايات المتحدة على الصين ساحقة
- أنظمة الأسلحة الصينية “متأخرة عدة سنوات” عن نظيرتها في الولايات المتحدة


  استثمرت الصين مبالغ ضخمة من المال في السنوات الأخيرة لتحديث قواتها المسلحة. طموح بكين: قهر الهيمنة العسكرية العالمية.ونتيجة لذلك، أحرز الجيش الصيني تقدمًا مثيرًا للإعجاب.
ولكن ربما ليس الى درجة منافسة القوة العسكرية للولايات المتحدة، لا اليوم ولا ربما لفترة طويلة جدا.

    مراجعة بالتفصيل: وصلت الجهود العسكرية الصينية إلى درجة أن أحد الجنرالات الأمريكيين وصف الصين بأنها “التهديد الرئيسي للعقود القادمة” للولايات المتحدة. وخلال جلسة استماع عام 2017 أمام الكونغرس لتعيينه رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة، قال الجنرال جوزيف دانفورد، إن “أهم التهديدات” في عينيه تظل “تلك التي لم تظهر بعد».

   وخلال مثوله مرة أخرى أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 26 سبتمبر 2017، حدد واحدة: الصين، بينما كان الكثيرون يراهنون على كوريا الشمالية، وحتى روسيا وإيران. قال الجنرال دانفورد في ذلك الوقت: “إذا نظرت إلى عام 2025، ونظرت إلى التركيبة السكانية والاقتصاد، أعتقد أن الصين ربما تكون أكبر تهديد” للولايات المتحدة.
   وأوضح أن “الصين تشدد على الحد من قدرتنا على إبراز قوتنا، وتهدف إلى إضعاف تحالفاتنا في المحيط الهادئ”. بالإضافة إلى ذلك، “يبدو أن الصينيين ملتزمون بزيادة الإنفاق العسكري” من أجل منح قواتهم المسلحة “قدرات من المحتمل أن تقوض الاسبقية التكنولوجية الرئيسية للولايات المتحدة».

   إذا ما هي الصورة؟
قوات المشاة الصينية كبيرة ولكنها سيئة التجهيز وسيئة التدريب
   بلغ الإنفاق العسكري الأمريكي 778 مليار دولار في العام الماضي، وهو إلى حد بعيد أكبر ميزانية عسكرية على هذا الكوكب. لكن لا ينبغي لواشنطن أن تضيع الوقت حيث ارتفعت الميزانية العسكرية للصين بنسبة 6 فاصل 8 بالمائة هذا العام بعد زيادات مستمرة على مدى عقدين.
    وتحتفظ الصين بالرقم القياسي العالمي لعدد الجنود النشطين: مليونان عام 2019. وقد وضع البنتاغون امام الكونجرس ميزانية العام المقبل التي تتطلب 1.35 مليون جندي نشط.
    ومع ذلك، فإن ما يهم ليس عدد الجنود، بل بالأحرى كم منهم منخرط في أكثر تقنيات الحرب تطوراً. وكما يتضح، فإن جنود جيش التحرير الشعبي الصيني، إما مجهزون بمعدات قديمة أو عاجزين على القتال بفعالية بسبب التدريب غير الكافي. ومع ذلك، فإن بكين لا تقف مكتوفة الأيدي حيث أفرجت الحكومة الصينية عن أموال لتطوير وتصنيع أسلحة آلية للمشاة.
    وفي مواجهة المشاة الصينيون، 6333 دبابة أمريكية، وهي أكبر نظام مدرّع في العالم بعد روسيا بحسب مجلة فوربس الأمريكية، بينما تمتلك الصين 5800 دبابة.

هيمنة أمريكية ساحقة في الجو
   عندما يتعلق الأمر بالقوات الجوية، فإن هيمنة الولايات المتحدة على الصين ساحقة. تمتلك الولايات المتحدة 13 ألف طائرة مقاتلة، منها اف-35 لايتنيغ ورابتور اف-22، وهي من بين الطائرات المقاتلة الأكثر روعة على هذا الكوكب، وفقًا لتقرير نشرته مجلة “فلايت غلوبال” لعام 2021.
   وأمام هذه الترسانة الجوية الأمريكية، تطرح الصين ما يزيد قليلاً عن 2500 طائرة، منها ما يقارب ألفي طائرة مقاتلة، وفقًا لتقرير عام 2020 الصادر عن القوة العسكرية الصينية. المقاتلة الصينية الأكثر تطوراً، هي جي-20، والمعروفة أيضًا باسم التنين الجبار. تم تصميمها لتنافس الأمريكية اف-22. لكن لا يزال يتعين إثبات قدرتها على التنافس مع هذه الطائرة نظرًا لعدم حدوث أي قتال حتى الآن.
   ويعمل البلدان أيضًا، على إنتاج قاذفات جديدة. للصين إتش-20 في حقيبتها، في حين طورت الولايات المتحدة الجيل التالي من بي-21 رايدر ستيلث بومبر.

حاملات الطائرات الصينية المتقادمة وترسانة نووية لا تضاهى
   يبقى أخيرًا، الأسطول. ميدان حاسم، حيث تمتلك الصين أكبر عدد من السفن: 360 مبنى مقابل 297 للولايات المتحدة. ولكن هنا أيضًا، إلى جانب حقيقة أن العدد لا يصنع الجودة، يتمتع الأمريكيون بأسبقية على الصينيين بإجمالي 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، وكلها قادرة على استيعاب أكثر من 60 طائرة مقاتلة تقلع بمقاليع متطورة للغاية. أما بالنسبة للصين، فهي لا تملك سوى حاملتي طائرات دفع تقليدي يسهل التعرف عليهما. وهما لياونينغ وشاندونغ، اللتان تعود تقنيتهما المتقادمة إلى الثمانينات، ويمكن أن تستوعب فقط 24 إلى 36 مقاتلة من طراز جي-15.
    وتجدر الاشارة هنا، الى الترسانة النووية المتاحة للولايات المتحدة والصين. هنا ايضا، لا شيء للمقارنة لأن للولايات المتحدة 5800 رأسا نوويا، منها 1400 في حالة تأهب دائم وجاهزة للإطلاق في أي وقت، مقارنة بـ 250 إلى 350 رأسًا حربيًا على الجانب الصيني.

العيوب الثلاثة للجيش الصيني
   بالإضافة إلى ذلك، واجهت صناعة الأسلحة الصينية صعوبات في إنتاج أسلحة جديدة في السنوات الأخيرة. تسرد دراسة أجراها مركز الأبحاث الأمريكي مؤسسة راند، ثلاثة مجالات يواجه فيها جيش التحرير الشعبي أوجه قصور: الجيل الاخير من أشباه الموصلات، والغواصات الشبحية، والمحركات النفاثة المقاتلة.
    وهكذا اصبحت أنظمة الأسلحة الصينية الراكدة “متأخرة عدة سنوات” عن نظيرتها في الولايات المتحدة. وهذا هو الحال مع مقاتلات جي-20 وجي-31 مقارنة بمقاتلات لوكهيد مارتن اف -22 و “اف 35، والطائرات الأولى، تركتها الطائرات الأمريكية وراءها.
     لكن لنضع في الاعتبار الكلمات الأخيرة للرئيس الصيني شي جين بينغ. ففي الأول من يوليو، تحدث في ميدان تيانانمين في قلب بكين بمناسبة الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، ووعد كل الذين سيجرؤون على ترهيب الصين بـ “تحطيم رؤوسهم وإراقة دمائهم”... للتأمّل.
------------------------
مؤلف حوالي خمسة عشر كتابًا مخصصة للصين واليابان والتبت والهند والتحديات الآسيوية الرئيسية. عام 2020، نشر كتاب “الزعامة العالمية محوره، الصدام بين الصين والولايات المتحدة” عن منشورات لوب.