مرشحان لخلافة بوريس جونسون

بريطانيا: هذا ما تقترحه ليز تروس وريشي سوناك

بريطانيا: هذا ما تقترحه ليز تروس وريشي سوناك

- يختلفان في طريقة محاربة التضخم ويجتمعان في ما تبقى من برنامجهما في تقاليد حزب المحافظين
- يناصران القطيعة التامة مع الاتحاد الأوروبي، ويرفضان استقلال اسكتلندا
- للتعامل مع الأزمة، لا يخطط أي من المتنافسين لتغيير جذري في المسار


   في المملكة المتحدة، يتعارض المرشحان النهائيان لمنصب رئيس الوزراء، ليز تروس وريشي سوناك، في طريقتهما لمحاربة التضخم التاريخي الذي يخنق الأسر، في حين يتنزّل ما تبقى من برنامجهما في صميم تقاليد حزب المحافظين.
  أسبوعان إضافيان للإقناع: في المملكة المتحدة، ما يقرب من 200 ألف عضو في حزب المحافظين لديهم حتى 2 سبتمبر للتصويت، عبر الإنترنت أو بالبريد، وانتخاب خليفة لرئيس الوزراء المستقيل، بوريس جونسون.

   متقدمة إلى حد كبير في استطلاعات الرأي، تنطلق وزيرة الخارجية ليز تروس بفارق واضح على المرشح الاخر للدور النهائي، ريشي سوناك. والفائز، الذي سيستحوذ على 10 داونينغ ستريت في 6 سبتمبر، سيرث دولة في حالة اضطراب،
بين تضخم يتجاوز 10 بالمائة، ومخاوف من ركود، وإضرابات ضخمة، وجفاف تاريخي، بينما بوريس جونسون في سجلّ الغائبين.

وللتعاطي مع هذه الأزمة، لا يخطط أي من المتنافسين لتغيير جذري في المسار. تتماشى برامجهما مع تقاليد المحافظين، وفي استمرارية مع الإجراءات التي اتخذها بوريس جونسون. من ناحية أخرى، هناك خلاف بين ليز تروس وريشي سوناك حول أفضل طريقة لمساعدة البريطانيين على تغطية نفقاتهم. ونعرض في ما يلي ما يمكن أن تبدو عليه سياسات بريطانيا في الأشهر المقبلة.

تخفيضات ضريبية أو مكافحة التضخم
   حول المقدرة الشرائية تظهر فجوة واضحة بين المتسابقين. إذا أصبحت رئيسة للوزراء، وعدت ليز تروس بتخفيضات ضريبية ضخمة “من اليوم الأول”، وتعتزم اعتماد ميزانية طارئة لهذا الغرض. على سبيل المثال، تريد إلغاء الزيادة المخطط لها في ضريبة الشركات، والتي ستنتقل من 19 إلى 25 بالمائة عام 2023.
   كما أنها تريد إلغاء الزيادة الأخيرة في مساهمات الضمان الاجتماعي، المقدمة لتمويل نظام الصحة العامة، وتقترح تعليق “الرسوم الخضراء”، وهي ضريبة على فواتير الطاقة تجعل من الممكن تمويل المشاريع المستدامة مثل الطاقات المتجددة. وأشارت ليز تروس إلى أنها تفضل الإعفاء الضريبي بدلاً من “الصدقات” للأسر، لكنها غيرت خطابها، وأشارت الأحد، في صحيفة الصن، إلى أنها قد تقرر المساعدة المباشرة للبيوت.
   وعلى العكس من ذلك، وعد ريشي سوناك بخفض الضرائب “بمجرد السيطرة على التضخم”. فبالنسبة له، الأولوية هي مساعدة الأسر على التغلب على أزمة تكلفة المعيشة، ولكن مع الحفاظ على جدية الميزانية. وهو يعتبر أن الزيادات الضريبية الأخيرة، التي تم تحديدها عندما كان وزيراً للخزانة (ما يعادل وزارة الاقتصاد)، يجب الحفاظ عليها من أجل موازنة الحسابات بعد النفقات المرتبطة بالوباء. في النهاية، وعد مع ذلك بتخفيض المعدل الأساسي لضريبة الدخل. وينتقد ريشي سوناك الاستراتيجية الاقتصادية لمنافسته، ويصفها بأنها “غير مسؤولة”، مستنكرا “الحكايات الخرافية” التي تخاطر بتأجيج التضخم وتعميق الديون وتفضيل الأغنياء على حساب الأكثر تواضعًا.

سياسة ليبرالية ومؤيدة للبزنس
   وبصرف النظر عن هذا الخلاف حول المقدرة الشرائية، يتبنى كل من ليز تروس وريشي ســـــــوناك خطـــــــاً ليبرالياً.
 إنهما يؤيدان دولة ذات تدخل ضئيل، تاركين السوق والمنافسة الحرة لآلياتهما الخاصة، ويعززان إنشاء مناطق حرة لتحفيز الابتكار وخلق المؤسسات. “يمكننا تحرير الفرص هنا في المملكة المتحدة”، قالت، على سبيل المثال، ليز تروس لصحيفة الصن الأحد، معتبرة إن الركود ليس “حتميًا».

موقف متشدد بشأن الهجرة
   في القضايا الاجتماعية، لا يختلف المتنافسان كثيرا، هناك بعض الفوارق. فيما يتعلق بالأزمة في النظام الصحي، هيئة الخدمات الصحية الوطنية، يقترح ريشي سوناك،
فرض غرامة قدرها 10 جنيهات على الذين لا يحترمون موعد طبيبهم،
ويعد بتقليص قوائم الانتظار. وتقترح منافسته تشجيع الأطباء الذين خرجوا من التقاعد أثناء الوباء على “العودة إلى المهنة».
   فيما يتعلق بالهجرة، كلاهما متشدد ويؤيد خطة ترحيل طالبي اللجوء الذين وصلوا بشكل غير قانوني للأراضي البريطانية إلى رواندا.
وتعتبر ليز تروس “أخلاقيا تمامًا”، هذا المشروع الذي أوقفته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
 أما بالنسبة للقضايا السيادية، فكلاهما يؤيد زيادة ميزانية الدفاع:
إلى 2.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 2 بالمائة اليوم بالنسبة لريشي سوناك، الذي يمثل المستوى الحالي بالنسبة له “أرضية وليس سقفًا”؛ و3 بالمائة بحلول عام 2030 بالنسبة لليز تروس.

المناخ: هدف طموح ووسائل غير واضحة
   نفس الإجماع على أهداف المناخ: لا تروس ولا سوناك يشككان في هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
 في المقابل، فإنهما لا يتحدثان بصوت عالٍ بشأن وسائل تحقيق ذلك. يقترح ريشي سوناك على وجه الخصوص إزالة الحظر المفروض على بناء مزارع رياح برية جديدة، وتطوير مزرعة الرياح البحرية، ومساعدة الأسر على عزل منازلهم، ويريد جعل المملكة مكتفية ذاتيًا من الطاقة بحلول عام 2045، أو حتى قبل ذلك.
   ولئن روجت للطاقة النووية، تعتزم ليز تروس في نفس الوقت، العودة إلى الحظر المفروض على التكسير الهيدروليكي (وهي عملية ملوثة للغاية تجعل من الممكن استخراج الغاز الصخري) وتعليق “الرسوم الخضراء».

قطيعة تامة ورفض الاستقلال
   ليز تروس هي مهندسة مشروع قانون مثير للجدل إلى حد كبير، إذا تم إقراره، فسيكون بمثابة تغيير أحادي الجانب لاتفاق البريكست. يطرح هذا النص التخلي عن أقسام كاملة من بروتوكول إيرلندا الشمالية، الذي تم تصميمه لحل مشاكل حركة الأشخاص والبضائع بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي. ويؤيد ريشي سوناك هذا المشروع. وعلى نطاق أوسع، يريد كلاهما التخلي عن بعض التشريعات الأوروبية التي لا تزال سارية مؤقتًا في بريطانيا.
   كما تلتقي ليز تروس وريشي سوناك في معارضتهما لفكرة إجراء استفتاء جديد على استقلال اسكتلندا. يشار الى ان رئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجيون، تعتزم تنظيم استشارة في 19 أكتوبر 2023، مع أو بدون اتفاق لندن، بحجة أن البريكسيت قد غيّر قواعد اللعبة منذ استفتاء 2014.