انطلقت صباح أمس  الأربعاء في حديقة النخيل بالشارقة، فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حتى الرابع من الجاري، بمشاركةٍ متميزة لجمعيات النفع العام، الجهات والمدارس الحكومية والخاصة، الجامعات والبعثات الدبلوماسية، ومؤسسات المجتمع وفئاته، وأفراده.  
     ومنذ الصباح الباكر، ازدحمت أرض المهرجان بطلاب المدارس، ومحبي القراءة والكتب، الذين شرعوا يبحثون عن مبتغاهم من العناوين القيّمة والنفيسة التي تتيحها المدينة إيماناً منها بدورها التوعوي والمجتمعي، بأسعارٍ رمزية تتراوح بين الدرهم والعشرين درهماً.
150 ألف درهم من معهد الشارقة للسياقة دعماً للمهرجان وخدمات المدينة  

  وفي لفتةٍ تبيّن مقدار حرص معهد الشارقة للسياقة على مبادئ المسؤولية المجتمعية، أعلن المعهد صباح أمس عن تبرعه بمبلغ مئة وخمسين ألف درهم “ 150 ألف درهم” دعمًا ومساندة للمهرجان، والخدمات التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لطلابها ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية.
وثمّن المعهد جهود المدينة في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أن ما تقدمه المدينة من خدمات يستحق كل الدعم والمساندة.

ممرٌّ خاصٌ بالأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن
     ولأن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حريصة أشد الحرص على تهيئة المكان للجميع، ومن بينهم الأشخاص ذوي الإعاقة، كبار السن، والأمهات اللواتي يصحبن أطفالهن مستخدمات العربات، يوفر المهرجان ممراً خاصاً للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية ممن يستخدمون الكراسي المتحركة، وهي رسالة عميقة للمجتمع بهدف تسهيل وتيسير وصول الأشخاص ذوي الإعاقة.

تصريح سالم المهيري
     وخلال جولة في أرجاء المهرجان هذا الصباح، أشاد سعادة سالم علي المهيري، رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، بالتنظيم المتقن وإخلاص المتطوعين في العمل، مؤكداً أن تنظيم هذا المهرجان من قبل المدينة دليل على التزامها بتوعية المجتمع وإتاحة الفرصة أمام الجميع لدعم ومساندة الخدمات التي تقدمها للأشخاص ذوي الإعاقة سواء من خلال التبرع بالكتب أو شرائها.
    وتحدث المهيري عن أهمية المهرجان في تعزيز الثقافة والوعي لدى أبناء المجتمع وتنمية حس العمل التطوعي بما ينسجم مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
   وأوضح أن التعاون القائم بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وبلدية الشارقة متين وراسخ وهو لا يقتصر على فعالية بعينها بل يشمل العديد والعديد من الفعاليات، متوجهاً بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس المدينة وإلى جميع المنظمين والمتطوعين في مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل.

تصريح خالد المدفع
  من جانبه أكد الدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام “شمس “ أن جهود مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في تنظيم مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل والحرص على استدامته، تؤكد مقدار اهتمامها بالوعي والثقافة والمجتمعية، كما أن تعميم الفائدة من الكتب المستعملة هي فكرة ثقافية وإنسانية نبيلة تشجع المجتمع على العلم والقراءة. وتوجه المدفع بالشكر والتقدير إلى جميع المنظمين والمتطوعين والعاملين في المهرجان مثمناً عالياً كل ما تقوم به مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع وفق أفضل الممارسات العالمية.

تصريح محمد خلف
   بدوره عبر سعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون عن سعادته الغامرة لأنه كان من أوائل الواصلين إلى أرض المهرجان حيث تجول بين أقسام الكتب وانتقى منها، مؤكداً أن المدينة بتنظيمها لمهرجان الوراقين للكتاب المستعمل تتيح فرصة رائعة لجميع أبناء المجتمع كي يشتروا الكتب القيمة بأسعار رمزية جداً تناسب الجميع.

تصريح منى عبد الكريم
  سعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رحبت بضيوف وزوار المهرجان داعية أبناء المجتمع إلى زيارته وتأسيس مكتباتهم الخاصة من الكتب المستعملة والجديدة التي يتيحها المهرجان بأسعار تناسب الجميع، وقالت:
   من أهمّ أهداف المهرجان: تعزيز قيمة الكتاب وأهميته عبر تشجيع القراءة وحب الاطلاع، تنمية وتعزيز روح العمل التطوعي بين أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم العمرية، تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية، إقامة نشاط ترفيهي وثقافي جاذب لكل الجنسيات والفئات العمرية، الاهتمام بإبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة وأقرانهم الأشخاص غير المعاقين من فئات الأطفال والشباب، وتوفير إيرادات مالية للمدينة بطريقة مبتكرة ذات مردود معنوي وثقافي، بالإضافة إلى المساهمة في تعريف الناس بما تقدمه المدينة لطلابها من خدمات وبرامج وأنشطة.

  وأضافت: يتزامن تنظيم الدورة الثامنة من مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل مع “عام الاستدامة” في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تولي المدينة في كل ما تقدمه من خدمات وتنظمه من فعاليات أهمية كبيرة للاستدامة ومبادئها.
   وأشارت إلى دور المهرجان الكبير من الناحية البيئية إذ يقلل تداول الكتب المستعملة من قطع الأشجار التي تُستخدم لصنع الورق بالإضافة إلى التشجيع على مشاركة القراءة بين الأصدقاء والأهل، كما يسهم المهرجان في تلبية حاجة أفراد المجتمع لدعم الخدمات التي تقدمها المدينة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال التبرع بالكتب، أو عبر شرائها.

 وقالت إن مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل يعتبر بحق واحة للتطوع حيث يشهد تطوع العديد من فئات المجتمع ضمن اللجان العاملة، كما يشارك الأشخاص ذوو الإعاقة كمتطوعين أيضاً، كما يصاحب المهرجان مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية.
وتوجهت مدير المدينة بالشكر الجزيل إلى شركاء المدينة في تنظيم المهرجان: بلدية الشارقة، القيادة العامة لشرطة الشارقة، هيئة كهرباء ومياه الشارقة، بنك دبي الإسلامي، وإلى الرعاة الرئيسيين، مؤسسة نفط الشارقة الوطنية، وشركة فاست لمقاولات البناء، وإلى الراعي الإعلامي، شركة رمال الدولية للدعاية والإعلان وشركة سايت غلوبال، وإلى جميع المساهمين والمتطوعين من أفراد ومؤسسات.
  كما توجهت بالشكر الجزيل إلى معهد الشارقة للسياقة على التبرع بمبلغ 150 ألف درهم دعماً للمهرجان، مؤكدة أن هذا التبرع نابع من إحساس عميق بالمسؤولية المجتمعية. 
 
  فعاليات مصاحبة للمهرجان
  ويشهد المهرجان العديد من الفعاليات الفنية والثقافية، حيث أكد الأستاذ محمد بكر مشرف مركز الفن للجميع “فلج” التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن من أهمها الورش الفنية التي يقدمها المركز، ومعرض اللوحات التي أبدعها منتسبو الفن للجميع بإحساسهم ومهارتهم، بالإضافة إلى ورش فنية تقدمها المؤسسات المشاركة في المهرجان وهي:
 (المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة – مؤسسة الشارقة للفنون – مؤسسة فن – المركز الثقافي الياباني الإماراتي – ناشئة الشارقة – وغيرها من المؤسسات ).
   وأضاف: من الفعاليات أيضاً المشاركات الفنية التي تقدمها المدارس الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى عروض مسرحية لفرقتي “شارقة مايم ومسرح فلج” ومسرح الحكواتي ومسرح الناشئة وعروض موسيقية مقدمة من مركز الفن للجميع – فلج.
   الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة مسؤول لجنة لجنة استقطاب الجهات الحكومية والمؤسسات والمراكز والجمعيات ذات النفع العام والجاليات أشارت إلى تولي اللجنة تنظيم المسابقة الهادفة التي تنسجم مع أهداف المهرجان لتشجيع حب القراءة ومنها:

  مسابقة الكاتب الصغير بغية حثّ الأطفال من رواد المهرجان من مختلف الأعمار على المشاركة في كتابة قصة قصيرة من وحي خيالهم بهدف اكتشاف القدرات الكامنة والمواهب لدى الطلبة في مجال الكتابة وتحفيرهم وتشجيعهم على الاستمرار ليكونوا أدباء في المستقبل بإذن الله، حيث تستمر المسابقة طيلة أيام المهرجان خلال الفترتين الصباحية والمسائية.
   ومن الفعاليات مسابقة أجمل تعليق حيث يتم اختيار صورة يومياً من الصور التي يتم التقاطها للزائرين، ويطلب من الجمهور التعليق على هذا الصورة من أرض الموقع واختيار أفضل تعليق.  
  أيضاً يشهد المهرجان فعالية القراءة المبسطة وهي منهجية تستهدف الأطفال من ذوي الإعاقة وصعوبات التعلم من الجمهور المتواجد في أرض المهرجان، بالإضافة إلى فعالية استضافة الجاليات بالتنسيق مع السفارات والجهات الراغبة التي تود المشاركة.

قافلة شعاع الخير
  تشهد الدورة الثامنة من مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل تطوع 16 شخصاً من “قافلة شعاع الخير” من مصر في مختلف أعمال المهرجان.
 وعبر الدكتور عادل قاسم عضو هيئة تدريس جامعة الزقازيق ورائد قافلة شعاع الخير عن سعادته الكبيرة بهذه المشاركة التي تنسجم مع أهداف القافلة وقال:
   دأبت القافلة خلال سنوات عملها الطويلة على الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة اجتماعياً وفنياً والتأكيد على دور الفكر في النهضة المجتمعية وهو ما أيدته الأستاذة صابرين رمضان فهمي عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الفئات الخاصة في شمال سيناء ومدير جريدة الأهرام نيوز وهي من المتطوعين ذوي الإعاقة الحركية حيث أكدت أيضاً على دور الفكر وحرص قافلة شعاع الخير على هذا المبدأ ضمن جميع أنشطتها التطوعية.