خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من منافسات الألعاب الرقمية الهجينة في «دورة ألعاب المستقبل 2025»
انطلاق مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في الشارقة و «الفتى الخشبي» .. متعة بصرية أحبها الصغار والكبار
قصّ مسرح الشارقة الوطني شريط افتتاح عروض الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، يوم الأحد 21 ديسمبر من على قاعة قصر الثقافة بالشارقة، بتقديم الفرقة لمسرحية "الفتى الخشبي" والتي استندت على النص العالمي الشهير "بينوكيو" للكاتب كارلو كولدوي، ومن إخراج الفنان ماجد المعيني، المتخرج من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وفي أول تجربة إخراجية له، نالت رضا جمهور الأطفال واستحسان الكبار.
قبل ذلك، أقيم حفل افتتاح المهرجان، بحضور الأستاذ إسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين، الجهة المنظمة للمهرجان، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح، ورئيس المهرجان، وبحضور الفنان أحمد الجسمي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، والأستاذ أحمد بو رحيمة، مدير عام إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، والدكتور حبيب غلوم مدير المهرجان، حيث جاء في تقديم عريف الحفل، عبدالله محمد عبدالله، إضاءات عن أهم ما ستشهده الدورة التاسعة عشرة من المهرجان، مثمنا الدعم السخي واللامحدود المقدم من حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه، للمسرح على وجه العموم، ومسرح الطفل ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل، على وجه الخصوص. وتضمن الحفل عرض فيلم وثائقي عن المهرجان، أرخ لأهم محطاته في دوراته السابقة، بدءا من العام 2005 الذي شهد الانطلاقة الأولى له، كما عرض الفيلم سيرة مقتضبة عن شخصية هذه الدورة، الفنان الإماراتي القدير عبدالله راشد، الذي بدأ المسرح في العام 1984، وتماهى مع مسرح الطفل لأكثر من ربع قرن من الزمن، وقدم العديد من العروض المسرحية أهمها مسرحية "الفلاح الطيب"، ومسرحية "رحلة المعرفة"، وتم تكريم الفنان عبدالله راشد خلال حفل الافتتاح.
كما تضمن الحفل تقديم لجنة تحكيم الكبار والتي تشكلت من كل من الأستاذ وليد الزعابي رئيسا للجنة، وعضوية كل من الفنان إبراهيم سالم، والفنان محمد سعيد السلطي، والفنان عبدالرحمن الملا، والفنان محمد جمعة علي، وكذلك تم تقديم لجنة تحكيم الأطفال، والتي تكونت من: نور حمد عبدالرزاق، شيخة سيف عزيز، وعيسى عبدالله المازمي.
الفتى الخشبي
لم تخرج حكاية عرض "الفتى الخشبي" عن ماهية القصة الكلاسيكية المعروفة لبينوكيو، تلك الدمية التي صنعها النجار الطيب، والذي عاش وحيدا وكانت أهم امنياته أن يكون له ولد يسنده في آخر عمره، لتقوم الجنية بتولي تنفيذ أمنية النجار، وتدب الحياة في الدمية الخشبية، وتتحول مع الوقت إلى طفل حقيقي، وكعادة الأطفال القديمة التخوف والتوجس من الذهاب إلى المدرسة في أول يوم دراسي لهم، يهرب "بينيكيو" ويقع في الكثير من المشاكل، جراء تمرده على أبيه المفترض "النجار"، وعدم التزامه بوصاياه وتحذيراته، فيبدا النجار برفقة الدمى الأخرى التي صنعها والتي دبت فيها الحياة هي أيضا، رحلة البحث عن بينوكيو، حتى العثور عليه وتخليصه من براثن أصحاب السيرك الاشرار، الذين لا هم لهم سوى جمع المال بأي طريقة، ليعود الوئام بين النجار وبينيكيو، وبمساعدة تلك الجنية الطيبة.
حوى العرض الذي أدى أدوار البطولة فيه كل من الفنانين محمد دشتي، نصر الدين عبيدي، ناردين رضا، محمد عبدالله، سكينة فوزي، محمد اسحاق، خالد النشار وآخرون، الكثير من الإبهار على مستوى الشكل، وتميز أداء الممثلين بالعفوية والتلقائية، والقدرة على التلوين على المستويين الصوتي والجسدي، كما تمكن العرض الذي استمر لساعة كاملة، من جذب جمهور الأطفال إليه وتفاعلهم معه، والأمر ذاته حدث مع جمهور الكبار الذيم رافقوا أطفالهم إلى العرض، باعتبار أن حكاية "بينيكيو" قديمة ومرتبطة بطفولتهم، وما تزال حاضرة في ذاكرتهم.
وتمكن ماجد المعيني من صياغة فرجة بصرية، معتمدا في ذلك على أنغام الموسيقى الحية التي رافقت معظم أوقات العرض، وبرعت المجاميع في أداء رقصاتهم التعبيرية والتي تناغمت مع الموسيقى وخطاب العرض، كما يحسب للممثلين التعامل الجيد مع الأزياء والاكسسوارات والديكور، والتي اجتهد المعيني في توظيفها جميعا كأجزاء أساسية في العرض، ولم تكن مجرد أشكال أو ألوان فائضة عن الحاجة أو لأغراض البهرجة.
هذا العرض الذي صمم ديكوره ماجد المازمي، وإضاءته حميد العسيري، والصوت لمجيد حميد، والأزياء والاكسسوارات لميلانا رسول، والرقص التعبيري لحسن الرشق، قدم العديد من الرسائل الأخلاقية والتربوية المهمة للأطفال، من حيث أهمية التعليم والمدرسة في تكوين النشئ، وأهمية التقيد بإرشادات الوالدين، وكذلك ركز العرض على دور الأسرة في الحفاظ على الأطفال وتوفير بيئة آمنة لهم، بالإضافة إلى ذهاب العرض في ختامه نحو التأكيد على فرضية انتصار الخير على الشر، وترسيخ قيم العدالة في نفوس الأطفال.
ويواصل مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، عروضه المسرحية حتى السابع والعشرين من شهر ديسمبر، اليوم الذي سيشهد تقديم عرض مسرحي مستضاف من منتسبي ربع قرن للمسرح وفنون العرض، وكذلك سيشهد ذات اليوم حفل ختام المهرجان وتوزيع الجوائز على المبدعين.