بعد سبعة عقود من حكمها:

المملكة المتحدة: سنة مروعة للملكة إليزابيث الثانية

المملكة المتحدة: سنة مروعة للملكة إليزابيث الثانية

-- في الرابعة والتسعين من عمرها، تواجه الملكة فقدان أعز أحبائها
-- سيترك رحيل دوق إدنبرة فراغًا في قلب النظام الملكي
-- لا تزال الملكة صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ البلاد تحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا
-- وفاة الأمير فيليب تتويج لاثني عشر شهرًا من الأزمات الوبائية والأوروبية والأسرية


    قبل عام، نفخت الملكة الشجاعة في روح البريطانيين الذين اعتراهم اليأس والارتباك بسبب الأزمة الصحية. ففي خطاب متلفز نادر، 5 أبريل 2020، استحضرت إليزابيث الثانية أول حديث إذاعي لها في سن 14، عام 1940، خلال الحرب العالمية الثانية. “حتى وإن لا يزال لدينا صعوبات علينا تحمّلها، فإننا سنعرف أيامًا أفضل: سنرى أصدقاءنا، وعائلاتنا، وسنرى بعضنا البعض مرة أخرى”، أكدت الملكة، برصانتها المعهودة، مرتدية ثوبًا أخضر دلالة على الأمل.

   كانت الملكة، بعد سبعة عقود من حكمها، واضحة الرؤية، عاقدة العزم على احتلال المرتبة الاولى في التطعيم ضد كوفيد، وبدت المملكة المتحدة فعلا في طريقها “للفوز” بمعركتها ضد فيروس كورونا: مع حصول 60 بالمائة على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، أصبحت العودة إلى الحياة الطبيعية بالنسبة للبريطانيين، بعد فترة طويلة من الحجر، على مرمى حجر. ولكن بالنسبة إلى إليزابيث وندسور، ستبلغ من العمر 95 عامًا في 21 أبريل الجاري، والتي حُرمت الآن من وجود فيليب إلى جانبها، هو الذي كان “قوتها وقدرتها على التحمّل”، لن يعود كل شيء كما كان.

أزمة عائلية تاريخية
   لطالما تم اعتبار الإعلان عن وفاة زوجها، اختبارا للملكة التي وقعت في حب أميرها بجنون في يوليو 1939، عن عمر يناهز 13 عامًا. لقد لعب دوق إدنبرة دورًا رئيسيًا في إزالة الغبار عن المؤسسة التي تعود إلى قرون، ورحيله “يترك فراغًا في قلب النظام الملكي”، كما تعترف صحيفة الغارديان، وهي صحيفة جمهورية مع ذلك، خاصة أنه يحدث على خلفية أزمة عائلية تاريخية. فقد كانت المقابلة التي أجراها الأمير هاري، نجل الأمير تشارلز وديانا، وزوجته ميغان، مع أوبرا وينفري، في أوائل مارس، بمثابة قنبلة في المملكة المتحدة. وصدمت الاتهامات بالعنصرية -التي رفضها الأمير وليام، شقيق هاري، الثاني في ترتيب ولاية العرش -البريطانيين الشباب.

   ورغم الانسحاب الافتراضي من الحياة العامة بسبب فيروس كورونا، لا تزال الملكة، صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ البلاد، تحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا. ووفقًا لمعهد استطلاع يوغوف، تتمتع الملكة بنسبة 72 بالمائة من الآراء المؤيدة. ومع ذلك، فإن الفترة المعجزة التي افتتحها زواج الحب بين وليام وكيت ميدلتون في أبريل 2011، ثم عززتها أولمبياد لندن واليوبيل الماسي لإليزابيث الثانية عام 2012، قبل ولادة الأمير جورج عام 2013، قد انتهت فعلا.

   عام 2019، اتُهم الأمير أندرو بإقامة علاقات حميمة مع قاصر كانت في خدمة صديقه الأمريكي جيفري إبستين. وحطم رحيل هاري وميغان ما وراء الأطلسي في العام نفسه، صورة عشيرة موحدة متعددة الأجيال. وكاد الخلاف بين فرعي الأسرة أن يتحول إلى انشقاق. في فبراير، قام القصر بإضفاء الطابع الرسمي على التشكيلة الجديدة لـ “الشركة” في بيان: هاري وميغان “يظلان عضوين محبوبين في العائلة”، الا انه لم يعد بإمكانهما أداء مهام تمثيل العرش البريطاني، اي انتهى البروتوكول الملكي وكل التشريفات المخصصة “للمحترفين الملكيين”. منذئذ، بين سانتا باربرا ولندن، تغيرت النغمة، واتخذ الخلاف الأسري بعدًا جديدًا: لقد اصبحت المؤسسة الملكية نفسها وقيمها في دائرة الضوء منذ المقابلة الصدمة مع أوبرا وينفري.

الماضي يعود
 ليطارد آل وندسور
   في أستراليا، إحدى دول الكومنولث الستة عشر حيث الملكة رئيسة للدولة، أعادت تصريحات هاري وميغان الاتهامية للقصر، إشعال فتيل النزوع الجمهوري. “يجب أن يكون رئيس دولتنا مواطنًا أستراليًا، واحدًا منا، بدلاً من الملكة أو ملك إنجلترا”، احتج رئيس الوزراء السابق مالكولم تورنبول في أعقاب المقابلة، التي سجلت رقمًا قياسيًا في نسبة المشاهدة في دولة الكومنولث الرئيسية.

   عام 1999، صوت الأستراليون بنسبة 54 فاصل 9 بالمائة لبقاء النظام الملكي، ولكن تم تحفيز الجمهوريين من خلال النشر الأخير لرسائل مثيرة للجدل من الملكة إلى الحكومة الأسترالية في السبعينات. ولا شك أن اقتراب نهاية عهد إليزابيث الثانية، يوفر فرصة ممتازة لإحياء النقاش حول إصلاح المؤسسات الأسترالية. وتؤكد المتخصصة في العلوم السياسية جيني هوكينغ، أن عدد أعضاء الحركة الجمهورية، الذي هو في ارتفاع منذ عام 2019، قد انفجر مؤخرًا.

   وبينما كان يفترض أن يُدخل زواج الأمير هاري بالممثلة الأمريكية السابقة ميغان ماركل الملونة، العائلة المالكة بالكامل إلى القرن الحادي والعشرين، يعود الماضي ليطارد آل وندسور: تنازل إدوارد الثامن عن العرش عام 1936، ثم منفاه الفرنسي من أجل عيني واليس سيمبسون الأمريكية، وخاصة فترة التسعينات المضطربة.
   «عام 1992 ليس عامًا سأتذكره بسرور لانهائي “...”. لقد كان عامًا مروعًا، وأعتقد أنني لست الوحيدة التي تعتقد ذلك”. عندما أصدرت الملكة هذا الحكم في الذكرى الأربعين لتوليها العرش في نوفمبر 1992، كان حريق قد دمّر قلعة وندسور وشوّه صورة العائلة المالكة: انفصل أندرو، الابن المفضل لإليزابيث الثانية، عن زوجته سارة فيرجسون، وخاصة، استعداد تشارلز وديانا، لإضفاء الطابع الرسمي على انفصالهما.

   ما كانت تجهله الملكة حينها، هو أن الأسوأ قادم. في 31 أغسطس 1997، توفيت ديانا، “أميرة الشعب”، عن عمر يناهز 36 عامًا في حادث سيارة في باريس. تجمّع الآلاف من البريطانيين بشكل عفوي خارج قصر باكنغهام في حالة انهيار بينما ظلت إليزابيث في قلعة بالمورال الإسكتلندية مع ويليام وهاري. غضب الجمهور الذي فسر الموقف بأنه لامبالاة جليدية من جانب الأم، ثم تم التشكيك في شرعية النظام الملكي بشكل جدي.    في الرابعة والتسعين من عمرها، تواجه الملكة فقدان أعز أحبائها، وقد قطعت مع تحفظها المعتاد. نادرًا ما عبّر بيان رسمي يصدره القصر عن رسالة مؤثرة وصادقة مثل تلك الرسالة التي أعلنت وفاة فيليب: “ببالغ الأسى، تعلن جلالة الملكة وفاة زوجها الحبيب الأمير فيليب دوق إدنبرة”. هذه الكلمات البسيطة لها صدى خاص بعد أكثر من اثني عشر شهرًا من بدء وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة 127 ألف شخص في المملكة المتحدة. بالنسبة لـ “ليليبت” -الاسم الصغير الذي يطلقه عليها فيليب -لم يحن الوقت للتحمل والمقاومة ولكن للاعتراف بالألم الذي يفتك بها.

  «الزمن يأكل الحياة”، يقول الشاعر، بما في ذلك أفراد العائلة المالكة... لقد أصبحت الأيام الجميلة من حكم إليزابيث شيئًا من الماضي.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/