رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الســوري تبـادلا خلالـه التهانـي بعيـد الأضحى
يشاع أنه لا يوجد قوة بشرية أوكرانية لاستكمال الحرب
بايدن وأوكرانيا بحاجة لاتفاق الكونغرس الأمريكي
يبدو أن واشنطن فقدت اهتمامها أو ربما حولته إلى إسرائيل وغزة، بعدما أصبحت أوكرانيا قضية مُكلِّفة وخاسرة.
الهزيمة في أوكرانيا من شأنها أن تقوض ما تبقى من سمعة بايدن على اعتباره وكيلاً فعّالاً للسياسة الخارجية الأمريكية ومنذ بدء الحرب الأوكرانية وحتى الآن، فقدت كييف جيشها 3 مرات، ويشاع الآن أنه لا يوجد قوة بشرية في أوكرانيا اليوم لاستكمال الحرب ضد الجيش الروسي. وبحسب الكاتب ويليام غلاستون في صحيفة «وول ستريت جورنال» إذا فشلت مفاوضات مجلس الشيوخ المستمرة بشأن أمن الحدود، ستنتهي المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وإذا حدث هذا، ستنهار إحدى ركائز السياسة الخارجية للرئيس بايدن، وستتضاءل قدرة أوكرانيا على مقاومة روسيا، وسيوسع فلاديمير بوتين مهمته لإعادة بناء الإمبراطورية الروسية.
زمام المسؤولية
ويقول الكاتب يجب على الرئيس بايدن أن يتولى المسؤولية، وعليه أن يدعو مفاوضي مجلس الشيوخ الغارقين في أزمة الهجرة، إلى جانب زعيم الديمقراطيين تشاك شومر، وزعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل، إلى كامب ديفيد، وإبقائهم هناك حتى يتم التوصل إلى اتفاق على استمرار المساعدات لأوكرانيا مقابل حل أزمة الهجرة، مبيناً أن مسيرة الرئيس بايدن المهنية بأكملها (سنواته الـ 36 في مجلس الشيوخ، ورئاسته للجنة العلاقات الخارجية، ودوره خلال إدارة أوباما ككبير المفاوضين) قد أعدته لهذه اللحظة، ولن يفشل إلا إذا لم يكن واثقاً بنفسه.
ورجح الكاتب أن هذه المعطيات تضع بايدن أمام صفقة لن تكون سهلة، فمنذ فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2020، سعى بايدن بلا هوادة إلى وحدة الحزب، ويرى الكاتب أن «التنازل عن مسألة الهجرة من شأنه أن يضعف وحدة حزبه ويوفر المزيد من الذخيرة للتمرد اليساري الذي اندلع بسبب دعمه لإسرائيل».
لقد قرر الأمريكيون منذ فترة طويلة أن سياسة الهجرة التي ينتهجها بايدن فاشلة، وأصبح حكمهم أكثر قسوة بمرور الوقت، وفي أحدث استطلاع أجرته مجلة «إيكونوميست»، وافق 33% فقط من المشاركين على طريقة تعامله مع هذه القضية، وهو رقم ينخفض إلى 27% بين سكان الضواحي و21% بين المستقلين.
وتكافح المدن في جميع أنحاء البلاد، التي يحكمها الديمقراطيون، للتعامل مع التدفق القياسي للمهاجرين الذين لا يستطيعون العمل بشكل قانوني. وعندما تجبر تكلفة إطعامهم وإسكانهم عمدة تلك المدن على قطع الخدمات الحيوية عن ناخبيهم، فإن هؤلاء القادة يدفعون الثمن، وأبرزهم عمدة نيويورك إريك آدامز الذي انخفضت شعبيته إلى 28%.
اتفاق الكونغرس
وبحسب الصحيفة، لن يكون اتفاق مجلس الشيوخ ناجحاً إلا إذا تمكن من إقراره في مجلس النواب.
وهذا يعني أنه يجب أن يحظى بدعم أغلبية قوية من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وأشارت الصحيفة إلى أن ماكونيل يمكنه أن يمنح الرئيس بايدن التأكيد بأن الاتفاق سيحصل على دعم كافٍ.
وترى الصحيفة أن الوقت ليس في صالح بايدن. إذا لم يتم حل هذه المسألة قبل تأجيل مجلسي النواب والشيوخ في يناير -كانون الثاني، فإن نتائج المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا في 15 يناير -كانون الثاني قد تقنع المسؤولين الجمهوريين الذين يبحثون عن بديل لدونالد ترامب بأنه من غير المرجح أن يهزمه أحد في الفوز بترشيح الحزب. ومن المرجح أن ينظر ترامب، الذي يعارض علناً ربط إصلاح الحدود بالمساعدات لأوكرانيا، إلى تعاون الجمهوريين مع بايدن بشأن هذه القضية باعتباره انتهاكاً ينهي حياته المهنية.
ولهذا السبب، يجب على الرئيس أن يبدأ المفاوضات على الفور ويصر على بقاء مجلس الشيوخ في حالة انعقاد حتى يمرر حزمة تحتوي على إصلاحات حدودية ومساعدة لأوكرانيا. وبمجرد حدوث ذلك، ينبغي له أن يلقي خطاباً من المكتب البيضاوي لشرح الأسباب التي تجعل هذه الحزمة في المصلحة الوطنية ويدعو مجلس النواب إلى سنّ مشروع قانون مجلس الشيوخ.
مناورات سياسة
وعلى الرغم من أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، كرر دعمه للمساعدات لأوكرانيا، فمن المرجح أن يضغط عليه الجمهوريون المناهضون لأوكرانيا لتأجيل الجلسة في هذا العام، دون تناول مشروع قانون مجلس الشيوخ، ولمواجهة مثل هذه الخطوة، يجب على بايدن أن يوضح أنه مستعد لاستخدام سلطته الدستورية لدعوة مجلس النواب إلى الانعقاد مرة أخرى.وبينّت الصحيفة أنه إذا فشل رئيس مجلس النواب في إقناع أغلبية الكتلة الجمهورية بدعم هذا الإجراء، فإنه سيواجه السماح لروسيا بهزيمة أوكرانيا. إنها «مقامرة عالية المخاطر» بالنسبة لبايدن، لكن البديل أسوأ، إذا لم يتمكن بايدن من تأمين استمرار المساعدات الأمريكية لمواجهة روسيا، فإن مصير أوكرانيا، والسلام في أوروبا، ومستقبل التحالف الغربي على المحك، وكذلك رئاسة بايدن.
وبعد فشل الانسحاب من أفغانستان، فإن الهزيمة في أوكرانيا من شأنها أن تقوض ما تبقى من سمعة بايدن على اعتباره وكيلاً فعّالاً للسياسة الخارجية الأمريكية، ومع تقلص الدعم الشعبي لإعادة انتخابه، فإن آخر ما يحتاج إليه هو فشل آخر جديد يضاف لمسيرته الرئاسية.