رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
برافدا: أوكرانيا وروسيا والعالم... في مأزق
رأى الكاتب أندرياس س. كريسافيس في صحيفة “برافدا” الروسية، أن الشعب الأوكراني في مأزق، مثل الشعب الروسي والاتحاد الأوروبي في مأزق، والعالم على نطاق أوسع، كل ذلك بسبب جنون الإنسان وإخفاقه في التفاوض والاحتكام إلى السلام عوض السماح بقتل آلاف المدنيين الأبرياء لحل المشاكل.
وبالنسبة لمعظم الناس، فإن السؤال الأهم هو “من الذي يجب لومه ولماذا”، والصراع الروسي الأوكراني جزء من هذا السؤال. فلو ساد العقل، لأمكن تجنبه.
وأشار إلى أن الفكرة القائلة إن “الحرية” تحتاج إلى دماء لتنبت هي محض هراء، وكل يوم يمر، يتسمر الملايين أمام شاشات تلفزيوناتهم يشاهدون المسرح البشع لمجازر الحرب، تتكشف أمام أعينهم.
إن الحس السليم للاتحاد الأوروبي والقوى العظمى لا يبدو موجوداً في صميم القلب الأوروبي، فلجؤوا إلى كل أنواع الأخبار المزيفة للحصول على دعم لأجنداتهم السياسية، وبإنفاق الكثير من الأموال على السلاح لإطالة أمد حرب دامية، لكنها محكومة بالفشل.
ولفت الكاتب إلى أن الحقيقة لا يمكن العثور عليها في أي مكان، ومع ذلك، يوجد في أعماق رماد اليأس قبس من الأمل، بحيث يمكن للعقل أن يسود لوقف القصف ومسلسل القتل للأبرياء.
كما أن مشهد المئات من النساء والأطفال يحاولون الفرار من الموت والدمار، يفطر القلب. ومن بين الهائمين على وجوههم، مرضى، وكبار في السن يشقون طريقهم، وسط البرد القارس، هرباً من الرعب الذي سببه جنون الإنسان. إن النزاع الأوكراني الروسي لا يغتفر، لكنه معيب للإتحاد الأوروبي، الذي فشل فشلاً ذريعاً في منع جريمة ممثالة منذ البداية في قلب أوروبا.
إن المفوضية الأوروبية اختارت السلبية، عوض أن تنكب على دور قيادي بالتوسط لمنع المأساة.
إن التشبث بالسلطة من نظام في بلد مدمر مليء بالمقابر لا يقدم أي عزاء للعائلات الأوكرانية. وفكرة الاستشهاد من أجل “الوطن والمجد” أسطورة من الماضي ولا مكان لها في مجتمع ديموقراطي عاقل، حيث السلام والحلول التفاوضية التي تضمن مكافآت أفضل من وحشية الحروب.
ورأى الكاتب أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يواصل في كل مناسبة إثارة المخاطر بالتحذير من حرب عالمية ثالثة. بينما الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة تفرض بشكل آحادي عقوبات على روسيا وعلى الأوليغارشية وبينهم الرئيس فلاديمير بوتين نفسه.
كما أن هناك احتمال محاكمة بوتين والحكومة الروسية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة “ارتكاب جرائم ضد الإنسانية».
واعتبر الكاتب أن مثل هذه الخطوات، تحمل بصمات النفاق السياسي الكلاسيكي، واستناداً إلى المعايير نفسها يمكن الجدال في القضايا الآتية:
يجب محاكمة تركيا على “جرائم ضد الإنسانية” ارتكبت عند غزوها واحتلالها لقبرص في 1974 واستخدامها قنابل النابالم المحرمة، ما أسفر عن مقتل 6500 قبرصي يوناني.
ويجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائم حرب في فيتنام واستخدامها مواد كيميائية “أورنج أيجينت”، ولدورها في العراق، وأفغانستان، وليبيا، ودول أخرى.
وفي نهاية المطاف، سيسجل النزاع الأوكراني الروسي ضمن الإرث التاريخي لبوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذ أخفق في حماية الأوكرانيين من خراب الفوضى، لأنه اختار النزاع بدل التفاوض، بينما أخفقت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في منع نشوب النزاع في قلب أوروبا، أوروبا التي تروج أنها مهد “الديموقراطية والسلام وحقوق الإنسان».