رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
الكاتب عادل عبد الله يرصد مسيرة الكويت بعميد الدبلوماسية العربية
تناول عادل عبد الله حميد، كاتب وباحث إماراتي، في كتابة " الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عميد الدبلوماسية العربية" الصادر حديثا في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته ٤٣، ويضم الكتاب تسعة فصول شكلت مسيرة دولة الكويت منذ النشأة وحكامها حتى مبايعة شعب الكويت لآل الصباح، ثم جاء السرد متماشياً مع الأحداث في قالب يميل إلى البحث الأكاديمي، فالكتاب الذي يقع في ٣٤٠ صفحة من القطع الكبيرة، هو عبارة عن مادة تصلح أن تكون مرجعاً مضافاً للمكتبة العربية، يفيد الباحثون والأجيال القادمة
وقد عرفنا الأبحاث بإضافة الهوامش والعناوين الرئيسة والفرعية، لكن الكاتب أرتى أن يجعله كتاباً يخلو من المصادر والمراجع ليصبح مؤلف من كاتب شاهد على العصر فاعتبر نفسه مؤرخاً لهذه الفترة من خلال المعايشة أو حصد المعلومات والبيانات الموثقة بالصور والرسائل والخطب، فحياة الرؤساء في الحقيقة غالبا ما تكون تحت الضوء طوال الوقت، وأخبارهم منتشرة بصورة تدعوا للتأمل والتأريخ، فالكتاب جاء مصوراً وأخذ مجهوداً عظيما ليخرج بهذا الإخراج الذي يساعد القارئ على الاستفادة من كم المعلومات والحقائق
وما كان للكاتب أن يفكر في تأليف وإعداد كتاب عن شخصية عامة من دولة الكويت إلا إذا كان هناك دافع قوي يجذبه نحو هذه الشخصية، قد يرى الكاتب توافق فكري ونموذج يحتذى به ففكر في الكتاب ليستفيد منه قطاع كبير من الشباب والأجيال، على العموم الكاتب وفق في عرض السيرة الذاتية لصاحب عنوان المؤلف، ولأنه اعتمد على اللغة السهلة في العرض والسرد، ولم يلجأ للمصطلحات والكلمات الصعبة التى تحتاج لتفسير، بل جاء سلس مفصل بالفصول والعناوين الدالة على المحتوى في توفيق جيد من الكاتب
الكاتب عادل عبد الله حميد، استطاع أن يجمع في كتابه مجموعة من الحقائق على مدار الفصول التسع، مستعينا بالموروث الثقافي وخبرته المتعايشة بدول الخليج، فتقريبا الحياة والعادات والتقاليد قريبة جدا من بعضها بحكم المكان والتضاريس، فنجده بدأ الكتاب بصورة السفينة، وكأنها إشارة منه على أن السفينة لها قبطان واحد كالدولة الناجحة، كما أن السفينة في التراث الأداة التى قربت العالم ونقلت العلم والمعرفة، ومن خلال السفينة تعرفت الشعوب وانتقلت الخبرات، وبعد صفحات قليلة يظهر النخلة رمز الخليج لما لها من تأثير على المجتمع، ثم نشر في الكتاب أشهر معلم بالكويت كمدخل للتعريف بالمكان وبثقافته، والجديد أن الكاتب اهتم بنشر النشيد الوطني للدولة وهذا مستحدث، واستدعى قصائد في شخصية الكتاب وفي الدولة كتمهيد
اهتم الكاتب عادل عبد الله بالتفاصيل الدقيقة في حياة الشيخ صباح الأحمد الجابر، فنجد الكتاب يتناول الأوسمة التى حصل عليها والمجموعة من الخطب المؤثرة ودوره السياسي في المنطقة وعلاقته برؤساء العالم وهذا كله مؤرخ في الكتاب بالصور، وهذا جهد كبير يحسب للباحث خاصة وأن تعقب الأحداث والكتابة عن شخصية عامة كرئيس دولة يكون الأمر صعب ومعقد، لكن تفوق الكاتب على نفسه بتناول الموضوع بجميع جوانبه ولم يترك شيء للصدفة، بل أنهى كتابه بنسخة من الدستور والبوم صور ومرثية لوفاة بطل كتابه، وارى أن هذا الكتاب سيكون مرجعا للباحثين في المستقبل عن تاريخ دولة الكويت وعدد حكامها وبداية التأسيس والدور السياسي الذي لعبه لينال لقب عميد الدبلوماسية العربية.