رئيس الدولة يبحث مع الرئيس الفرنسي مسار العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين
بايدن يلمح لخيار عسكري ضد إيران... راقبوا أفعاله لا أقواله
أعرب الكاتب السياسي في موقع “واشنطن فري بيكون” ماثيو كونتينيتي عن رغبته بتصديق كلام الرئيس الأمريكي جو بايدن حين قال للقناة 12 الإسرائيلية إنه سيستخدم القوة “كخيار أخير” لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
يأمل الكاتب أن يفهم بايدن الخطورة التي ستفرضها إيران نووية على الشرق الأوسط الأعظم وأوروبا والعالم. ستطلق إيران نووية حلقة من انتشار التسلح والتصعيد في المنطقة.
لن تطال صواريخ إيران النووية حلفاء واشنطنوحسب بل أيضاً حلفاءها في الناتو. وستكثف إيران نشاطاتها الخبيثة بدءاً بالإرهاب مروراً بحروب الوكالة وصولاً إلى الاختطاف مدركة أن القنبلة ستؤمن لها الغطاء. تعني إيران نووية عالماً أكثر خطورة وعنفاً وقابلية للاشتعال من عالم اليوم.
لهذا السبب، كان بايدن آخر رئيس أمريكي يقترح أن استخدام القوة يبقى خياراً مطروحاً. إن حملة جوية وبحرية لتدمير المنشآت النووية المعروفة للاستخبارات الغربية ولتقويض قدرة النظام الإيراني على الانتقام هي أفضل وسيلة لتأجيل وربما التخلص من احتمال الحصول على قنبلة نووية. إن هدف هكذا حملة لن يكون تغيير النظام.
في ربيع 2021، سئل بايدن عن الرقم القياسي للمهاجرين غير الشرعيين الذين بدأوا يجتازون الحدود الجنوبية بعدما تخلى عن سياسات اللجوء التي اتبعها سلفه. قال بايدن إنّ هذا الارتفاع كان “موسمياً” ويحدث في كل سنة على حدة. لكن ليس بهذا الشكل، يؤكد كونتينيتي. انتهى الموسم منذ فترة طويلة والهجرة تواصلت لسنة ونصف. لقد شهد الشهر الماضي أكبر عدد من العبور غير الشرعي للحدود على الإطلاق. كانت إجابة بايدن الفاسدة خطأ بشكل فادح، على أقل تقدير. ولا يبدو أنه يهتم حسب الكاتب.
في صيف 2021، ألقى بايدن خطاباً عن التضخم الذي كان قد بدأ يظهر في البيانات الاقتصادية. “يعتقد خبراؤنا وتبين البيانات أن غالبية الزيادات على الأسعار التي شهدناها – كانت وهي متوقع لها أن تكون مؤقتة”. كما الهجرة “الموسمية” على الحدود الجنوبية، يتواصل التضخم “المؤقت”. كان رقم التضخم الشهر الماضي أعلى من التوقعات. انخفضت المداخيل الحقيقية 4%. لم يغير أي شيء يقوله عن المسألة نظرة الجمهور السلبية إلى أدائه الوظيفي.
منذ سنة فقط، تابع الكاتب، نفى بايدن أن تكون طالبان بصدد اجتياح حتمي لأفغانستان. بعد شهر واحد، انتشر مقاتلو الحركة في كابول واضطرت أميركا إلى إجراء عملية إنقاذ خطيرة ومذعورة أسفرت عن مقتل 13 جندياً أمريكياً والتخلي عن أفغانستان. على امتداد الكارثة، تحدث بايدن وتصرف كما لو أن كل شيء كان يجري وفقاً للخطة وكما لو أن كل شيء كان تحت السيطرة. بحلول عيد العمال سنة 2021، قطع الجمهور علاقته مع رئيس انتخبه فقط لأنه كان متعباً من تجاوزات سلفه.
عن سؤال ما إذا كان بايدن سيستخدم القوة لوقف إيران، يجيب الكاتب بربما. هذا ما قاله للقناة 12. مع ذلك، اعترف بايدن بإمكانية شن غارة عسكرية فقط حين أجبره الإعلام الإسرائيلي على فعل ذلك. وفي مقاله بواشنطن بوست، كتب بايدن أن “إدارتي ستواصل زيادة الضغط الديبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران جاهزة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي”. لم يتحدث عن المدة التي سينتظرها كي تصبح إيران “جاهزة للعودة” إلى الاتفاق. ولم يذكر ما الذي سيفعله لو رفضت إيران الامتثال. وإيران غير ممتثلة.
المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران دامت أكثر من عام. لم تصل إلى أي مكان، بل أسوأ من عدم الوصول إلى أي مكان. فترة الاختراق النووي لدى إيران هي صفر الآن. أطفأت إيران الشهر الماضي الكاميرات التي تستخدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تراقب منشآتها النووية. تبقى الكاميرات مظلمة. أزمة إيران هنا، لكن الرئيس بايدن يتصرف وكأنها لم تأت. مفاوضات الزومبي في فيينا أصبحت غاية بحد ذاتها. وما من سبب لتوقع قيام الإدارة بإنهائها طالما لا تتسبب إيران بالكثير من المتاعب، خصوصاً حين يحب بايدن عودة النفط الإيراني إلى الأسواق.
وفقاً لكونتينيتي، يبدو الكثير من كلام بايدن استعراضياً. هو يعيد تدوير الخطوط المعيارية كي لا يعلن عن سياسة أو يحشد الرأي العام بل فقط من أجل الانتقال إلى السؤال التالي. يكون بايدن أكثر صدقاً في تردده بنشر القوات الأمريكية خارجاً. هو كتب في الواشنطن بوست: “سأكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر من دون أن تكون القوات الأمريكية منخرطة في مهمة قتالية هناك”. و”هدفي هو إبقاء الأمور على هذا النحو”. يعتقد بايدن أنه كان محقاً في كل قضية من قضايا السياسة الخارجية خلال النصف الأخير من القرن بينما كان مخطئاً تقريباً في جميعها. هذا هو بايدن الحقيقي، بايدن الذي تدمرت صدقيته.
هل يجب على إسرائيل وشركاء أمريكا الشرق أوسطيين أن يأخذوا بايدن على محمل الجد؟ ينصح كونتينيتي بالنظر إلى أفعاله لا أقواله. وإذا فشل في التحرك، فعلى آخرين فعل ذلك.