بعد تأجيل دام لأربعة أعوام، أقيم الاسبوع الماضي العرض الخاص لفيلم "في عز الضهر" بطولة الفنان الكندي ذي الأصول المصرية مينا مسعود في أولى تجاربه السينمائية في مصر، بحضور عدد كبير من النجوم، سواء المشاركين في العمل أو ممن حرصوا على المجيء لتهنئة أبطال العمل، وكان في مقدمتهم إياد نصار، ود.مدحت العدل، وجيلان علاء، ومجدي كامل، فيما حضر من أبطال الفيلم شيرين رضا، ومحمود حجازي، ومحمد علي رزق والمخرج مرقس عادل والمؤلف كريم سرور.

قال الفنان مينا مسعود لموقع "القاهرة الإخبارية": "كان من المفترض بدء تصوير الفيلم عام 2020 لكن بسبب الظروف الصحية التي مر بها مخرج العمل مرقس عادل ودخوله المستشفى بسبب وباء كورونا، اضطررنا إلى خيار التأجيل حتى بدأنا التصوير عام 2021، كما مرّ العمل ببعض المشكلات الإنتاجية، إضافة إلى سفري لنيوزيلندا لانشغالي بتصوير فيلم يعرض على نتفليكس، وانشغال فريق العمل، وبالتالي التوقف لفترة طويلة وبعد ذلك أنقذ المنتج وليد صبري العمل واستكمله حتى الانتهاء منه وعرضه بعد أربعة أعوام".

قصة حياتي
مرّ الفنان الكندي المصري بكثير من التحديات خلال هذه التجربة، وقال عنها: "كنت أتمنى أن يكون أول فيلم لي في مصر أكشن، وهو ما وجدته في هذا السيناريو، الذي تدور أحداثه في إطار أكشن دراما، وقد أبدع المؤلف كريم سرور في كتابة الخطوط الدرامية بطريقة مختلفة وكان مليئًا بالرسائل، حيث أجسد شخصية "حمزة الكاشف" الذي ترك بلده مصر وهو في التاسعة من عمره، ويعود في الثلاثينات، وهو ما يشبه إلى حد ما حياتي الحقيقية".
تطلب العمل الذي تم تصويره طوال هذه الفترة لتحضيرات من نوع خاص، وحول ذلك قال "مينا": "حضّرت للفيلم قبل بدء التصوير نهاية عام 2020 ثم حضّرت للشخصية في الأسابيع الأولى لي في مصر، وصورنا ثلاثة أيام ثم توقفنا وتم التصوير على المراحل، وخلال تصويري كل مرة كنت استرجع الشخصية وأذاكرها قبل التصوير".
أما بالنسبة لمشاهد الأكشن، قال مينا مسعود: "قدمت العديد من المشاهد الأكشن المهمة التي لم يتم تقديمها من قبل في مصر، وبالنسبة لي مثلي الأعلى في الأكشن هو الفنان أحمد السقا، وعندما جئت إلى مصر طلبت الاستعانة بمصمم المعارك أندرو الذي يستعين به السقا في معظم أعماله، وطلبت منه أن يتم تنفيذ المعارك بشكل جديد ومتطور، وبالفعل قدمنا مشاهد مهمة بتقنيات جديدة للغاية، وركّزت فيها حتى أجسدها بشكل حديث".
وتابع: "من أصعب المشهد آخر مشهد الذي تم تصويره في "الهنجر" وكان صعبًا للغاية، حيث بدأ بدراما وانتهى بأكشن في تراجيدي، وكان مختلفًا واستغرق تصويره أسبوعًا، إذ يعتبر مشهدًا كبيرًا ومن أهم المشاهد، فالفيلم كله استغرق 30 يومًا في مصر و5 أيام في تركيا".

المنافسة
يُطرح الفيلم وسط موسم سينمائي قوي، إذ يتم حاليًا عرض فيلمي "المشروع إكس" بطولة كريم عبد العزيز، و"ريستارت" بطولة تامر حسني، ومن المقرر طرح "أحمد وأحمد" 2 يوليو المقبل، ما يجعل المنافسة صعبة، حيث يقول مينا مسعود عنها: "لا أهتم بالمنافسة، فأنا أحب أحمد السقا وهو أستاذي وطرح فيلمه معي يسعدني، وكذلك فيلم كريم عبد العزيز فهو أستاذ، وأهم شيء هو الفن وأن يلقى العمل إعجاب الجمهور ويشاهد طريقة تمثيل مختلفة ومشاهد أكشن لم يتم تقديمها من قبل".

دور صعب
من ناحية أخرى أعرب مينا عن سعادته بردود الفعل التي تلقاها على فيلمه الذي يعرض حاليًا Wish You Were Here إخراج جوليا ستايلز في أولى تجاربها الإخراجية الروائية الطويلة، قائلًا: "فيلم مهم ودور صعب لشخص يعاني من مرض "السرطان" وقدمته بنيو لوك حيث قمت بحلاقة شعري وفقدت الكثير من وزني، ولذلك اعتبرها تجربة صعبة".

تكريم وزارة الثقافة المصرية
أقامت وزارة الثقافة المصرية احتفالاً لتكريم النجم العالمي مينا مسعود، في إطار مبادرتها لتكريم الرموز المصرية في الخارج الذين يمثلون "القوى الناعمة" للبلاد على الساحة الدولية، وتم اختيار مسعود ممثلاً للفنون والثقافة المصرية في الخارج، تقديرًا لما حققه من نجاحات عالمية، بينما حافظ على انتمائه وهويته الوطنية، وذلك بحسب إعلان وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد هنو.وخلال مراسم التكريم، عبر مسعود عن سعادته الغامرة بهذا التقدير الذي وصفه بـ "الخاص والمُلهم"، مؤكّدًا أنه يشعر بالفخر الكبير في كل مرة يعود فيها إلى مصر، وأن التكريم من بلده الأم له طابع مميز لا يُنسى. وأضاف أنه دائمًا يسعى للترويج للفن المصري في الخارج، مشددًا على ضرورة دعم الفنانين الشباب وتمكينهم من إيصال صوتهم للعالم.وتحدث مسعود عن دور الفن المصري الذي كان رائدًا في الماضي، خاصة في السبعينيات، حيث كان يعد ثاني أكبر صناعة سينمائية بعد هوليوود. وأعرب عن أمله في استعادة هذا الزخم عبر أعمال فنية قوية يتم تنفيذها بشكل مشترك بين الداخل والخارج. وأعلن عن مشاركته في فيلم مصري جديد بعنوان "في عز الظهر" الذي يجمعه مع عدد من النجوم المصريين، مؤكدًا أن هذا الفيلم يمثل بداية حقيقية لتحقيق حلمه في نقل الصورة المعاصرة للفن المصري إلى المحافل الدولية.و شدد مسعود على أهمية دعم الفنانين المحليين، مشيرًا إلى أنهم يمثلون المستقبل، وأكد على ضرورة توفير الأدوات والفرص لهم كي يواصلوا تقديم أعمالهم ويستمروا في النجاح.