اليمن ومفاوضات الرياض...التفاف حوثي إيراني على المساعي لحل الأزمة

اليمن ومفاوضات الرياض...التفاف حوثي إيراني على المساعي لحل الأزمة


يدخل اليمن مرحلة جديدة بعد انطلاق المشاورات الجديدة في السعودية لمحاولة جمع الفرقاء السياسيين والعسكريين، في محاولة للخروج من الأزمة المستمرة منذ 8 أعوام تقريباً.
ووفق صحف عربية تتزامن دعوة دول مجلس التعاون لليمنيين للحوار واللقاء في الرياض السعودية، بحثاً عن حل للأزمة مع تصعيد حوثي كشف مجدداً إصرار الجماعة على المضي في رفض الحلول السياسية، استناداً إلى الدعم الإيراني، في ظل مراهنة طهران على خدمة مصالحها وأهدافها في المنطقة بالتزامن مع اقتراب مفاوضات فيينا من نهايتها والاتفاق مع إيران على رفع العقوبات الأمريكية والدولية عليها. 

في صحيفة العرب اللندنية، اعتبرت أوساط يمنية أن تعدد المبادرات ومن جهات مختلفة في الأجندات والأهداف، مثلما يجري اليوم، “قد لا يخدم جوهر القضية».  وأوضحت الصحيفة أن دعوة المتمردين الحوثيين على سبيل المثال لهدنة بثلاثة أيام، لا تهدف إلا للمزايدة على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، التي رفضها المتمردون الموالون لإيران الانخراط فيها.

ولفتت الصحيفة إلى أن “المفاوضات الجارية ضمن المبادرة الخليجية، والتي قد تمتد لنحو أسبوع ويقاطعها المتمردون، ستكون فرصة للقوى الممثلة والداعمة للسلطة الشرعية لتذويب الخلافات فيما بينها والاتفاق على إعادة هيكلة جديدة للسلطة، تنهي حالة الانقسام الحالية التي تؤثر ليس فقط على المواجهة مع الحوثيين بل وأيضاً على فرص التسوية السياسية». أما صحيفة الرياض فتساءلت “كيف يمكن قراءة اعتداءات الميليشيا الحوثية الإرهابية على المملكة، وتصعيد هجماتها الإجرامية، وفي ذات الوقت إطلاقها مبادرة فارغة لوقف النار؟ الإجابة ببساطة تكمن في عبارة واحدة، الأسلوب الإيراني».

وأضافت “هذا ديدن النظام الثوري الراديكالي في طهران منذ 1979، وهي سياسة مراوغة لشراء الوقت، وتحاشي خطر السقوط في اللحظة الأخيرة، وهذا يظهر مدى التماهي بين الميليشيا الحوثية ووكيلها أو بالأحرى مسيرها الإيراني، وحجم الاستتباع لأجندة طهران، على حساب اليمن ومصالحه وسيادته، في أقبح صورة للتنكيل بأشقائه في الوطن». وفي صحيفة الشرق الأوسط قال جبريل العبيدي، إن “جماعة الحوثي هي في الأصل جماعة إرهابية ضالة، وتنظيم عائلي متمرد على الدولة، هدفه الاستيلاء على السلطة، وليست حركة تحرر وطني أو جماعة دينية كما يسوّق أنصارها». وأضاف “السلوك الإرهابي لجماعة الحوثي لم يتوقف عند حدود صنعاء أو اليمن، بل صدرت الجماعة أعمالها الإرهابية إلى جوار اليمن، وأصبحت بندقية مستأجرة، وكان للنظام الإيراني النصيب الأكبر لاستخدام جماعة الحوثي الإرهابية».

واعتبر الكاتب، أن كل المحاولات للاتفاق مع الحوثيين فاشلة مسبقاً، وبلا جدوى “فجماعة الحوثي الإرهابية لا يمكن الإبقاء عليها طرفاً يمكن التعايش معه، فتجربة إشراك الميليشيات في المنطقة العربية على أنها أحزاب سياسية، هي كمن يضع الأفعى في حضنه، فستلدغه بمجرد أن تشعر بالدفء، والتجارب العربية كثيرة، ولذلك لا بد من إدراج جماعة الحوثي جماعةً إرهابية تشكل خطراً على السلم العالمي وليس فقط الإقليمي».