بنك الإئتمان الكويتي يحتاج 16 مليار دينار لتمويل قروض الإسكان حتى 2035
قال المدير العام لبنك الإئتمان الكويتي إن البنك المسؤول عن إقراض المواطنين لبناء وترميم مساكنهم يحتاج 16 مليار دينار (52.8 مليار دولار) لتمويل القروض الإسكانية حتى 2035، داعيا إلى إعادة النظر في الفلسفة الإسكانية في الكويت “لتوفير حلول مستدامة”.
وقال صلاح المضف في مقابلة مع رويترز “الوضع القائم اليوم ليس مستقرا. ليس هناك استقرار ولا هناك إمكانية أن يستمر (البنك) في تقديم قروض بهذا الشكل على المدى البعيد.. الفلسفة الإسكانية يجب إعادة النظر فيها لوضع الحلول المستدامة”.
وبنك الائتمان هو بنك حكومي أنشئ في ستينات القرن الماضي تحت اسم بنك التسليف، ويقوم حاليا بتقديم قروض بلا فوائد لمستحقي الرعاية السكنية من المواطنين لبناء المساكن أو شرائها أو ترميمها، ويبلغ رأسماله ثلاث مليارات دينار.
وتبلغ قيمة القرض الذي يقدمه البنك للمواطن لبناء سكنه أو شرائه سبعين ألف دينار. وهو يعاني منذ سنوات من شح السيولة بسبب زيادة الطلبات الإسكانية، الأمر الذي أثر على شرائح كبيرة من المواطنين الكويتيين الذين يعتبرون المشكلة الإسكانية واحدة من أهم أولوياتهم.
وزاد عدد الكويتيين خلال السنوات العشر الأخيرة بنحو 350 ألفا ليصل إلى نحو 1.47 مليون نسمة يشكلون 32 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة، ويشكل الوافدون والأجانب النسبة الباقية.
وتكفل الدولة حق الرعاية السكنية للأسرة الكويتية، وتوفر لها في سبيل ذلك قطعة من الأرض مكتملة المرافق كما تمنح رب الأسرة قرضا حكوميا من بنك الإئتمان قيمته 70 ألف دينار بلا فوائد يتم سداده على فترة حتى 60 عاما. ويسدد القرض على أقساط لا تتجاوز 100 دينار أو عشرة في المئة من المرتب أيهما أعلى. مع زيادة عدد المواطنين وصل عدد الطلبات الإسكانية إلى نحو 100 ألف، ما يعني أن مئة ألف أسرة كويتية مازالت تنتظر الحصول على السكن المناسب وامتدت قوائم الانتظار إلى أكثر من 17 عاما، في ظل عجز الدولة عن الوفاء بكل هذه الطلبات بسبب شح السيولة المالية.
وقال المضف إن الدول المجاورة تكتفي الحكومات فيها بكفالة ذوي الدخل المحدود وتوفر لهم حق الحصول على المسكن “بينما في الكويت، الكل يأخذ، سواء كان من ذوي الدخل المحدود أو المتوسط أو الدخل العالي”.
وأضاف أن إعادة النظر في الفلسفة الإسكانية تحتاج إلى دراسة لتحديد من الذي يستحق توفير المسكن من قبل الدولة، معتبرا أن هذه الخطوة ستوفر الكثير من الأموال على الدولة. وقال إن إعادة النظر في الفلسفة الإسكانية تحتاج إلى تعاون الحكومة مع مجلس الأمة وتحتاج أيضا إلى “تهيئة” المواطن لتقبله، على أن يكون الأمر تدريجيا.