بعد حُكم الدولة الخاصة بلبنان...حزب الله في قفص الإدانة

بعد حُكم الدولة الخاصة بلبنان...حزب الله في قفص الإدانة


بعد 17 عاماً و 4 أشهر من اغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه، قضت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس بسجن عضوين من حزب الله اللبناني، مدى الحياة لاغتيالهما المسؤول اللبناني الراحل الذي شكل حجر عثرة في وجه الحزب ومشاريعه للسيطرة على لبنان، قبل تفجير موكبه في بيروت.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الجمعة، أكد مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان نورمان فاريل أن “جهود حزب الله فشلت لخداع الجمهور، وحماية أنفسهم من العدالة” في شهادة دولية جديدة قاسية على جرائم الحزب الذي أمر وخطط للجريمة وترك مهمة تنفيذها لعناصره، الذين أدانتهم المحكمة وأدانها قبل ذلك بكثير لبنان والعالم، في انتظار حُكم التاريخ الحاسم.

في انتظار حُكم التاريخ
وبعد إعلان المحكمة قرارها، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط، عن رئيستها إيفانا هردليكوفا، أنّ “غرفة الاستئناف قررت بالإجماع الحُكم على حبيب مرعي وحسين عنيسي بالسجن المؤبد”، وقالت إن الرجلين كانا “يدركان تماماً أن الاعتداء المخطط له في وسط بيروت سيقتل رفيق الحريري وآخرين».
وتعليقاً على القرار قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري: “التاريخ لن يرحم”، في وقت لا يزال فيه حزب الله يرفض تسليم المتهمين أو حتى الاعتراف بالمحكمة، كما سبق أن أعلن أكثر من مرة أمينه العام حسن نصر الله.
العدالة لشعب لبنان
من جهته قال موقع “الحرة”، إن “من غير المرجح أن يسجن الرجلين لأن حزب الله رفض مراراً تسليم المتهمين أو حتى الاعتراف بالمحكمة التي حاكمت المتهمين غيابياً».
ونقل الموقع أن ذلك لم يمنع وزارة الخارجية الأمريكية من الترحيب على لسان المتحدث باسمها نيد برايس، بالحكم الصادر بالإجماع عن المحكمة الخاصة بلبنان.
وقال برايس: “يمثل هذا الحكم علامة بارزة طال انتظارها في السعي لتحقيق العدالة لشعب لبنان».
وجاء الحكم على عميلي حزب الله لدورهما في الهجوم الإرهابي الذي قتل 22 شخصاً من بينهم رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، وجرح 226 شخصاً.

بعد الحكم... العقوبة
وفي سياق متصل، نقل موقع “صوت بيروت إنترناشونال” عن المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان، الكندي نورمان فاريل “شهدنا اليوم استكمال هذه الإجراءات ضد المتهمين سليم جميل عياش، حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي الثلاثة بسبب أعمالهم الشنيعة في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والتي تسببت بألم ومعاناة لا تصدق للعديد من الضحايا وعائلاتهم». وأضاف “فشلت جهودهم لخداع الجمهور وحماية أنفسهم من العدالة والبقاء غير خاضعين للمساءلة. لقد حكم عليهم اليوم بسبب جرائمهم».
وتابع المدعي العام للمحكمة “يجب أن نتذكر أن هذه ليست الخطوة الأخيرة نحو المساءلة. العدالة تطالب بالقبض عليهم. وأدعو الذين يحمون المتهمين الثلاثة من العدالة إلى تسليمهم إلى المحكمة الخاصة بلبنان، كما أدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ أي خطوات متاحة للمساعدة في اعتقالهم».

اغتيال حجر عثرة
وفي صحيفة “الشرق”، قال عوني الكعكي، إن رفيق الحريري قتل لأنه كان قادراً على منع تحقيق “المشروع الذي خرب العراق، وخرب سوريا، وها هو يخرب لبنان».
وأضاف “أن الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري كان حجر عثرة يحول دون تحقيق المشروع الايراني، وأعاد إعمار لبنان، وأصبح أهل السنة أقوى مما هو مسموح لهم. لذا اتخذ القرار بالقضاء على الشهيد الكبير. والمشكة الحقيقية أنه لو كان الرئيس الراحل حافظ الأسد موجوداً لما سمح بتنفيذ هكذا مشروع».
وأوضح الكاتب، أنه “منذ اللحظة الأولى لاغتيال الشهيد الكبير، ورغم الاغتيالات السياسية اللاحقة، التي يعرف القاصي والداني من خطط لها ونفّذ، ومن هو المستفيد منها لكن كل الدلائل شبه المؤكدة كانت تفتقر لإثباتات دامغة تؤكد ما قام به القتلة بالجرم المشهود” مضيفاً “وها هي أحكام الأمس من المحكمة الخاصة بلبنان تثبت ان الحق لن يضيع فكيف إذا كان وراءه ألف مُطالب ومُطالب».