العلماء لا يعرفون حتى الآن نوع الفيروس الذي قد يسبب الوباء التالي

"المرض X" .. ما هو ولماذا يشعر الخبراء بالقلق من انتشاره؟

ما تزال السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم تتعلم من دروس جائحة "كوفيد-19"، وتحاول تحديد أفضل طريقة لمنع حدوث وباء جديد.
وبدأ العديد من الباحثين في الإشارة إلى العامل التالي الذي يسبب مرضا جماعيا حول العالم باسم "المرض X". ويحدد بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2022 المصطلح بهذه الطريقة: "يُستخدم المرض X للإشارة إلى عامل ممرض غير معروف يمكن أن يسبب وباء دوليا خطيرا".

وقال توماس روسو، خبير الأمراض المعدية في كلية الطب والعلوم الطبية الحيوية بجامعة Buffalo Jacobs، إنه بالنظر إلى ما شهده العالم عندما ظهر "كوفيد"، من المهم لخبراء وعلماء الأمراض المعدية أن يراقبوا التهديدات الجديدة باستمرار.
وقال روسو: "كان مفهوم المرض X أحد الدروس التي تعلمناها من هذا الوباء. وبينما تكسر البشرية الحواجز بين البشر والأنواع الأخرى من خلال أسواق الحيوانات الحية وإزالة الغابات، نحتاج إلى مراقبة ودراسات مستمرة وتحسين الأمن البيولوجي في جميع أنحاء العالم".
وأوضح أن مثل هذا الاتصال الوثيق بالحياة البرية يخلق ظروفا يبدأ فيها الفيروس الذي أصاب الحيوانات فقط حتى الآن، في إصابة البشر بالمرض.
ولكي نكون واضحين، لا يعرف العلماء حتى الآن نوع الفيروس الذي قد يسبب الوباء التالي، أو بعبارة أخرى، ما هو المرض X الذي سيتحول إليه. وقال روسو إن الكثير من الناس يعتقدون أنه يمكن أن يكون فيروسا تاجيا – مثل SARS-CoV-2، الذي يسبب مرض "كوفيد-19" – أو سلالة جديدة من الإنفلونزا.
وأضاف: "ولكن يمكن أن يكون جديدا تماما. لا توجد طريقة لمعرفة متى سيظهر المرض X، ولا يمكننا إجراء أي تخمينات مدروسة حول مدى فتكه".
ولكن بالنظر إلى ما شهده العالم في عامي 2020 و2021 قبل توزيع اللقاحات ضد "كوفيد" على نطاق واسع، فمن الأهمية بمكان أن نظل متيقظين للأمراض المثيرة للقلق التي تظهر.
وقال روسو: "عندما نواجه أزمة، فإننا نوجه الموارد والطاقة والاهتمام إليها. وبعد ذلك تبدأ تلك الأزمة في الانحسار. نقول إننا سنتأكد من عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى، ولكن بعد ذلك، حتما، نتخلى عن حذرنا تماما".
وللحد من الضرر الذي قد يسببه المرض X، يتعين على المسؤولين وصناع السياسات الاستمرار في التركيز على منع الوباء التالي. وقال الدكتور روسو: "يحتاج المرء إلى مواصلة البحث والتمويل الطبي الحيوي والحفاظ على استمرار ذلك فيما يتعلق ببيولوجيا ما نسميه بالعوامل النموذجية".
وقال إن هذه العوامل النموذجية هي أي عوامل يتوقع العلماء أنها يمكن أن تسبب مرضا وموت جماعي في المستقبل، مثلما فعل "كوفيد-19" عندما ظهر لأول مرة.
وأضاف: "يقدر معظم الناس الآن أن هناك احتمالا لوقوع جائحة أخرى، ولكن ليس هناك الكثير مما يمكنهم فعله حيال ذلك".
ومع ذلك، قد يكون من مصلحة الفرد محاولة تحسين صحته حتى يكون مستعدا قدر الإمكان عندما يضرب الوباء التالي، من خلال ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي والتخلص من أي عادات نمطية تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، مثل التدخين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الناس مراقبة الأخبار والاستماع إلى النصائح المقدمة من السلطات الصحية ذات السمعة الطيبة.

تحذير
استغل أصحاب نظرية المؤامرة في الولايات المتحدة التحدث عن المرض X، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية كجائحة افتراضية في المستقبل، لنشر المعلومات المضللة وتضخيمها والاستفادة منها.
ووجد مدققو الحقائق في وكالة AFP أن الأكاذيب حول العامل الممرض غير المعروف نشأت في الولايات المتحدة، لكنها امتدت إلى آسيا بلغات إقليمية متعددة.
وتهدد المعلومات المضللة سريعة الانتشار، التي تؤكد مخاطر تراجع مراقبة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي وفقا للخبراء، بتعظيم التردد بشأن اللقاحات والتأثير على مدى استعداد طوارئ الصحة العامة بعد 4 سنوات من تفشي "كوفيد-19".
ويستغل أصحاب النفوذ اليميني في الولايات المتحدة المعلومات المضللة لبيع عقاقير طبية تحتوي على ما يسميه خبراء الصحة "علاجا غير مثبت" لفيروس كورونا.
وقال تيموثي كولفيلد، من جامعة ألبرتا في كندا لوكالة AFP، إن "مروجي المعلومات المضللة يحاولون استغلال نظرية المؤامرة لبيع المنتجات. وغالبا ما يكون هذا مصدر دخلهم الأساسي، فبدون الترويج للخوف عديم الأدلة حول اللقاحات والمؤامرات الحكومية، لن يحققوا سوى دخلا ضئيلا أو معدوما".
وادعى أليكس جونز، مؤسس موقع InfoWars الذي حقق الملايين عبر نشر نظريات المؤامرة حول عمليات إطلاق النار الجماعية و"كوفيد-19"، كذبا على مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك خطة عالمية لنشر المرض X باعتباره "سلاح قتل للإبادة الجماعية".
وادعى طبيب القلب الأمريكي بيتر ماكولو، المعروف بنشر معلومات مضللة عن "كوفيد-19"، أن المرض X "قد يجري تطويره في مختبر بيولوجي". ونشر مزاعمه على الموقع الإلكتروني لـThe Wellness Company، شركة توريد المكملات الغذائية ومقرها الولايات المتحدة حيث يشغل منصب كبير المسؤولين العلميين. ويقدم الموقع "مجموعة أدوات الطوارئ الطبية" بحوالي 300 دولار لحث الناس على "الاستعداد" للمرض X.
كما روّج موقع Gateway Pundit اليميني المعروف بنظريات المؤامرة، للأدوات الطبية في رسالة دعائية بعنوان "المرض X.. هل يخطط دعاة العولمة لجائحة أخرى؟".
وقالت جينيفر رايش، عالمة الاجتماع في جامعة كولورادو دنفر، إن نظريات المؤامرة مبنية على التردد المتزايد بشأن اللقاحات منذ "كوفيد-19"، والذي من المرجح أن يكون له آثار "بعيدة المدى" على الصحة العامة. وقال تشونهوي تشي، أستاذ الصحة العالمية في جامعة ولاية أوريغون: "يمكن أن تؤدي المعلومات المضللة أيضا إلى قيام بعض الناس باتخاذ إجراءات غير فعالة أو حتى ضارة أثناء الوباء".
الجدير بالذكر أن نظريات المؤامرة انطلقت بعد عقد المنتدى الاقتصادي العالمي للجنة "التحضير للمرض X" في يناير، مع التركيز على جائحة محتملة في المستقبل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot