لأول مرة في تاريخه
الناتو يستهدف الصين، ومجموعة السبع تنتقدها...!
- بكين تردّ: يستمر الأطلسي في التوسع خارج نطاقه الإقليمي، وأيديه ملطخة بدماء شعوب العالم
- يرى الأطلسي في خارطة طريقه الجديدة، أنّ بكين تمثل تحديًا لمصالح وأمن دول الحلف
- يعتزم مجلس الشيوخ تعزيز الدعم الأمريكي لتايوان من خلال منح مساعدات أمنية بمليارات الدولارات
- أطلقت مجموعة الدول السبع شراكة عالمية في البنية التحتية لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصيني
لأول مرة في تاريخه، استهدف الناتو الصين. خلال قمة مدريد، من الثلاثاء 28 يونيو إلى الخميس 30 يونيو، قدم الحلف الأطلسي دولة شي جين بينغ على أنها “تحد” لـ “أمنه المستقبلي”. وقبل أيام قليلة في إلماو بألمانيا، انتقد قادة مجموعة السبع بشدة السلطات الصينية، مستخدمين مصطلحات عضلية أكثر من المعتاد.
في البداية، كانت تلك الصورة غير المسبوقة: صورة أربعة قادة من منطقة آسيا والمحيط الهادي (اليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، ونيوزيلندا)، وجميعهم من الوافدين الجدد إلى طاولة الحلف الأطلسي، ثم هناك اختيار الكلمات.
رأى الناتو في خارطة الطريق الجديدة التي تناولها خلال اجتماع قمة مدريد، أن بكين تمثل “تحديًا” لـ “مصالح” و “أمن” دول الحلف. و”طموحات الصين المعلنة وسياساتها القسرية تتحدى مصالحنا وأمننا وقيمنا”، أكد الناتو في وثيقة “المفهوم الاستراتيجي”، التي لم تتم مراجعتها منذ عام 2010.
هذه هي المرة الأولى التي تشير فيها هذه الوثيقة إلى الصين، التي لم تندرج تقليديًا ضمن مهمة حلف الشمال الأطلسي. ويدين الناتو على وجه الخصوص “الشراكة الاستراتيجية العميقة” بين بكين وموسكو، و”محاولاتهما المتبادلة لتقويض النظام الدولي القائم على قواعد».
«تعمل الصين على تطوير قواتها العسكرية بشكل كبير، بما في ذلك الأسلحة النووية، قال جينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، خلال كلمة ألقاها، إنها تريد ترهيب جيرانها وتهديد تايوان، إنها تسيطر على مواطنيها باستخدام التقنيات المتقدمة، وتنقل الأكاذيب الروسية والمعلومات المضللة... ان الصين ليست خصمنا، ولكن يجب أن نكون واضحين بشأن التحديات الخطيرة التي تمثلها».
كل شيء في الكلمات... وبحسب المنظمة، فإن بكين لا “تهدد” قيم ومصالح وأمن دول الحلف الأطلسي، لكنها “تتحدى” هذه القيم. طريقة للإشعار، بالنسبة للولايات المتحدة على سبيل المثال، أنه يجب ألا نغفل عن هذا البلد باعتباره أولوية استراتيجية رئيسية، حتى لو أجبرت الحرب في أوكرانيا واشنطن على إعادة الانخراط في أوروبا.
علاوة على ذلك، بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، تسير هاتان المعركتان جنبًا إلى جنب، حيث تؤكد بكين نفسها كشريك لموسكو. غير ان أولوية اللحظة يجب أن تظل المنطقة الأوروبية الأطلسية، كما يذكر بعض الحلفاء، منهم فرنسا، علما أن عمليتين كبيرتين نفذهما الحلف خارج أوروبا، في أفغانستان وليبيا، انتهت بالفشل.
لم يتأخر رد بكين طويلاً: يوم الخميس، 30 يونيو، انتقدت الصين جهود الناتو التي لا طائل من ورائها لـ “توسيخها”. “إن وثيقة ما يسمى بـ ‘المفهوم الاستراتيجي’ للناتو تتجاهل الواقع وتعرض الحقائق معكوسة”، أدان تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.
وأضاف المسؤول الصيني “إن الحلف يصر، بشكل خاطئ، على تقديم الصين على أنها تحدٍ نظامي، وعلى تشويه السياسة الخارجية الصينية. ويدعي الناتو أنه منظمة إقليمية وذات طبيعة دفاعية، وفي الواقع، يستمر في التوسع خارج نطاقه الإقليمي وولايته القضائية، ويشعل الحروب ويقتل المدنيين الأبرياء. “...” ان أيدي الناتو مغطاة بدماء شعوب العالم”، أكد تشاو ليجيان، في إشارة إلى تدخلات الحلف في أفغانستان، في ليبيا أو حتى إلى تفجير السفارة الصينية في صربيا عام 1999. هذا الحدث الأخير، الذي تسبب في مقتل ثلاثة صحفيين صينيين، شوه بشكل دائم سمعة الناتو في الدولة الآسيوية.
غضب بكين
من المؤكد أن انتقاد الصين ليس بالأمر الجديد بالنسبة لدول مجموعة السبع (ألمانيا، كندا، الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة)، لكن في قمتهم الأخيرة في ألمانيا في الفترة من 26 إلى 28 يونيو، عزز قادة الدول الصناعية بوضوح من خطابهم. وشجبوا “التدخلات غير الشفافة والمخلة بالسوق من قبل الصين».
«فيما يتعلق بدور الصين في الاقتصاد العالمي، يؤكد البيان الختامي لمجموعة السبع، نواصل التشاور بشأن مقاربات جماعية، أيضًا خارج مجموعة السبع، لمواجهة التحديات التي تفرضها السياسات والممارسات المناقضة للسوق التي تشوه الاقتصاد العالمي. وفي هذه الوثيقة، أدان قادة مجموعة السبع الممارسات الاقتصادية غير العادلة للصين، وتعهدوا بالعمل معًا “لتطوير نهج منسق لضمان تكافؤ الفرص للشركات والعمال».
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، “ناقش القادة أيضا دور الصين في فخ ديون البلدان الضعيفة والمتوسطة الدخل”، مؤكدا أن هذه هي “سابقة بالنسبة لمجموعة السبع”. أخيرًا، سيلتزم نادي الدول الصناعية السبع، يواصل هذا المسؤول الأمريكي الكبير، “بتسريع التقدم في مكافحة العمل الالزامي، بهدف “...” القضاء على جميع أشكال العمل القسري في سلاسل التزويد العالمية، بما في ذلك العمل القسري المكفول من الدولة، كما هو الحال في شينجيانغ، وهي مقاطعة صينية تتعرض فيها الأقليات المسلمة، وخاصة الأويغور، لقمع شديد من قبل النظام الصيني. ويؤكد نص هذا البيان الصحفي أيضا انه “في الوقت الذي تشن فيه روسيا حربًا غير مبررة وغير شرعية ضد أوكرانيا، لم يسبقها أي استفزاز، ندعو الصين إلى الضغط على روسيا من أجل ... إنهاء قوتها العسكرية العدوانية وسحب قواتها من أوكرانيا على الفور ودون شروط».
غضب فوري من بكين: “في خطوة غير مسبوقة! يذكر البيان الصحفي لمجموعة السبع الصين 14 مرة “، يستنكر الموقع القومي الصيني جوانجزي وانغ. وتعتقد وسائل الإعلام الالكترونية، أن أعضاء مجموعة السبع يستهدفون الصين وروسيا، وتتهم الولايات المتحدة “بالحصول على ما تريد”. تناقضات مجموعة السبع حاضرة في كل مكان في البيان، يضيف جوانجزي وانغ، الذي يعتبر من “المفارقات” أن هذه الدول تنتقد “الممارسات الاقتصادية المزعومة” و “العمل القسري” الجاري في التبت وشينجيانغ، بينما تحث الصين على إقناع روسيا بإنهاء الحرب في أوكرانيا، اتهامات تصل إلى حد “الافتراء».
ويسرد الموقع القومي الصيني المجالات التي تعتقد فيها دول مجموعة السبع أن التعاون مع الصين ضروري: تغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي في العالم، والأمن الداخلي، وبشكل أكثر تحديدًا الحرب في أوكرانيا. وفي نهاية مقالها، قالت الصحفية، إن الدول الأوروبية الأعضاء في مجموعة السبع تعارض في الواقع فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة في “حرب مشتركة ضد الصين”. وحسب ما نقلت، فإن رئيس وزراء هولندا، مارك روته، يعارض فكرة “عزل الصين”، بينما يرى نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو، أن دول الاتحاد الأوروبي يجب ألا تعامل الصين مثل روسيا.
شراكة البنية التحتية العالمية
لكن عمل مجموعة السبع لم يتوقف عند هذا الحد. لقد تبنى قادة هذه الدول ايضا مشروعًا يهدف إلى إفشال مواقع البناء الضخمة التي تمولها الصين في الدول النامية. بمبادرة من الولايات المتحدة، أطلقت مجموعة السبع ، في 26 يونيو، برنامجًا استثماريًا واسعًا لهذه البلدان النامية. “مع شركاء مجموعة السبع، نهدف إلى تعبئة 600 مليار دولار بحلول عام 2027 للاستثمارات العالمية في البنية التحتية”، أعلن البيت الأبيض قبل وقت قصير من خطاب جو بايدن، كاشفا النقاب عن هذا الاقتراح في قمة إلماو.
وأكد رئيس الولايات المتحدة، أن هذا البرنامج يقوم على “القيم المشتركة” مثل “الشفافية”، واحترام حقوق العمال، والبيئة، والمساواة بين الجنسين. وعلق قائلاً: “نحن نقدم خيارات أفضل».
لم يذكر الرئيس الأمريكي ولا القادة الآخرون، اسم الصين، لكنهم قدموا إشارات واضحة إليها. وهكذا اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أنّ الدول الشريكة للغرب “امامها خيار” الذهاب إلى الديمقراطيات بدلاً من بكين لتطوير شبكات الكهرباء أو البنى التحتية الطبية الخاصة بها.
يريد الغربيون التّميّز عن الصين، التي استثمرت بكثافة في العديد من البلدان النامية، لبناء البنية التحتية هناك كجزء من “طرق الحرير الجديدة”، أو لضمان الوصول إلى بعض المواد الخام. ومع ذلك، فإن بكين متهمة بتنفيذ مشاريعها من خلال اللجوء إلى قروض غير مربحة وغير شفافة وحتى محفوفة بالمخاطر، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل ديون البلدان الضعيفة اصلا. ومن هنا جاءت “الشفافية” التي وعدت بها دول مجموعة السبع، كنقيض لذلك.
قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن الشراكة العالمية للبنية التحتية العالمية يجب أن “تمنح العالم صفقة أفضل بشأن الاستثمار في البنية التحتية”. لقد وعدت الولايات المتحدة وحدها بـ “تعبئة” حوالي “200 مليار دولار” على مدى خمس سنوات. لكن “التعبئة” لا تعني أن الدول نفسها ستساهم بهذه المبالغ الكبيرة. وصلت واشنطن إلى ما مجموعه 200 مليار دولار من خلال الجمع بين القروض والتمويل العام -الموجود جزئيًا -والتمويل الخاص الذي تشجعه السلطة التنفيذية الأمريكية. فبهذه الأرقام الكبيرة التي لا تزال غير مؤكدة، وهذه النوايا الحسنة، هل يمكن للغربيين عكس الاتجاه في مواجهة الصين؟ الولايات المتحدة تريد تصديق ذلك.
إن الهجوم الصيني “موجود منذ سنوات وأسفر عن العديد من المدفوعات النقدية والعديد من الاستثمارات”، يقول مسؤول كبير في البيت الأبيض، مؤكدا “لكن الوقت لم يفت حقا” بالنسبة لمبادرة مجموعة السبع. العديد من البلدان التي تلقت أموالًا أو استثمارات من برنامج مبادرة الحزام والطريق تدرك الآن، بعد سنوات، أنها أكثر ديونًا، وأن ناتجها المحلي الإجمالي لم يزدد بشكل كبير، وأن ما يسمى بالاستثمارات لم تصل إلى سكانها.
ومن الواضح أن أفريقيا جنوب الصحراء، ستكون أولوية رئيسية “للشراكة التي أطلقتها مجموعة الدول السبع”، ذكّر هذا المسؤول التنفيذي الأمريكي الرفيع مرة أخرى، لكنه أكد أن أمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى هي أيضًا مناطق “مهمة للغاية».
مشروع قانون أميركي جديد يدعم تايوان
تزامنت قمتي الناتو ومجموعة السبع مع مبادرة متفجرة في مجلس الشيوخ الأمريكي ربما تكون عنصرًا إضافيًا في المواجهة بين الولايات المتحدة والصين. في 16 يونيو، قدم سيناتوران اثنان مشروع قانون يعتزم فيه مجلس الشيوخ في واشنطن تعزيز الدعم الأمريكي لتايوان من خلال منح مساعدات أمنية بمليارات الدولارات. هذا النص، إذا تم اعتماده، من شأنه أن يرقى إلى تعزيز الاعتراف الفعلي من قبل الولايات المتحدة بوجود تايوان كدولة.
واضعا هذا القانون، هما الديموقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والجمهوري ليندسي جراهام. ويتوقع المسؤولان المنتخبان فرض عقوبات جدية على الصين إذا شنت عدوانًا عسكريًا على تايوان. ويدعو النص أيضًا إلى تمويل ما يصل إلى 4.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية على مدى السنوات الأربع المقبلة، ووصف تايوان بأنها “حليف رئيسي من خارج الناتو”. وقال بوب مينينديز في بيان عام نقلا عن رويترز: “بينما تواصل بكين تخويف وعزل تايوان، يجب ألا يكون هناك غموض أو شك بشأن تصميمنا على الوقوف إلى جانب شعب تايوان وديمقراطيته».
وأضاف، يهدف هذا القانون إلى توجيه رسالة لا لبس فيها، مفادها أن الصين يجب ألا ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته روسيا بغزو أوكرانيا. وقال ليندسي جراهام: “الخطر سيزداد فقط إذا أظهرنا الضعف في مواجهة تهديدات الصين بالعدوان على تايوان”. وسيعرض نص القانون على مجلس الشيوخ للتصويت قريبا.
هنا أيضًا، لم يتأخر رد الفعل الصيني كثيرا. “إذا استمرت الولايات المتحدة في اتخاذ قرارات تضر بمصالح الصين، فلن يكون أمامنا خيار سوى اتخاذ إجراءات مضادة حازمة”، صرح لي بينجيو المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن.
كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه، موضحا أن فقرات معينة من هذا القانون قد تسبّب بعض الإحراج لوزارة الخارجية جرّاء خطر سكب الزيت على النار في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين. من ناحية أخرى، في حال تبنّى مجلس الشيوخ هذا النص، لا يزال يتعين تقديمه إلى مجلس النواب حيث ينتظر تشريع آخر يدعو إلى تعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة ضد الصين، التصويت من قبل النواب منذ عدة أشهر.
كما تمت صياغته، فإن هذا القانون، في حال توقيعه من قبل الرئيس الأمريكي، سيلزمه بفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين منهم الرئيس الصيني نفسه عند حدوث “تصعيد كبير في الأعمال المعادية لتايوان أو تجاهها” مثل محاولات الإطاحة بالحكومة التايوانية أو لاحتلال أراضي تايوان.
ويخطط هذا النص أيضًا، إلى “منح الأولوية وتسريع” مبيعات الأسلحة لتايوان حتى يجد الكونجرس أن التهديد الصيني ضد الجزيرة يعتبر أقل خطورة. اما وزير الدفاع الأمريكي فهو مسؤول عن تنفيذ برنامج تدريب القوات المسلحة التايوانية بهدف زيادة قابلية التشغيل البيني لقوات الجزيرة مع قوات للولايات المتحدة. أخيرًا، سيفرض مشروع القانون هذا على وزارة الخارجية تغيير وضع التمثيل الدبلوماسي لتايوان في واشنطن لجعلها شبه سفارة وأن تفعل الشيء نفسه مع التمثيل الأمريكي في تايوان. ها ان اجتماعين، الحلف الأطلسي ومجموعة السبع، لم يعملا على إرضاء النظام الصيني في وقت تستمر صورته في التدهور عالميا. حسب مسح أجراه مركز أبحاث بيو الأمريكي في 19 دولة، فإن الأسباب الرئيسية لهذه الصورة المتضررة، هي زيادة قوتها العسكرية والاقتصادية، وممارساتها في مجال حقوق الإنسان، وكذلك الأسئلة حول أصل كوفيد-19.
ووفق نتائج هذا الاستطلاع، الذي ركز على ردود 24525 بالغًا تم استجوابهم في الفترة ما بين 14 فبراير و3 يونيو، فإن نسبة الأمريكيين (82 بالمائة) والكوريين الجنوبيين (80 بالمائة) والألمان (74 بالمائة) والكنديين (74 بالمائة) لديهم رأي سلبي عن الصين. كما وصلت عدم شعبية الصينيين إلى مستويات قياسية في اليابان (87 بالمائة) وأستراليا (86 بالمائة) والسويد (83 بالمائة). كما أن الفرنسيين يتبنون وجهة نظر قاتمة تجاه بكين، حيث أعرب 68 بالمائة منهم عن رأي سلبي. وتضررت سمعة الصين بشكل خاص في كوريا الجنوبية بعد ردود الفعل الاقتصادية الانتقامية التي قامت بها بكين ضد سيول عام 2017 إثر تركيب نظام مضاد للصواريخ يهدف إلى درء هجوم محتمل من قبل كوريا الشمالية، وليس الصين.
والأكثر خطورة: لقد أصبحت صورة الصين مظلمة حتى مع الدول التي لها علاقات أفضل معها، مثل اليونان، حيث كان لدى 50 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع رأيًا سلبيًا، لم يحدث من قبل. وفي إسرائيل، حيث كانت الآراء الايجابية والسلبية متساوية تقريبًا، أراد معظم المستجوبين إعطاء الأولوية للعلاقات الاقتصادية حتى بدون إثارة قضية حقوق الإنسان.
- يرى الأطلسي في خارطة طريقه الجديدة، أنّ بكين تمثل تحديًا لمصالح وأمن دول الحلف
- يعتزم مجلس الشيوخ تعزيز الدعم الأمريكي لتايوان من خلال منح مساعدات أمنية بمليارات الدولارات
- أطلقت مجموعة الدول السبع شراكة عالمية في البنية التحتية لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصيني
لأول مرة في تاريخه، استهدف الناتو الصين. خلال قمة مدريد، من الثلاثاء 28 يونيو إلى الخميس 30 يونيو، قدم الحلف الأطلسي دولة شي جين بينغ على أنها “تحد” لـ “أمنه المستقبلي”. وقبل أيام قليلة في إلماو بألمانيا، انتقد قادة مجموعة السبع بشدة السلطات الصينية، مستخدمين مصطلحات عضلية أكثر من المعتاد.
في البداية، كانت تلك الصورة غير المسبوقة: صورة أربعة قادة من منطقة آسيا والمحيط الهادي (اليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، ونيوزيلندا)، وجميعهم من الوافدين الجدد إلى طاولة الحلف الأطلسي، ثم هناك اختيار الكلمات.
رأى الناتو في خارطة الطريق الجديدة التي تناولها خلال اجتماع قمة مدريد، أن بكين تمثل “تحديًا” لـ “مصالح” و “أمن” دول الحلف. و”طموحات الصين المعلنة وسياساتها القسرية تتحدى مصالحنا وأمننا وقيمنا”، أكد الناتو في وثيقة “المفهوم الاستراتيجي”، التي لم تتم مراجعتها منذ عام 2010.
هذه هي المرة الأولى التي تشير فيها هذه الوثيقة إلى الصين، التي لم تندرج تقليديًا ضمن مهمة حلف الشمال الأطلسي. ويدين الناتو على وجه الخصوص “الشراكة الاستراتيجية العميقة” بين بكين وموسكو، و”محاولاتهما المتبادلة لتقويض النظام الدولي القائم على قواعد».
«تعمل الصين على تطوير قواتها العسكرية بشكل كبير، بما في ذلك الأسلحة النووية، قال جينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، خلال كلمة ألقاها، إنها تريد ترهيب جيرانها وتهديد تايوان، إنها تسيطر على مواطنيها باستخدام التقنيات المتقدمة، وتنقل الأكاذيب الروسية والمعلومات المضللة... ان الصين ليست خصمنا، ولكن يجب أن نكون واضحين بشأن التحديات الخطيرة التي تمثلها».
كل شيء في الكلمات... وبحسب المنظمة، فإن بكين لا “تهدد” قيم ومصالح وأمن دول الحلف الأطلسي، لكنها “تتحدى” هذه القيم. طريقة للإشعار، بالنسبة للولايات المتحدة على سبيل المثال، أنه يجب ألا نغفل عن هذا البلد باعتباره أولوية استراتيجية رئيسية، حتى لو أجبرت الحرب في أوكرانيا واشنطن على إعادة الانخراط في أوروبا.
علاوة على ذلك، بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، تسير هاتان المعركتان جنبًا إلى جنب، حيث تؤكد بكين نفسها كشريك لموسكو. غير ان أولوية اللحظة يجب أن تظل المنطقة الأوروبية الأطلسية، كما يذكر بعض الحلفاء، منهم فرنسا، علما أن عمليتين كبيرتين نفذهما الحلف خارج أوروبا، في أفغانستان وليبيا، انتهت بالفشل.
لم يتأخر رد بكين طويلاً: يوم الخميس، 30 يونيو، انتقدت الصين جهود الناتو التي لا طائل من ورائها لـ “توسيخها”. “إن وثيقة ما يسمى بـ ‘المفهوم الاستراتيجي’ للناتو تتجاهل الواقع وتعرض الحقائق معكوسة”، أدان تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.
وأضاف المسؤول الصيني “إن الحلف يصر، بشكل خاطئ، على تقديم الصين على أنها تحدٍ نظامي، وعلى تشويه السياسة الخارجية الصينية. ويدعي الناتو أنه منظمة إقليمية وذات طبيعة دفاعية، وفي الواقع، يستمر في التوسع خارج نطاقه الإقليمي وولايته القضائية، ويشعل الحروب ويقتل المدنيين الأبرياء. “...” ان أيدي الناتو مغطاة بدماء شعوب العالم”، أكد تشاو ليجيان، في إشارة إلى تدخلات الحلف في أفغانستان، في ليبيا أو حتى إلى تفجير السفارة الصينية في صربيا عام 1999. هذا الحدث الأخير، الذي تسبب في مقتل ثلاثة صحفيين صينيين، شوه بشكل دائم سمعة الناتو في الدولة الآسيوية.
غضب بكين
من المؤكد أن انتقاد الصين ليس بالأمر الجديد بالنسبة لدول مجموعة السبع (ألمانيا، كندا، الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة)، لكن في قمتهم الأخيرة في ألمانيا في الفترة من 26 إلى 28 يونيو، عزز قادة الدول الصناعية بوضوح من خطابهم. وشجبوا “التدخلات غير الشفافة والمخلة بالسوق من قبل الصين».
«فيما يتعلق بدور الصين في الاقتصاد العالمي، يؤكد البيان الختامي لمجموعة السبع، نواصل التشاور بشأن مقاربات جماعية، أيضًا خارج مجموعة السبع، لمواجهة التحديات التي تفرضها السياسات والممارسات المناقضة للسوق التي تشوه الاقتصاد العالمي. وفي هذه الوثيقة، أدان قادة مجموعة السبع الممارسات الاقتصادية غير العادلة للصين، وتعهدوا بالعمل معًا “لتطوير نهج منسق لضمان تكافؤ الفرص للشركات والعمال».
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، “ناقش القادة أيضا دور الصين في فخ ديون البلدان الضعيفة والمتوسطة الدخل”، مؤكدا أن هذه هي “سابقة بالنسبة لمجموعة السبع”. أخيرًا، سيلتزم نادي الدول الصناعية السبع، يواصل هذا المسؤول الأمريكي الكبير، “بتسريع التقدم في مكافحة العمل الالزامي، بهدف “...” القضاء على جميع أشكال العمل القسري في سلاسل التزويد العالمية، بما في ذلك العمل القسري المكفول من الدولة، كما هو الحال في شينجيانغ، وهي مقاطعة صينية تتعرض فيها الأقليات المسلمة، وخاصة الأويغور، لقمع شديد من قبل النظام الصيني. ويؤكد نص هذا البيان الصحفي أيضا انه “في الوقت الذي تشن فيه روسيا حربًا غير مبررة وغير شرعية ضد أوكرانيا، لم يسبقها أي استفزاز، ندعو الصين إلى الضغط على روسيا من أجل ... إنهاء قوتها العسكرية العدوانية وسحب قواتها من أوكرانيا على الفور ودون شروط».
غضب فوري من بكين: “في خطوة غير مسبوقة! يذكر البيان الصحفي لمجموعة السبع الصين 14 مرة “، يستنكر الموقع القومي الصيني جوانجزي وانغ. وتعتقد وسائل الإعلام الالكترونية، أن أعضاء مجموعة السبع يستهدفون الصين وروسيا، وتتهم الولايات المتحدة “بالحصول على ما تريد”. تناقضات مجموعة السبع حاضرة في كل مكان في البيان، يضيف جوانجزي وانغ، الذي يعتبر من “المفارقات” أن هذه الدول تنتقد “الممارسات الاقتصادية المزعومة” و “العمل القسري” الجاري في التبت وشينجيانغ، بينما تحث الصين على إقناع روسيا بإنهاء الحرب في أوكرانيا، اتهامات تصل إلى حد “الافتراء».
ويسرد الموقع القومي الصيني المجالات التي تعتقد فيها دول مجموعة السبع أن التعاون مع الصين ضروري: تغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي في العالم، والأمن الداخلي، وبشكل أكثر تحديدًا الحرب في أوكرانيا. وفي نهاية مقالها، قالت الصحفية، إن الدول الأوروبية الأعضاء في مجموعة السبع تعارض في الواقع فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة في “حرب مشتركة ضد الصين”. وحسب ما نقلت، فإن رئيس وزراء هولندا، مارك روته، يعارض فكرة “عزل الصين”، بينما يرى نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو، أن دول الاتحاد الأوروبي يجب ألا تعامل الصين مثل روسيا.
شراكة البنية التحتية العالمية
لكن عمل مجموعة السبع لم يتوقف عند هذا الحد. لقد تبنى قادة هذه الدول ايضا مشروعًا يهدف إلى إفشال مواقع البناء الضخمة التي تمولها الصين في الدول النامية. بمبادرة من الولايات المتحدة، أطلقت مجموعة السبع ، في 26 يونيو، برنامجًا استثماريًا واسعًا لهذه البلدان النامية. “مع شركاء مجموعة السبع، نهدف إلى تعبئة 600 مليار دولار بحلول عام 2027 للاستثمارات العالمية في البنية التحتية”، أعلن البيت الأبيض قبل وقت قصير من خطاب جو بايدن، كاشفا النقاب عن هذا الاقتراح في قمة إلماو.
وأكد رئيس الولايات المتحدة، أن هذا البرنامج يقوم على “القيم المشتركة” مثل “الشفافية”، واحترام حقوق العمال، والبيئة، والمساواة بين الجنسين. وعلق قائلاً: “نحن نقدم خيارات أفضل».
لم يذكر الرئيس الأمريكي ولا القادة الآخرون، اسم الصين، لكنهم قدموا إشارات واضحة إليها. وهكذا اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أنّ الدول الشريكة للغرب “امامها خيار” الذهاب إلى الديمقراطيات بدلاً من بكين لتطوير شبكات الكهرباء أو البنى التحتية الطبية الخاصة بها.
يريد الغربيون التّميّز عن الصين، التي استثمرت بكثافة في العديد من البلدان النامية، لبناء البنية التحتية هناك كجزء من “طرق الحرير الجديدة”، أو لضمان الوصول إلى بعض المواد الخام. ومع ذلك، فإن بكين متهمة بتنفيذ مشاريعها من خلال اللجوء إلى قروض غير مربحة وغير شفافة وحتى محفوفة بالمخاطر، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل ديون البلدان الضعيفة اصلا. ومن هنا جاءت “الشفافية” التي وعدت بها دول مجموعة السبع، كنقيض لذلك.
قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن الشراكة العالمية للبنية التحتية العالمية يجب أن “تمنح العالم صفقة أفضل بشأن الاستثمار في البنية التحتية”. لقد وعدت الولايات المتحدة وحدها بـ “تعبئة” حوالي “200 مليار دولار” على مدى خمس سنوات. لكن “التعبئة” لا تعني أن الدول نفسها ستساهم بهذه المبالغ الكبيرة. وصلت واشنطن إلى ما مجموعه 200 مليار دولار من خلال الجمع بين القروض والتمويل العام -الموجود جزئيًا -والتمويل الخاص الذي تشجعه السلطة التنفيذية الأمريكية. فبهذه الأرقام الكبيرة التي لا تزال غير مؤكدة، وهذه النوايا الحسنة، هل يمكن للغربيين عكس الاتجاه في مواجهة الصين؟ الولايات المتحدة تريد تصديق ذلك.
إن الهجوم الصيني “موجود منذ سنوات وأسفر عن العديد من المدفوعات النقدية والعديد من الاستثمارات”، يقول مسؤول كبير في البيت الأبيض، مؤكدا “لكن الوقت لم يفت حقا” بالنسبة لمبادرة مجموعة السبع. العديد من البلدان التي تلقت أموالًا أو استثمارات من برنامج مبادرة الحزام والطريق تدرك الآن، بعد سنوات، أنها أكثر ديونًا، وأن ناتجها المحلي الإجمالي لم يزدد بشكل كبير، وأن ما يسمى بالاستثمارات لم تصل إلى سكانها.
ومن الواضح أن أفريقيا جنوب الصحراء، ستكون أولوية رئيسية “للشراكة التي أطلقتها مجموعة الدول السبع”، ذكّر هذا المسؤول التنفيذي الأمريكي الرفيع مرة أخرى، لكنه أكد أن أمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى هي أيضًا مناطق “مهمة للغاية».
مشروع قانون أميركي جديد يدعم تايوان
تزامنت قمتي الناتو ومجموعة السبع مع مبادرة متفجرة في مجلس الشيوخ الأمريكي ربما تكون عنصرًا إضافيًا في المواجهة بين الولايات المتحدة والصين. في 16 يونيو، قدم سيناتوران اثنان مشروع قانون يعتزم فيه مجلس الشيوخ في واشنطن تعزيز الدعم الأمريكي لتايوان من خلال منح مساعدات أمنية بمليارات الدولارات. هذا النص، إذا تم اعتماده، من شأنه أن يرقى إلى تعزيز الاعتراف الفعلي من قبل الولايات المتحدة بوجود تايوان كدولة.
واضعا هذا القانون، هما الديموقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والجمهوري ليندسي جراهام. ويتوقع المسؤولان المنتخبان فرض عقوبات جدية على الصين إذا شنت عدوانًا عسكريًا على تايوان. ويدعو النص أيضًا إلى تمويل ما يصل إلى 4.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية على مدى السنوات الأربع المقبلة، ووصف تايوان بأنها “حليف رئيسي من خارج الناتو”. وقال بوب مينينديز في بيان عام نقلا عن رويترز: “بينما تواصل بكين تخويف وعزل تايوان، يجب ألا يكون هناك غموض أو شك بشأن تصميمنا على الوقوف إلى جانب شعب تايوان وديمقراطيته».
وأضاف، يهدف هذا القانون إلى توجيه رسالة لا لبس فيها، مفادها أن الصين يجب ألا ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته روسيا بغزو أوكرانيا. وقال ليندسي جراهام: “الخطر سيزداد فقط إذا أظهرنا الضعف في مواجهة تهديدات الصين بالعدوان على تايوان”. وسيعرض نص القانون على مجلس الشيوخ للتصويت قريبا.
هنا أيضًا، لم يتأخر رد الفعل الصيني كثيرا. “إذا استمرت الولايات المتحدة في اتخاذ قرارات تضر بمصالح الصين، فلن يكون أمامنا خيار سوى اتخاذ إجراءات مضادة حازمة”، صرح لي بينجيو المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن.
كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه، موضحا أن فقرات معينة من هذا القانون قد تسبّب بعض الإحراج لوزارة الخارجية جرّاء خطر سكب الزيت على النار في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين. من ناحية أخرى، في حال تبنّى مجلس الشيوخ هذا النص، لا يزال يتعين تقديمه إلى مجلس النواب حيث ينتظر تشريع آخر يدعو إلى تعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة ضد الصين، التصويت من قبل النواب منذ عدة أشهر.
كما تمت صياغته، فإن هذا القانون، في حال توقيعه من قبل الرئيس الأمريكي، سيلزمه بفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين منهم الرئيس الصيني نفسه عند حدوث “تصعيد كبير في الأعمال المعادية لتايوان أو تجاهها” مثل محاولات الإطاحة بالحكومة التايوانية أو لاحتلال أراضي تايوان.
ويخطط هذا النص أيضًا، إلى “منح الأولوية وتسريع” مبيعات الأسلحة لتايوان حتى يجد الكونجرس أن التهديد الصيني ضد الجزيرة يعتبر أقل خطورة. اما وزير الدفاع الأمريكي فهو مسؤول عن تنفيذ برنامج تدريب القوات المسلحة التايوانية بهدف زيادة قابلية التشغيل البيني لقوات الجزيرة مع قوات للولايات المتحدة. أخيرًا، سيفرض مشروع القانون هذا على وزارة الخارجية تغيير وضع التمثيل الدبلوماسي لتايوان في واشنطن لجعلها شبه سفارة وأن تفعل الشيء نفسه مع التمثيل الأمريكي في تايوان. ها ان اجتماعين، الحلف الأطلسي ومجموعة السبع، لم يعملا على إرضاء النظام الصيني في وقت تستمر صورته في التدهور عالميا. حسب مسح أجراه مركز أبحاث بيو الأمريكي في 19 دولة، فإن الأسباب الرئيسية لهذه الصورة المتضررة، هي زيادة قوتها العسكرية والاقتصادية، وممارساتها في مجال حقوق الإنسان، وكذلك الأسئلة حول أصل كوفيد-19.
ووفق نتائج هذا الاستطلاع، الذي ركز على ردود 24525 بالغًا تم استجوابهم في الفترة ما بين 14 فبراير و3 يونيو، فإن نسبة الأمريكيين (82 بالمائة) والكوريين الجنوبيين (80 بالمائة) والألمان (74 بالمائة) والكنديين (74 بالمائة) لديهم رأي سلبي عن الصين. كما وصلت عدم شعبية الصينيين إلى مستويات قياسية في اليابان (87 بالمائة) وأستراليا (86 بالمائة) والسويد (83 بالمائة). كما أن الفرنسيين يتبنون وجهة نظر قاتمة تجاه بكين، حيث أعرب 68 بالمائة منهم عن رأي سلبي. وتضررت سمعة الصين بشكل خاص في كوريا الجنوبية بعد ردود الفعل الاقتصادية الانتقامية التي قامت بها بكين ضد سيول عام 2017 إثر تركيب نظام مضاد للصواريخ يهدف إلى درء هجوم محتمل من قبل كوريا الشمالية، وليس الصين.
والأكثر خطورة: لقد أصبحت صورة الصين مظلمة حتى مع الدول التي لها علاقات أفضل معها، مثل اليونان، حيث كان لدى 50 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع رأيًا سلبيًا، لم يحدث من قبل. وفي إسرائيل، حيث كانت الآراء الايجابية والسلبية متساوية تقريبًا، أراد معظم المستجوبين إعطاء الأولوية للعلاقات الاقتصادية حتى بدون إثارة قضية حقوق الإنسان.