للنجاة من فيروس كورونا
الهنود يلوذون بوسائل التواصل الاجتماعي...!
-- منع الوباء الناس من مساعدة بعضهم البعض جسديًا، فأصبحت هذه المنصات شبكات تضامن
-- التضامن عبر الإنترنت يساعد المنكوبين على معرفة أنهم ليسوا وحدهم
-- صورة رئيس الوزراء لن تخرج سالمة من هذه الأزمة ذات الحجم غير المسبوق
-- بالنظر للوضع الحالي لنظام الرعاية الصحية في الهند، فإن الشبكات الاجتماعية نعمة
-- مواقع الإنترنت عصا النجاة للذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في رعاية أحبائهم
أظهر النظام الصحي الهندي بوضوح حدوده في مواجهة الموجة الثانية المثيرة من كوفيد-19 التي تمر بها البلاد حاليًا. نقص الأكسجين، والنقص الصارخ في أسرة العناية المركزة، والمساحة في المستشفيات، والأدوية الأساسية النادرة بشكل متزايد ...
كل شيء تقريبًا ينقص منذ عدة أسابيع في شبه القارة الهندية، حيث يموت كل يوم أكثر من 4 الاف شخص بسبب الفيروس.
وحتى لا يدخلوا بدورهم في موكب الثكالى الذين، في صمت يصم الآذان، ينفذون سلسلة متواصلة من عمليات حرق الجثث وسط الشارع لغياب امكنة في محارق الجثث، تضاعف العائلات، والأصدقاء، والمعارف، وحتى الغرباء، الدعوات للمساعدة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لإنقاذ أحبائهم المصابين بفيروس كوفيد -19. وغالبًا ما تثمر صرخات اليأس الصادرة عنهم.
تويتر وإنستغرام وفيسبوك وواتساب: تحولت هذه الأسماء، التي كثيراً ما يتم شجبها، خلال هذه الفترة المأساوية، إلى منصات إنسانية عملاقة حقيقية، حيث تنتقل المعلومات حول توفر زجاجات الأكسجين، وأسرة المستشفيات، وعن وصول الأدوية والبلازما.
بين الضيق والرجاء
يقول ساهيل، الطالب البالغ من العمر 21 عامًا، والمقيم في ولاية أوتار براديش، التي تقع على حدود دلهي وتأثرت بشدة بالفيروس: “نقوم بإحداث مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي ونتعاون فيما بيننا، على سبيل المثال، أعمل على تقاسم المعلومات حول أسطوانات الأكسجين، مع أنني عضو في مجموعة البلازما.»
طلاب ومهندسون وسائقو سيارات أجرة وأطباء: يتحرك الجميع عبر الإنترنت للمساعدة حيث أفلس النظام الصحي، وعلى نطاق أوسع حكومات الولايات والحكومة الوطنية، بقيادة حزب الشعب الهندي. في بعض الأحيان، على بعد مئات الكيلومترات، يقومون بفحص وتبادل المعلومات حول المساعدة الطبية المتاحة في منطقتهم، وفي معظم الأوقات، بدون شبكة رسمية، على هذا النحو، يجتمع هؤلاء الأشخاص العاديون معًا لتشكيل مجموعة، ومساعدة مواطنيهم. مثل شجرة لها آلاف الفروع، تنتقل المعلومات من مستخدم للإنترنت إلى آخر، إلى حدّ ربط المرضى والمتبرعين.
«عمليا، أنا أنقل جميع المعلومات التي يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يبحثون عن البلازما”، يوضح ساهيل. يذكر ان علاجات البلازما، الشائعة جدًا في الهند، تقضي بتزويد المرضى بالأجسام المضادة من المرضى المعالجين عن طريق حقنهم بالبلازما. وتتطلب هذه الطريقة تبرعات كبيرة من مرضى كوفيد-19 السابقين.
وللرد على هذه المشكلة، تم إحداث منظمات عبر الإنترنت لإعلام شبكة مجموعتهم، المحلية، ولكن أيضًا على مستوى الولاية وعلى المستوى الوطني، بالحاجة إلى البلازما في هذه المنطقة او تلك. وهكذا ظهرت مجموعات مثل “التبرع بالبلازما يساعد الهند”، أو “محاربو كورونا».
وبينما تجاوزت الاوضاع القنوات العادية للمساعدة الطبية، تعمل الشبكات الاجتماعية على مدار 24 ساعة في اليوم دون انقطاع، باعتبارها شرايين لإنقاذ الحياة. ما عليك سوى إلقاء نظرة لفهم مدى حجم هذه الظاهرة: طوال اليوم تنتشر أحيانًا رسائل استغاثة ودعوات للمساعدة، وأحيانًا رسائل أمل، حيث نعلم أن مكانًا في العناية المركزة أصبح متاحًا، أو أن الأكسجين تم تجديده للتو في مركز المساعدة.
وسط هذا الاضطراب، وحيث لا يزال يسجّل في البلاد مئات الآلاف من الحالات الجديدة يوميًا، تأتي قصص الأشخاص الذين نجوا من كوفيد-19 بفضل المساعدة المتبادلة عبر الإنترنت، لتضيء المناقشات. امرأة تغلبت على الفيروس بمساعدة طبية بعد رسالة نُشرت على فيسبوك؛ زوجان عجوزان تم الاعتناء بهما بسرعة بعد مشاركة على لينكدين من ابن أخيهما، على بعد أكثر من 200 كيلومتر منهم. يمكن عد القصص الجميلة بالآلاف التي تأتي لتضميد قلب سكان مجروحين. “هذا التضامن عبر الإنترنت ضروري ويساعدنا على معرفة أننا لسنا وحدنا”، يلاحظ ساهيل.
نظام منهار
لسوء الحظ، ليست كل القصص تنتهي بشكل جيد. بعد إرسال أكثر من ثلاثين رسالة إلى مجموعات واتساب، تمكن بيناكي روي، المعلم والناشط الاجتماعي في منطقة دانباد، من جمع وحدتين من البلازما لصديق شقيقه، الذي أصيب بأعراض خطيرة من عدوى كوفيد-19. “المجموعات هي أفضل طريقة للحصول على مساعدة، لأن أي شخص يمكنه الاستجابة لمحنتك سيراه العديد من الأشخاص في المجموعة”، كما يوضح.
ورغم التضامن عبر الإنترنت، توفي الرجل بعد بضعة أيام في المستشفى الجامعي في دانباد.
بالنسبة إلى بيناكي روي، بالنظر للوضع الحالي لنظام الرعاية الصحية في الهند، فإن “الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وواتساب وتويتر، هي نعمة. هذا صحيح تمامًا لأن كوفيد يمنع الناس من مساعدة بعضهم البعض جسديًا، فتصبح حينها هذه المنصات شبكات تضامن”. مثل الدائرة الفاضلة، يتبارى الأشخاص الذين تلقوا المساعدة بعد ذلك لدعم أولئك الذين يعانون من ضائقة، يلاحظ المعلم.
يحدث أن يتم تداول معلومات خاطئة، كما يستفيد البعض من التداعيات المهمة لهذه الشبكات لبيع المنتجات أو الأدوية ذات النوعية الرديئة بأسعار باهظة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها -وأحيانًا بأكثر من 30 ضعف تكلفتها المعتادة. الأكسجين، سلعة نادرة في المنطقة، على سبيل المثال، في قلب هذه المزايدات والمضاربات المشؤومة.
من جانبها، فإن البنية التحتية الصحية في البلاد مزدحمة، والمستشفيات الخاصة، ذات النوعية الجيدة، مكتظة أيضًا. في المجموع، أصيب أكثر من 25 مليون شخص بـ كوفيد-19 في الهند، مقابل 274 ألف حالة وفاة -وهي أرقام يتم سوء تقديرها إلى حد كبير. على المرء فقط أن ينظر إلى نهر الغانج، في شمال الهند، لإدراك مقياس الكارثة: فقد تم انتشال عشرات الجثث من الأفراد الذين يُفترض أنهم ماتوا جراء الفيروس، من ضفاف النهر. لقد تم إلقاء هذه الجثث في الماء حيث انتهت طاقة استيعاب محارق الجثث.
مودي يتعرض
لانتقادات شديدة
«هذا التضامن عبر الإنترنت ضروري لأن حكومتنا لم تتحمل مسؤولياتها، تحتج ماناهيل*، وهي طالبة هندية وناشطة بيئية عمرها 22 عامًا، وهي أيضًا نشطة جدًا على الشبكات لتقديم المساعدة. وتضيف: “يجب ألا يتحمل مواطنو أي بلد مسؤولية إدارة أزمة صحية».
وإذا فضلت ماناهيل، التي تعيش في دلهي، الإدلاء بشهادتها دون الكشف عن هويتها، فذلك لأنه في ولايتها الأصلية، أوتار براديش، يمكن أن تواجه مشكلات خطيرة مع الشرطة إذا قامت بنشر طلبات للمساعدة على الشبكات الاجتماعية.
في الآونة الأخيرة، تم تقديم شكوى ضد شخص دعا على تويتر لتزويد جده بأسطوانة أكسجين في أسرع وقت ممكن. ثم اتهمته الشرطة بنشر الخوف، مؤكدة أنه لا يوجد نقص في الولاية. ومع ذلك، فإن الالسن تتحرر تدريجياً، وتعمل الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى كونها تشكل أداة هائلة للمساعدة المتبادلة، كمنفذ. وتتعرض الحكومة، ولا سيما رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في فضائها للنقد. «لا أكسجين، لا اقتراع”، يمكن أن نقرأ على الشبكات، أو “مودي استقل”. تظهر كلمة “استقالة” بانتظام، خاصة على تويتر. كتب أرونداتي روي، أحد أشهر الكتاب الهنود: “لم تعد تستحق أن تكون رئيس وزرائنا».
لم يبلغ مودي أبدًا مثل هذه الدرجة من الضعف منذ وصوله إلى السلطة عام 2014. فبالإضافة إلى عدم قدرته على توقع وإدارة الموجة الثانية من كوفيد-19، تتضمن الانتقادات الموجهة اليه، تشجيعه لحالة التراخي العام والتخلي عن الاحتياطات الصحية خلال فصل الشتاء من خلال إعلانه الاستعراضي الانتصار على الفيروس، والمشاركة في التجمعات الضخمة في ولاية البنغال الغربية، وتشجيع إقامة المهرجانات الدينية التي جمعت الملايين من الناس.
وفي مواجهة تدفق الانتقادات، طلبت الحكومة الهندية من فيسبوك وانستغرام وتويتر، حذف عشرات الرسائل التي تدين تعاملها مع الوباء في نهاية أبريل، تمامًا عندما اجتاح كوفيد-19 البلاد. ووفق المسؤولين، كان الهدف من المناورة تفادي “التحريض على الذعر واستخدام صور خارج السياق”، يمكن أن تعطل عملهم في مواجهة الوباء.
شيء واحد مؤكد: صورة رئيس الوزراء لن تخرج سالمة من هذه الأزمة ذات الحجم غير المسبوق، مع أو دون شبكات التواصل الاجتماعي.
-- التضامن عبر الإنترنت يساعد المنكوبين على معرفة أنهم ليسوا وحدهم
-- صورة رئيس الوزراء لن تخرج سالمة من هذه الأزمة ذات الحجم غير المسبوق
-- بالنظر للوضع الحالي لنظام الرعاية الصحية في الهند، فإن الشبكات الاجتماعية نعمة
-- مواقع الإنترنت عصا النجاة للذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في رعاية أحبائهم
أظهر النظام الصحي الهندي بوضوح حدوده في مواجهة الموجة الثانية المثيرة من كوفيد-19 التي تمر بها البلاد حاليًا. نقص الأكسجين، والنقص الصارخ في أسرة العناية المركزة، والمساحة في المستشفيات، والأدوية الأساسية النادرة بشكل متزايد ...
كل شيء تقريبًا ينقص منذ عدة أسابيع في شبه القارة الهندية، حيث يموت كل يوم أكثر من 4 الاف شخص بسبب الفيروس.
وحتى لا يدخلوا بدورهم في موكب الثكالى الذين، في صمت يصم الآذان، ينفذون سلسلة متواصلة من عمليات حرق الجثث وسط الشارع لغياب امكنة في محارق الجثث، تضاعف العائلات، والأصدقاء، والمعارف، وحتى الغرباء، الدعوات للمساعدة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لإنقاذ أحبائهم المصابين بفيروس كوفيد -19. وغالبًا ما تثمر صرخات اليأس الصادرة عنهم.
تويتر وإنستغرام وفيسبوك وواتساب: تحولت هذه الأسماء، التي كثيراً ما يتم شجبها، خلال هذه الفترة المأساوية، إلى منصات إنسانية عملاقة حقيقية، حيث تنتقل المعلومات حول توفر زجاجات الأكسجين، وأسرة المستشفيات، وعن وصول الأدوية والبلازما.
بين الضيق والرجاء
يقول ساهيل، الطالب البالغ من العمر 21 عامًا، والمقيم في ولاية أوتار براديش، التي تقع على حدود دلهي وتأثرت بشدة بالفيروس: “نقوم بإحداث مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي ونتعاون فيما بيننا، على سبيل المثال، أعمل على تقاسم المعلومات حول أسطوانات الأكسجين، مع أنني عضو في مجموعة البلازما.»
طلاب ومهندسون وسائقو سيارات أجرة وأطباء: يتحرك الجميع عبر الإنترنت للمساعدة حيث أفلس النظام الصحي، وعلى نطاق أوسع حكومات الولايات والحكومة الوطنية، بقيادة حزب الشعب الهندي. في بعض الأحيان، على بعد مئات الكيلومترات، يقومون بفحص وتبادل المعلومات حول المساعدة الطبية المتاحة في منطقتهم، وفي معظم الأوقات، بدون شبكة رسمية، على هذا النحو، يجتمع هؤلاء الأشخاص العاديون معًا لتشكيل مجموعة، ومساعدة مواطنيهم. مثل شجرة لها آلاف الفروع، تنتقل المعلومات من مستخدم للإنترنت إلى آخر، إلى حدّ ربط المرضى والمتبرعين.
«عمليا، أنا أنقل جميع المعلومات التي يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يبحثون عن البلازما”، يوضح ساهيل. يذكر ان علاجات البلازما، الشائعة جدًا في الهند، تقضي بتزويد المرضى بالأجسام المضادة من المرضى المعالجين عن طريق حقنهم بالبلازما. وتتطلب هذه الطريقة تبرعات كبيرة من مرضى كوفيد-19 السابقين.
وللرد على هذه المشكلة، تم إحداث منظمات عبر الإنترنت لإعلام شبكة مجموعتهم، المحلية، ولكن أيضًا على مستوى الولاية وعلى المستوى الوطني، بالحاجة إلى البلازما في هذه المنطقة او تلك. وهكذا ظهرت مجموعات مثل “التبرع بالبلازما يساعد الهند”، أو “محاربو كورونا».
وبينما تجاوزت الاوضاع القنوات العادية للمساعدة الطبية، تعمل الشبكات الاجتماعية على مدار 24 ساعة في اليوم دون انقطاع، باعتبارها شرايين لإنقاذ الحياة. ما عليك سوى إلقاء نظرة لفهم مدى حجم هذه الظاهرة: طوال اليوم تنتشر أحيانًا رسائل استغاثة ودعوات للمساعدة، وأحيانًا رسائل أمل، حيث نعلم أن مكانًا في العناية المركزة أصبح متاحًا، أو أن الأكسجين تم تجديده للتو في مركز المساعدة.
وسط هذا الاضطراب، وحيث لا يزال يسجّل في البلاد مئات الآلاف من الحالات الجديدة يوميًا، تأتي قصص الأشخاص الذين نجوا من كوفيد-19 بفضل المساعدة المتبادلة عبر الإنترنت، لتضيء المناقشات. امرأة تغلبت على الفيروس بمساعدة طبية بعد رسالة نُشرت على فيسبوك؛ زوجان عجوزان تم الاعتناء بهما بسرعة بعد مشاركة على لينكدين من ابن أخيهما، على بعد أكثر من 200 كيلومتر منهم. يمكن عد القصص الجميلة بالآلاف التي تأتي لتضميد قلب سكان مجروحين. “هذا التضامن عبر الإنترنت ضروري ويساعدنا على معرفة أننا لسنا وحدنا”، يلاحظ ساهيل.
نظام منهار
لسوء الحظ، ليست كل القصص تنتهي بشكل جيد. بعد إرسال أكثر من ثلاثين رسالة إلى مجموعات واتساب، تمكن بيناكي روي، المعلم والناشط الاجتماعي في منطقة دانباد، من جمع وحدتين من البلازما لصديق شقيقه، الذي أصيب بأعراض خطيرة من عدوى كوفيد-19. “المجموعات هي أفضل طريقة للحصول على مساعدة، لأن أي شخص يمكنه الاستجابة لمحنتك سيراه العديد من الأشخاص في المجموعة”، كما يوضح.
ورغم التضامن عبر الإنترنت، توفي الرجل بعد بضعة أيام في المستشفى الجامعي في دانباد.
بالنسبة إلى بيناكي روي، بالنظر للوضع الحالي لنظام الرعاية الصحية في الهند، فإن “الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وواتساب وتويتر، هي نعمة. هذا صحيح تمامًا لأن كوفيد يمنع الناس من مساعدة بعضهم البعض جسديًا، فتصبح حينها هذه المنصات شبكات تضامن”. مثل الدائرة الفاضلة، يتبارى الأشخاص الذين تلقوا المساعدة بعد ذلك لدعم أولئك الذين يعانون من ضائقة، يلاحظ المعلم.
يحدث أن يتم تداول معلومات خاطئة، كما يستفيد البعض من التداعيات المهمة لهذه الشبكات لبيع المنتجات أو الأدوية ذات النوعية الرديئة بأسعار باهظة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها -وأحيانًا بأكثر من 30 ضعف تكلفتها المعتادة. الأكسجين، سلعة نادرة في المنطقة، على سبيل المثال، في قلب هذه المزايدات والمضاربات المشؤومة.
من جانبها، فإن البنية التحتية الصحية في البلاد مزدحمة، والمستشفيات الخاصة، ذات النوعية الجيدة، مكتظة أيضًا. في المجموع، أصيب أكثر من 25 مليون شخص بـ كوفيد-19 في الهند، مقابل 274 ألف حالة وفاة -وهي أرقام يتم سوء تقديرها إلى حد كبير. على المرء فقط أن ينظر إلى نهر الغانج، في شمال الهند، لإدراك مقياس الكارثة: فقد تم انتشال عشرات الجثث من الأفراد الذين يُفترض أنهم ماتوا جراء الفيروس، من ضفاف النهر. لقد تم إلقاء هذه الجثث في الماء حيث انتهت طاقة استيعاب محارق الجثث.
مودي يتعرض
لانتقادات شديدة
«هذا التضامن عبر الإنترنت ضروري لأن حكومتنا لم تتحمل مسؤولياتها، تحتج ماناهيل*، وهي طالبة هندية وناشطة بيئية عمرها 22 عامًا، وهي أيضًا نشطة جدًا على الشبكات لتقديم المساعدة. وتضيف: “يجب ألا يتحمل مواطنو أي بلد مسؤولية إدارة أزمة صحية».
وإذا فضلت ماناهيل، التي تعيش في دلهي، الإدلاء بشهادتها دون الكشف عن هويتها، فذلك لأنه في ولايتها الأصلية، أوتار براديش، يمكن أن تواجه مشكلات خطيرة مع الشرطة إذا قامت بنشر طلبات للمساعدة على الشبكات الاجتماعية.
في الآونة الأخيرة، تم تقديم شكوى ضد شخص دعا على تويتر لتزويد جده بأسطوانة أكسجين في أسرع وقت ممكن. ثم اتهمته الشرطة بنشر الخوف، مؤكدة أنه لا يوجد نقص في الولاية. ومع ذلك، فإن الالسن تتحرر تدريجياً، وتعمل الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى كونها تشكل أداة هائلة للمساعدة المتبادلة، كمنفذ. وتتعرض الحكومة، ولا سيما رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في فضائها للنقد. «لا أكسجين، لا اقتراع”، يمكن أن نقرأ على الشبكات، أو “مودي استقل”. تظهر كلمة “استقالة” بانتظام، خاصة على تويتر. كتب أرونداتي روي، أحد أشهر الكتاب الهنود: “لم تعد تستحق أن تكون رئيس وزرائنا».
لم يبلغ مودي أبدًا مثل هذه الدرجة من الضعف منذ وصوله إلى السلطة عام 2014. فبالإضافة إلى عدم قدرته على توقع وإدارة الموجة الثانية من كوفيد-19، تتضمن الانتقادات الموجهة اليه، تشجيعه لحالة التراخي العام والتخلي عن الاحتياطات الصحية خلال فصل الشتاء من خلال إعلانه الاستعراضي الانتصار على الفيروس، والمشاركة في التجمعات الضخمة في ولاية البنغال الغربية، وتشجيع إقامة المهرجانات الدينية التي جمعت الملايين من الناس.
وفي مواجهة تدفق الانتقادات، طلبت الحكومة الهندية من فيسبوك وانستغرام وتويتر، حذف عشرات الرسائل التي تدين تعاملها مع الوباء في نهاية أبريل، تمامًا عندما اجتاح كوفيد-19 البلاد. ووفق المسؤولين، كان الهدف من المناورة تفادي “التحريض على الذعر واستخدام صور خارج السياق”، يمكن أن تعطل عملهم في مواجهة الوباء.
شيء واحد مؤكد: صورة رئيس الوزراء لن تخرج سالمة من هذه الأزمة ذات الحجم غير المسبوق، مع أو دون شبكات التواصل الاجتماعي.