بعد عقدين على شهادته عن الدمار الشامل.. العراقيون لم يغفروا لباول
لا يزال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، الذي توفي الاثنين بمضاعفات وباء كورونا، يستحضر لدى العراقيين صورة واحدة: إنه الرجل الذي ذهب إلى مجلس الأمن عام 2003 للدفاع عن قرار الحرب ضد بلادهم في ظل رئاسة جورج دبليو بوش.
وكتبت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية تقريراً من بغداد، قالت فيه إن الإعلان عن وفاته فجر مشاعر غضب في العراق حيال الجنرال والديبلوماسي السابق، الذي يعتبره العراقيون مع آخرين في إدارة بوش الابن، مسؤولاً عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وتسبب بكوارث من الموت والفوضى والعنف على مدى سنوات في العراق.
أمام مجلس الأمن
وكانت شهادته أمام مجلس الأمن جزءاً أساسياً من الأحداث التي يقولون إنها كبدت العراقيين وآخرين في الشرق الأوسط ثمناً باهظاً.
وقالت مريم (51 عاماً) الكاتبة العراقية والأم لولدين في شمال العراق ورفضت الإفصاح عن اسم عائلتها لأن ولديها يدرسان في الولايات المتحدة: "لقد كذب، وكذب وكذب". وأضافت :"لقد كذب، ونحن من يعاني من حروب لا نهاية لها".
وبصفته رئيساً لهيئة الأركان المشتركة، أشرف باول على حرب الخليج التي أدت إلى طرد الجيش العراقي عام 1991 بعد غزو صدام حسين للكويت.
لكن العراقيين يتذكرون باول أكثر لدوره في التبرير الذي قدمه أمام الأمم المتحدة من أجل شن الغزو بعد ذلك بعقد، معتبراً أن صدام يشكل تهديداَ عالمياً رئيسياً يملك أسلحة للدمار الشامل، حتى أنه عرض قارورة قال إنها تحتوي على أسلحة بيولوجية. ووصف مزاعم العراق عن عدم امتلاكه مثل هذه الأسلحة بأنها "شبكة من الأكاذيب".
محكمة الله
وقال الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى بوش بحذاء خلال مؤتمر صحافي في بغداد عام 2008: "أنا حزين لموت كولن باول من دون أن تجري محاكمته لجرائمه في العراق...لكنني واثق من أن محكمة الله في انتظاره".
وفي عام 2011، قال باول في مؤتمر صحافي إنه يأسف لإعلانه معلومات استخباراتية مضللة أدت إلى الغزو الأمريكي، واصفاً إياها بأنها "وصمة على سجله". وأضاف أن الكثير من المصادر التي أخذت بها الاستخبارات كانت خطأ.
صدام
لكن في مقابلة عام 2002 مع "أسوشيتد برس"، حافظ باول على بعض التوازن عندما قال إن الولايات المتحدة "حققت الكثير من النجاحات" لأن "الديكتاتور العراقي الرهيب قد رحل".
وألقت القوات الأمريكية القبض على صدام في مخبئه بشمال العراق في ديسمبر (كانون الأول) 2003، وأعدم لاحقاً على يد الحكومة العراقية.
لكن التمرد الذي برز نتيجة الإحتلال الأمريكي تحول إلى عنف طائفي أسفر عن مقتل أعداد غير محدودة من المدنيين العراقيين، وطالت الحرب أكثر مما توقعت إدارة بوش وساهمت لاحقاً في صعود تنظيم "داعش". وسحب الرئيس الأمريكي سابقاً باراك أوباما القوات الأمريكية من العراق عام 2011 ، لكنه أرسل مستشارين مجدداً بعد ثلاثة أعوام عقب اجتياح "داعش" انطلاقاً من سوريا وسيطرتها على أجزاء واسعة من العراق.
وقال مؤيد الجسمي (37 عاماً) الذي يعمل مع المنظمات غير الحكومية، إن شهادة باول "نتج عنها مقتل عشرات الآلاف...إن يديه ملطختان بالدماء".
واعتبر عقيل الربيعي (42 عاماً) الذي يملك متجراً للثياب وأدوات التجميل في بغداد، إنه لا يكترث للأسف الذي أبداه باول لإعلانه معلومات مغلوطة حول أسلحة الدمار الشامل.
ويلقي الربيعي، الذي فقد أخاه في الحرب، باللوم على الولايات المتحدة لموت أبيه لأنه عانى كثيراً خلال النزاع الطائفي الدموي، ومات بأزمة قلبية لاحقاً. وأضاف: "ماذا سينفعنا الندم؟ لقد دمر بلداً بشكل كامل، ولا نزال ندفع الثمن... لكنني أقول ليرحمه الله".
وكتبت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية تقريراً من بغداد، قالت فيه إن الإعلان عن وفاته فجر مشاعر غضب في العراق حيال الجنرال والديبلوماسي السابق، الذي يعتبره العراقيون مع آخرين في إدارة بوش الابن، مسؤولاً عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وتسبب بكوارث من الموت والفوضى والعنف على مدى سنوات في العراق.
أمام مجلس الأمن
وكانت شهادته أمام مجلس الأمن جزءاً أساسياً من الأحداث التي يقولون إنها كبدت العراقيين وآخرين في الشرق الأوسط ثمناً باهظاً.
وقالت مريم (51 عاماً) الكاتبة العراقية والأم لولدين في شمال العراق ورفضت الإفصاح عن اسم عائلتها لأن ولديها يدرسان في الولايات المتحدة: "لقد كذب، وكذب وكذب". وأضافت :"لقد كذب، ونحن من يعاني من حروب لا نهاية لها".
وبصفته رئيساً لهيئة الأركان المشتركة، أشرف باول على حرب الخليج التي أدت إلى طرد الجيش العراقي عام 1991 بعد غزو صدام حسين للكويت.
لكن العراقيين يتذكرون باول أكثر لدوره في التبرير الذي قدمه أمام الأمم المتحدة من أجل شن الغزو بعد ذلك بعقد، معتبراً أن صدام يشكل تهديداَ عالمياً رئيسياً يملك أسلحة للدمار الشامل، حتى أنه عرض قارورة قال إنها تحتوي على أسلحة بيولوجية. ووصف مزاعم العراق عن عدم امتلاكه مثل هذه الأسلحة بأنها "شبكة من الأكاذيب".
محكمة الله
وقال الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى بوش بحذاء خلال مؤتمر صحافي في بغداد عام 2008: "أنا حزين لموت كولن باول من دون أن تجري محاكمته لجرائمه في العراق...لكنني واثق من أن محكمة الله في انتظاره".
وفي عام 2011، قال باول في مؤتمر صحافي إنه يأسف لإعلانه معلومات استخباراتية مضللة أدت إلى الغزو الأمريكي، واصفاً إياها بأنها "وصمة على سجله". وأضاف أن الكثير من المصادر التي أخذت بها الاستخبارات كانت خطأ.
صدام
لكن في مقابلة عام 2002 مع "أسوشيتد برس"، حافظ باول على بعض التوازن عندما قال إن الولايات المتحدة "حققت الكثير من النجاحات" لأن "الديكتاتور العراقي الرهيب قد رحل".
وألقت القوات الأمريكية القبض على صدام في مخبئه بشمال العراق في ديسمبر (كانون الأول) 2003، وأعدم لاحقاً على يد الحكومة العراقية.
لكن التمرد الذي برز نتيجة الإحتلال الأمريكي تحول إلى عنف طائفي أسفر عن مقتل أعداد غير محدودة من المدنيين العراقيين، وطالت الحرب أكثر مما توقعت إدارة بوش وساهمت لاحقاً في صعود تنظيم "داعش". وسحب الرئيس الأمريكي سابقاً باراك أوباما القوات الأمريكية من العراق عام 2011 ، لكنه أرسل مستشارين مجدداً بعد ثلاثة أعوام عقب اجتياح "داعش" انطلاقاً من سوريا وسيطرتها على أجزاء واسعة من العراق.
وقال مؤيد الجسمي (37 عاماً) الذي يعمل مع المنظمات غير الحكومية، إن شهادة باول "نتج عنها مقتل عشرات الآلاف...إن يديه ملطختان بالدماء".
واعتبر عقيل الربيعي (42 عاماً) الذي يملك متجراً للثياب وأدوات التجميل في بغداد، إنه لا يكترث للأسف الذي أبداه باول لإعلانه معلومات مغلوطة حول أسلحة الدمار الشامل.
ويلقي الربيعي، الذي فقد أخاه في الحرب، باللوم على الولايات المتحدة لموت أبيه لأنه عانى كثيراً خلال النزاع الطائفي الدموي، ومات بأزمة قلبية لاحقاً. وأضاف: "ماذا سينفعنا الندم؟ لقد دمر بلداً بشكل كامل، ولا نزال ندفع الثمن... لكنني أقول ليرحمه الله".