رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
انتقادات إسرائيلية لكشف غالانت عن مطار عسكري إيراني في لبنان
ذكر موقع “ماكو” الإسرائيلي، أن كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن مكان المطار العسكري الإيراني في لبنان، رسالة إلى الإيرانيين بأن إسرائيل كشفت خططهم، ولكن في الوقت نفسه فإن هذا الإعلان يمكن أن يحد من قدرة إسرائيل على العمل ضد هذا المطار.
وكان غالانت، صرح أن إيران تقوم ببناء مطار عسكري في لبنان، في مكان يسمى قلعة جبور ويقع على بعد 20 كلم فقط من الحدود الإسرائيلية، وأشار الموقع إلى أن هذا المطار ليس الوحيد الذي يتمركز فيه الإيرانيون، ولكن الغرض منه وضع طائرات من دون طيار بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وتقصير المسافة أمامها.
وفقاً للموقع، تشير التقديرات إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي كشف عن ذلك بهدف توجيه رسالة إلى الإيرانيين بأن إسرائيل تعرف ما يخططون له، إلا أن ذلك يقيدها في الوقت الذي تتجنب فيه ومنذ سنوات مهاجمة لبنان، حتى لا تشعل الصراع.
وقال الموقع إن الكشف عن معلومات استخباراتية لمنع وقوع حادث خطير، هو أمر مقبول في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم، حيث يُعد الأمر نوعاً من البطاقات الصفراء للخصم يتم التلويح بها عن طريق استخدام المعلومات الاستخبارية.
وذكر ماكو أن هذا الأمر لا يحدث للمرة الأولى، إذ سبق لإسرائيل أ ن كشفت منصات إطلاق صواريخ وقواعد لكل من تنظيم “حزب الله” اللبناني، وحركة “حماس” في قطاع غزة.
أضاف أنه منذ اللحظة التي اختارت فيها إسرائيل فضح المطار الإيراني في لبنان، حرمت نفسها من القدرة على ضرب المكان وإحداث “انفجارات غامضة” هناك، كما يحدث في أماكن أخرى في الشرق الأوسط.
وتابع: “تلك الانفجارات الغامضة تسمح بإصابة الهدف مع الحفاظ على مساحة من الإنكار، لكن من الواضح أنه منذ اللحظة التي كشفت فيها إسرائيل عن المطار الإيراني، فإن أي انفجار هناك سيكون مرتبطاً على الفور بإسرائيل، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مواجهة مع حزب الله، وهي المواجهة التي تجنبتها إسرائيل في السنوات الأخيرة».
ولذلك تجنبت إسرائيل الرد بعد تسلل أحد العناصر من لبنان إلى داخل إسرائيل لتنفيذ هجوم عند مفترق مجيدو، وتجنبت أيضاً الرد بعد إطلاق أكثر من 30 صاروخاً في عيد الفصح باتجاه إسرائيل، ولفت الموقع إلى أن هذه الحوادث تسببت بقلق في إسرائيل، خصوصاً بعد الحوادث والهجمات التي تزايدت بشكل ملحوظ خلال عام ونصف عام الماضيين.
وتساءل الموقع: “عندما يكون الأمر كذلك، تُطرح أسئلة مثل ماذا ستفعل إسرائيل عندما تضع إيران طائراتها من دون طيار في مطار لبنان؟، وماذا ستفعل إسرائيل عندما تقلع أول طائرة مسيّرة من هناك إلى المنطقة الحدودية ثم عبر الحدود؟، وماذا لو قامت إيران بتوسيع المدرج هناك وهبطت أيضاً شحنات الأسلحة في نفس المطار؟، هل ستهاجم إسرائيل الأراضي اللبنانية؟”، مضيفاً أنه من خلال نتائج السنوات القليلة الماضية، فمن المرجح أن إسرائيل ستختار التراجع على الرغم من أن الإيرانيين وحزب الله يدفعون إسرائيل إلى الزاوية.
وعن سبب التراجع، قال الموقع إن الأمر لا يتعلق فقط بتهديد الصواريخ من لبنان والخوف من الدخول في حرب بالمنطقة الشمالية، ولكن إسرائيل انشغلت في الضفة الغربية لفترة طويلة، في محاولة للجيش الإسرائيلي لكبح موجة الإرهاب المشتعلة، ونتيجة لذلك، تم تقويض قدرة عدد غير قليل من كتائب الاحتياط على خوض حرب.
ويشير الموقع إلى سبب آخر يتمثل في الأزمة داخل الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى الأزمة المدنية الداخلية التي تزيد من القيود على الحكومة الإسرائيلية، والتي لا يمكن تجاهلها أيضاً.
وعلق الموقع: “على الجانب الآخر، هناك إيران، التي تسجل إنجازات كبيرة، بما في ذلك الإنجازات الإستراتيجية، في حين تستغل بذكاء خوف إسرائيل وأخطاءها».