رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
بايدن أم ترامب؟.. من الأفضل لأمريكا
أيهما أفضل للولايات المتحدة والعالم، أن يفوز الرئيس جو بايدن بولاية ثانية أم يعود الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟.
عن هذا الموضوع، كتب ماكس بوت في “واشنطن بوست” الأمريكية أنه يخشى على مستقبل أمريكا ومن ثم العالم أكثر من أي وقت مضى، وشعر باسترخاء بعد الجولتين الانتخابيتين الأخيرتين، اللتين بدتا كأنهما علامة على العودة إلى الوضع الطبيعي.
وتلقى ترامب خسارة حاسمة في 2020، وفي 2022 خسر مؤيدوه الذين ينكرون نتائج الانتخابات، محاولتهم للتحكم بالآلية الانتخابية في الولايات المتأرجحة.
لكن بوت يرى حالياً “عودة إلى الجنون”، مشيراً إلى أن ترامب واثق تقريباً من فوزه بترشيح الحزب الجمهوري في 2024. وإذا صدقت نتائج الاستطلاعات الحالية، فإن لديه فرصة ممتازة للفوز بالرئاسة مجدداً، رغم إجراءات العزل التي خضع لها مرتين، واتهامه بالتمرد، وبـ91 تهمة جنائية في أربع قضايا.
ومنذ سنة، توقع بوت أن ترامب سيتضرر سياسياً عند توجيه الاتهام إليه، ولكنه اكتشف لاحقاً أنه بالغ في تقدير الرأي العام الأمريكي، أو قلل من شأن ترامب. وفي الواقع، يبدو أن القضايا قد ساعدته سياسياً. فهو يتقدم كل منافسيه الجمهوريين بهامش واسع جداً. وحسب مؤسسة فايف ثيرتي أيت للاستطلاعات، فإنه يحظى بتأييد 56% من الناخبين الجمهوريين.
وما يثير القلق هو أن ترامب ينافس الرئيس بايدن بشدة في استطلاعات الرأي العام على المستوى الوطني. وهذا يعني، أخذاً في الاعتبار الأفضلية الجمهورية في المجمع الانتخابي، أن من المرجح أن يكون متقدماً في فرز الأصوات. ومع ذلك، فإن معظم الناخبين قرروا أن بايدن مسن جداً ليترشح للرئاسة، لكن ترامب الذي يصغره فقط بثلاث سنوات، أقل إقناعاً.
وبناء عليه، يضيف الكاتب أن الأمر يمكن أن يلحق أذى بالولايات المتحدة والعالم، ويمكن أن يكون ترامب هذه المرة أكثر ضرراً بعشرة أضعاف، لأنه لن يسمح للحكماء في البيت الأبيض بالتدقيق في أسوأ غرائزه. فلن يكون هناك جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، ولا جون ف.كيلي رئيساً لفريق الموظفين، ولا إتش.آر. ماكماستر مستشاراً للأمن القومي. وفي ولاية ثانية، يرى الكاتب أن “ترامب قد يعين فقط مستشارين مختلين يشبهونه».
ويمكن التكهن بما يعنيه ذلك، لكن الأكثر احتمالاً هو قطع المساعدة عن أوكرانيا، والانسحاب من الناتو، وتجويف الوظائف المدنية، والقيادات العسكرية العليا، وتعيين مدع عام ليحاكم أعداءه.
وبداية، كان متحمساً لهذه الأمور في ولايته الأولى، لكنه رُدع أو أُقنع أو صُد من “الدولة العميقة”. ومن المرجح أن لا يفعل ذلك مجدداً. حتى إنه بات أكثر راديكالية وأكثر استبداداً، بعد أن غادر البيت الأبيض، وهو الآن أكثر خبرة في الحصول على ما يريده من خارج الحكومة.
وفي رأي بوت فإن النتائج ستكون رهيبة محلياً، وتعرض للخطر الديمقراطية الأمريكية، لكنها ستكون أسوأ في الخارج. ومن العواقب التي تثير الانتباه هي أن رئاسة ترامب قد تتيح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هزيمة أوكرانيا وإعادة تشكيل النظام العالمي للقرن الـ21، بما يصب في مصلحة الطغاة والمعتدين.
إذن كيف نوقف ترامب؟ إن بايدن هو وعاء ضعيف في أحسن الأحوال، لكنه الخيار الواقعي الوحيد الذي نملكه. صحيح أنه في الثمانين، وسيكون في الـ82 عندما يبدأ ولايته الثانية، وأنه يتعثر بلاغياً وأحياناً جسدياً، لكن أداءه الناجح في منصبه يكذب صورته المتهالكة.
ونجح بايدن في تمرير مشاريع القوانين الكبيرة التي وافق عليها الحزبان، والتي اكتفى ترامب بالتحدث عنها. وكان أكثر تأثيراً دولياً، وحشد ائتلافاً واسعاً لمعارضة العدوان الروسي على أوكرانيا، وشكل ائتلافاً آخر في شرق آسيا لردع الصين.
وفي الاقتصاد الذي يعتبر المؤشر الأخير على أداء الرئيس، فإنه نجح أكثر من المتوقع مع البطالة المتدنية، وخفض التضخم وغياب بوادر ركود في الأفق.
وفي المحصلة، يرى الكاتب أن هذا السجل يمكن لأي رئيس أن يفاخر به. ومع ذلك، فإن الاستطلاعات لا تمنح بايدن الفضل الذي يستحقه، على الأرجح نتيجة الإدراك بأن الاقتصاد لا يزال متخلفاً عن الواقع.
في عالم مثالي، يستحق بايدن تقاعداً جيداً، وأن يخلفه مرشح أصغر سناً وأكثر حيوية، مرشح على شاكلة حاكم ميشيغن غريتشن ويتمر، أو حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، أو وزيرة التجارة جينا رايموند، لكن الاحتمال هو أن أياً من هؤلاء المرشحين لن يكون أقوى من بايدن في الانتخابات العامة.
وختم قائلاً: “لا نعيش في عالم مثالي. وفي العالم الذي نعيش فيه، نحن على مسافة أشهر من الانتخابات التمهيدية، وإذا كان على بايدن أن يقف جانباً، فإن المرشح الديمقراطي الأكثر احتمالاً ستكون نائب الرئيس كمالا هاريس. وكان آخر نائب رئيس سعى إلى الترشح لكنه أخفق في الفوز بترشيح الحزب هو ألبن باركلي في 1952، ولم ألتقِ بديمقراطي حتى الآن له ثقة في قدرة هاريس على هزيمة ترامب».