رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
بعد كارثة أفغانستان: مطالبات باستقالة فريق بايدن...أو طرده
تساءل الكاتب في جمعية المواطنين الأمريكيين الناضجين “أماك” جيمس جونسون عن مستقبل فريق بايدن في الإدارة بعد الانسحاب من أفغانستان.
أكد الرئيس الأمريكي في خطابه الأسبوع الماضي أن خطته للإجلاء الكارثية حظيت بتأييد وزيري الخارجية والدفاع، ومستشار الأمن القومي، وكبار القادة العسكريين. إذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لم يستقيلوا؟ وإذا لم ينووا الاستقالة، لماذا لم يطردوا؟
بات العالم برمته يدرك أن الحرب الأمريكية ضد طالبان انتهت باستسلام معيب ومذل. هذه النتيجة الصادمة في التاريخ الأمريكي العسكري لم تنمّ عن خطأ الجنود، أو البحارة، أو المشاة، أو الطيارين الأمريكيين، بل اللوم كله على كبار القادة السياسيين والمدنيين والعسكريين الذين أخفقوا في مسؤولياتهم الأساسية، تخطيط وتنفيذ واستكمال المهمة العسكرية.
في الثقافات التي تقيم وزناً أكبر من الثقافة الأمريكية لمفاهيم مثل الواجب والشرف، يمكن توقع استقالة المسؤولين عن مثل هذا الأداء الرهيب.
حين أساء رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين تقدير سياسة هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية، لم يبقَ في منصبه معانداً البرلمان والشعب البريطاني، بعدما فقد ثقتهما. كانت لديه عزة النفس ليستقيل.
وفي مثل أكثر تطرفاً، أقدم وزير الحرب الياباني على الانتحار بعد توقيع وثيقة الاستسلام للقوات الأمريكية. حتى هذا اليوم، يتنحى المسؤولون في اليابان للتكفير عن الأخطاء في وزاراتهم حتى لو لم تكن نتيجة أدائهم الشخصي.
يشير جونسون إلى أن الولايات المتحدة لا تملك هذا التقليد، وبالتأكيد ثمة ما يجب أن يقال عن الثقافة الأمريكية التي تتسامح مع الأخطاء.
لا يدعو الكاتب إلى مجتمع يعاقب الأخطاء بشدة إلى درجة ألا يجرؤ أحد على المخاطرة على الإطلاق. لكن ذلك بعيد كل البعد عن الوضع الأمريكي في أفغانستان، وضع كان يبدو فيه القادة الأمريكيين متأكدين من أنهم لن يخضعوا للمساءلة، حتى أنهم كانوا كانوا يقضون إجازاتهم في الهمبتونز، وكامب دايفد لحظة استيلاء طالبان على البلاد، رغم أن الأمريكيين يدركون أن قادتهم كانوا مطلعين على احتمال الانهيار.
فشلت القيادات الأمريكية والعسكرية بشكل مذهل وتاريخي، وذلك رغم التحذيرات المتكررة من تداعيات تهورها. لم يكتف القادة الأمريكيون برفض تحمل المسؤولية عن الكارثة التي تسببوا فيها وحسب، بل إن الرئيس قال للشعب غاضباً، إن كل ما حصل كان نجاحاً باهراً.
يبدو الرئيس الأمريكي متفاجئاً وغاضباً لأنه يتعرض للانتقاد. يدعو أمريكيون كثر إلى استقالة بايدن، بينهم أعضاء في الكونغرس، وهي دعوات مفهومة، في ظل تجاوز الافتراض الأمريكي الطبيعي لضرورة ترك الرئيس يكمل ولايته، ولكن ليس توني بلينكن، ولويد أوستين، ومارك ميلي، وجايك سوليفان، ورون كلاين، الذين لم ينتخبهم أحد. إن رفض بايدن تحمل أي مسؤولية يجعل استقالة فريقه أكثر إلحاحاً.
تابع جونسون أن ما حدث لا يتعلق بالسياسة بل بالأمن القومي. وأن ويف هذا التطور بأقل من ذلك يعني توجيه رسالة إلى الأصدقاء والأعداء، بأن الأمريكيين يعتقدون في صحة ما يقوله بايدن، عن النجاح في الإجلاء.
والأهم أن مجموعة المسؤولين هذه انكشف تماماً أمام كل العالم، وظهرت قلة كفاءتها. إن ترك هؤلاء القادة في سدة المسؤولية حالياً، أمر خطير، ومقلق للحلفاء، والأسوأ، أنه دعوة مفتوحة لأعداء واشنطن. هكذا ينتهي المرء مع كوارث مثل اجتياح الاتحاد السوفياتي لأفغانستان واحتمال ضم الصين لتايوان.
سيكون بقاء هؤلاء في وظائفهم ضربة لمعنويات القوات الأمريكية. يشعر العديد من قدماء المحاربين والحاليين أيضاً بالغضب والدمار النفسي بسبب قيادتهم، ويطالبون بالمحاسبة. الأسبوع الماضي، وفي تصرف غير مسبوق، نشر كولونيل في المشاة فيديو مطالباً القيادة العسكرية بإجابة على الكارثة، فأُعفي من منصبه في اليوم الموالي.
حتى قبل الكابوس الأفغاني، كانت معنويات الجيش تنهار بما أن إدارة بايدن انتقلت لتسييس القوات المسلحة، على صورتها “الصحوية”، فأعلنت أن أولويات الجيش هي التغير المناخي وجائحة كورونا، وتطهير الجيش من مؤيدي ترامب، والترويج لبعض المبادئ الماركسية.
يخلص الكاتب إلى أن نتائج أزمة القيادة في أفغانستان كارثية. وببساطة، على هؤلاء الرحيل. فالحرب انتهت ولا سبب لتأجيل الأمر. “على كامل فريق بايدن للأمن القومي الاستقالة، أو طرده فوراً».