بايدن سيضغط على بوتين لفتح المعابر السورية

بايدن سيضغط على بوتين لفتح المعابر السورية


كتب الصحافي كولوم لينش في موقع مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يخطط للضغط شخصياً على نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتوسيع توزيع المساعدات الإنسانية داخل سوريا خلال القمة التي ستجمعهما، مما يعزز دور بلاده في منع كارثة إنسانية أخرى في قلب الشرق الأوسط ويختبر احتمال انتزاع تنازلات من أشد خصوم واشنطن، وذلك وفقاً لثلاثة مصادر تحدثت عن الخطة الأمريكية.
«وتأتي المناشدة الرئاسية بعد إيجاز قدمه وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أمام مجلس الأمن في مارس (آذار) في يتعلق بالأزمة الإنسانية في سوريا، وكذلك بعد زيارة قامت بها أخيراً المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد لتركيا من أجل حشد الدعم لخطوة توسيع إيصال المساعدات عبر المعابر التركية والعراقية مع سوريا. ويمثل هذا جهداً ولو محدوداً من الإدارة الأمريكية من أجل معاودة الإنخراط في هذا البلد الذي غاب عن رادار إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب.

تقليص برنامج المساعدات
وكانت روسيا أرغمت الأمم المتحدة على تقليص برنامج واسع مصمم لنقل مساعدات ضرورية لإنقاذ الحياة عبر بضعة معابر من تركيا والأردن والعراق إلى ملايين المدنيين السوريين، الذين يعيشون في أجزاء من شمال شرق سوريا تخضع لسيطرة المعارضة. ولمحت موسكو إلى أنها قد تغلق البرنامج بالكامل أو تخفض المدة الزمنية الممنوحة له من سنة إلى ستة أشهر بحلول 10 يوليو (تموز)، عندما يحين موعد التجديد للبرنامج، على رغم تحذيرات من الأمم المتحدة بأن ذلك قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية». وأسفرت الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ عقد عن مقتل مئات آلاف المدنيين، وتشريد أكثر 2.7 مليون سوري داخل البلاد، ودفعت بأكثر من 6.5 ملايين آخرين إلى الفرار خارج سوريا. واليوم، هناك أكثر من 3.4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدة الإنسانية، فضلاً عن 1.8 مليون آخرين في شمال شرق سوريا يحتاجون أيضاً إلى المساعدات. وقد تدهورت الظروف المعيشية في الشمال الشرقي منذ العام الماضي، عندما أجبرت روسيا مجلس الأمن على إلغاء عملية إنسانية للأمم المتحدة من خلال معبر اليعروبية بين العراق وسوريا، وكانت مسؤولة عن نقل مواد طبية ضرورية من أجل مكافحة كورونا.

وضع سيئ
واستناداً إلى تقويم سري يحمل تاريخ 11 أبريل (نيسان) أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن “الناس هم الآن في وضع أسوأ مما كانوا عليه قبل تسعة أشهر عندما نظر مجلس الأمن في القضية”. وأضاف أن “الوضع في شمال شرق سوريا إزداد سوءاً بعد إلغاء معبر اليعروبية الذي كانت الأمم قد أجازت العمل من خلاله». وتجادل روسيا بأن الحكومة السورية يجب أن تشرف على توزيع المساعدات داخل حدودها. لكن سوريا كانت قد منعت الأمم المتحدة إلى حد كبير من عبور خطوط التماس إلى مناطق سيطرة المعارضة.
وبحسب تقويم الأمم المتحدة، فإنه “من دون تفويض بعبور المعابر، فإن معاناة المدنيين في الشمال الشرقي ستزداد إلى مستويات لم تشهدها منذ بداية النزاع بالنسبة إلى 3.4 ملايين شخص...إن الجوع سيزداد، والحالات المرضية لن تجد علاجات، وستنخفض السبل المتاحة للوصول إلى المياه...إن مزيد من الحرمان الناجم عن إلغاء العمليات عبر المعابر، سينتج عنه حالات وفاة لا يمكن الحؤول دونها».

فتح المعابر
وجعلت إدارة بايدن الأزمة الإنسانية في سوريا أولوية منذ الأسابيع الأولى لتسلمها مهامها. وفي مارس(آذار)، ناشد بلينكن مجلس الأمن “إعادة التفويض بفتح المعابر مع سوريا، والتوقف عن إلغاء نقل المساعدات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، بحيث يستطيع السوريون المحتاجون الوصول إليها في أسرع وقت ممكن».
واعتبرت غرينفيلد خلال زيارتها لتركيا أن “وحشية إغلاق آخر معبر للمساعدات الغذائية إلى سوريا، لا توصف”. وأعلنت عن تقديم 240 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية.
وقال الخبير في شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان إن المناورة الديبلوماسية توفر أيضاً فرصة لتحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستجد مساحات للعمل بشكل بناء مع روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تجعل المسألة بمثابة اختبار للعلاقة مع موسكو، ليس فقط في ما يتعلق بسوريا ولكن على نطاق أكثر شمولاً...هذا اختبار لمعرفة ما إذا كان الروس راغبون في المساومة على أي شيء في المطلق».