رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
الحرب الأوكرانية:
بوتين أم الغرب، الصين أمام لحظة الاختيار...!
-- الحرب الأوكرانية ترجّ التوازنات الجيوسياسية بسرعة قصوى
-- على الصين إما مواصلة الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، أو استغلال هذه الأزمة لبدء تقارب مع الغرب
يجد نظام بكين، الذي يستنكر الهجوم، نفسه في موقف حساس، ممزقًا بين الولاء لشريكه الروسي ورغبته في عدم تدهور علاقاته مع الغرب. نزل قرار اللجنة المنظمة يوم الخميس 3 مارس، قبل يوم من افتتاح المسابقات:
تم إعلان 83 رياضيًا روسيًا وبيلاروسيًا مشاركا، أشخاصًا غير مرغوب فيهم في دورة الألعاب البارالمبية في بكين. وخاطبهم أندرو بارسونز، رئيس اللجنة البارالمبية الدولية قائلا: “أنتم ضحايا تصرفات حكوماتكم”. عارضت بكين هذه العقوبة، لكن المخاطرة كانت كبيرة في رؤية العديد من الدول تقاطع المنافسات.
يبدو بعيدا الوقت الذي استقبل فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الروسي بابتسامة خلال دورة الألعاب الأولمبية؛ وحيث أعلن الزعيمان عن شراكة “غير محدودة” بين بلديهما. بعد شهر واحد فقط من توقيع بكين وموسكو بيانًا يدعو إلى “حقبة جديدة في العلاقات الدولية” تنهي الهيمنة الغربية على النظام الدولي، تغيّر الكثير، والصين -التي تدعو في السياسة الخارجية إلى احترام السيادة والوحدة الترابية للدول -تنأى بنفسها تدريجياً عن جارتها العدوانية.
إجلاء المواطنين الصينيين
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الأوكراني في محادثة هاتفية يوم الثلاثاء، 1 مارس، “يجب على أوكرانيا وروسيا إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات”، معربًا عن “أسف الصين العميق” أمام الصراع، و”دعمها لحل سياسي”.
وطلب منه محاوره دميترو كوليبا، التوسط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بحسب التلفزيون الصيني الحكومي. بدلة تسعى الصين، التي تدعو إلى احترام حدود أوكرانيا، إلى ارتدائها.
ويوضح لوران بيلي، سفير فرنسا في بكين، في مقابلة مع مجلة كايشين الصينية هذا الأسبوع: “نعتقد أن للصين دورًا مهمًا بشكل خاص في المساهمة في التفاوض على وقف حقيقي لإطلاق النار. لا يمكن للصين أن تظل غير مبالية بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة”. ناهيك عن أنها أقامت علاقات تجارية مهمة مع أوكرانيا، ولديها ما تخسره من الأزمة الاقتصادية الأوروبية.
هل كانت الصين
على علم بالهجوم؟
علق حوالي 6 الاف مواطن صيني في أوكرانيا ويتم إجلاء نصفهم عبر حافلات وقطارات مستأجرة خصيصًا تحت حماية الشرطة الأوكرانية.
عملية تهريب غير مسبوقة منذ تلك التي نفذت في ليبيا عام 2011، والتي يبدو أنها تشير إلى أن النظام الشيوعي قد فوجئ.
«ما يبدو مقلقًا بالنسبة لي، هو أن الصين لم يتم إخطارها بالتأكيد باندلاع هذه الحرب الشاملة في أوكرانيا، يعتقد تشاو تونغ، الباحث في مركز كارنيجي تسينغهوا في بكين. وأمام الصين مخرجان فقط: إما أن تواصل سياسة الاصطفاف مع روسيا و”شراكتها الاستراتيجية”، أو تستغل هذه الأزمة لبدء تقارب مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، لأن ما تريده الصين قبل كل شيء هو الاستقرار”. الاختيار في يد رجل واحد، شي جين بينغ. “السلطة مركزية في الصين أكثر منها في روسيا، وهو وحده من يتخذ القرار”، يضيف هذا الخبير.
«شي جين بينغ هو الشخص الوحيد الذي يمتلك مفاتيح تسوية النزاع، يهمس دبلوماسي غربي. إنه الوحيد الذي يعرف حقًا ما قاله له فلاديمير بوتين في 4 فبراير ببكين”. تقول الصين إنها لم تكن على علم بنوايا موسكو واندلاع الحرب في أوكرانيا، على عكس مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز. “هذه معلومات كاذبة”، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.
بدأت صور القصف والضحايا المدنيين واللاجئين في التأثير على الرأي العام الصيني الذي غالبًا ما يكون بعيدًا عن الشؤون العالمية. ويوضح أحد الصحفيين الصينيين، أن “الصينيين يدركون أن الحرب مروعة، وأنها تقتل الناس. وبينما يقتل الروس إخوانهم الأوكرانيين، فإنهم يتســــاءلون: هل نرغـــــب في إطلاق النار على إخواننا التايوانيين؟”..
يشرح الصحفي الصيني، الذي يشير إلى أن الرقابة بالمرصاد أكثر من أي وقت مضى.
على الشبكات الاجتماعية، تأتي شرطة الإنترنت لتهدئة حماسة كل من المؤيدين لروسيا ودعاة السلام..
وهذا ما جرى مع نص ينتقد بوتين، وقّعه خمسة مؤرخين مشهورين سرعان ما خضع للرقابة، وتلك القصيدة التي كتبها يو شيوهوا بعنوان “أصلّي من أجل أن تتمكن قصيدة من إيقاف دبابة».
«إن الصين تسير على خط رفيع، ولكن سيكون عليها، عاجلاً أم آجلاً، أن تختار معسكرها”، يختتم تشاو تونغ. من المؤكد أن الحرب ترجّ التوازنات الجيوسياسية بأقصى سرعة.
-- على الصين إما مواصلة الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، أو استغلال هذه الأزمة لبدء تقارب مع الغرب
يجد نظام بكين، الذي يستنكر الهجوم، نفسه في موقف حساس، ممزقًا بين الولاء لشريكه الروسي ورغبته في عدم تدهور علاقاته مع الغرب. نزل قرار اللجنة المنظمة يوم الخميس 3 مارس، قبل يوم من افتتاح المسابقات:
تم إعلان 83 رياضيًا روسيًا وبيلاروسيًا مشاركا، أشخاصًا غير مرغوب فيهم في دورة الألعاب البارالمبية في بكين. وخاطبهم أندرو بارسونز، رئيس اللجنة البارالمبية الدولية قائلا: “أنتم ضحايا تصرفات حكوماتكم”. عارضت بكين هذه العقوبة، لكن المخاطرة كانت كبيرة في رؤية العديد من الدول تقاطع المنافسات.
يبدو بعيدا الوقت الذي استقبل فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الروسي بابتسامة خلال دورة الألعاب الأولمبية؛ وحيث أعلن الزعيمان عن شراكة “غير محدودة” بين بلديهما. بعد شهر واحد فقط من توقيع بكين وموسكو بيانًا يدعو إلى “حقبة جديدة في العلاقات الدولية” تنهي الهيمنة الغربية على النظام الدولي، تغيّر الكثير، والصين -التي تدعو في السياسة الخارجية إلى احترام السيادة والوحدة الترابية للدول -تنأى بنفسها تدريجياً عن جارتها العدوانية.
إجلاء المواطنين الصينيين
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الأوكراني في محادثة هاتفية يوم الثلاثاء، 1 مارس، “يجب على أوكرانيا وروسيا إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات”، معربًا عن “أسف الصين العميق” أمام الصراع، و”دعمها لحل سياسي”.
وطلب منه محاوره دميترو كوليبا، التوسط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بحسب التلفزيون الصيني الحكومي. بدلة تسعى الصين، التي تدعو إلى احترام حدود أوكرانيا، إلى ارتدائها.
ويوضح لوران بيلي، سفير فرنسا في بكين، في مقابلة مع مجلة كايشين الصينية هذا الأسبوع: “نعتقد أن للصين دورًا مهمًا بشكل خاص في المساهمة في التفاوض على وقف حقيقي لإطلاق النار. لا يمكن للصين أن تظل غير مبالية بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة”. ناهيك عن أنها أقامت علاقات تجارية مهمة مع أوكرانيا، ولديها ما تخسره من الأزمة الاقتصادية الأوروبية.
هل كانت الصين
على علم بالهجوم؟
علق حوالي 6 الاف مواطن صيني في أوكرانيا ويتم إجلاء نصفهم عبر حافلات وقطارات مستأجرة خصيصًا تحت حماية الشرطة الأوكرانية.
عملية تهريب غير مسبوقة منذ تلك التي نفذت في ليبيا عام 2011، والتي يبدو أنها تشير إلى أن النظام الشيوعي قد فوجئ.
«ما يبدو مقلقًا بالنسبة لي، هو أن الصين لم يتم إخطارها بالتأكيد باندلاع هذه الحرب الشاملة في أوكرانيا، يعتقد تشاو تونغ، الباحث في مركز كارنيجي تسينغهوا في بكين. وأمام الصين مخرجان فقط: إما أن تواصل سياسة الاصطفاف مع روسيا و”شراكتها الاستراتيجية”، أو تستغل هذه الأزمة لبدء تقارب مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، لأن ما تريده الصين قبل كل شيء هو الاستقرار”. الاختيار في يد رجل واحد، شي جين بينغ. “السلطة مركزية في الصين أكثر منها في روسيا، وهو وحده من يتخذ القرار”، يضيف هذا الخبير.
«شي جين بينغ هو الشخص الوحيد الذي يمتلك مفاتيح تسوية النزاع، يهمس دبلوماسي غربي. إنه الوحيد الذي يعرف حقًا ما قاله له فلاديمير بوتين في 4 فبراير ببكين”. تقول الصين إنها لم تكن على علم بنوايا موسكو واندلاع الحرب في أوكرانيا، على عكس مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز. “هذه معلومات كاذبة”، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.
بدأت صور القصف والضحايا المدنيين واللاجئين في التأثير على الرأي العام الصيني الذي غالبًا ما يكون بعيدًا عن الشؤون العالمية. ويوضح أحد الصحفيين الصينيين، أن “الصينيين يدركون أن الحرب مروعة، وأنها تقتل الناس. وبينما يقتل الروس إخوانهم الأوكرانيين، فإنهم يتســــاءلون: هل نرغـــــب في إطلاق النار على إخواننا التايوانيين؟”..
يشرح الصحفي الصيني، الذي يشير إلى أن الرقابة بالمرصاد أكثر من أي وقت مضى.
على الشبكات الاجتماعية، تأتي شرطة الإنترنت لتهدئة حماسة كل من المؤيدين لروسيا ودعاة السلام..
وهذا ما جرى مع نص ينتقد بوتين، وقّعه خمسة مؤرخين مشهورين سرعان ما خضع للرقابة، وتلك القصيدة التي كتبها يو شيوهوا بعنوان “أصلّي من أجل أن تتمكن قصيدة من إيقاف دبابة».
«إن الصين تسير على خط رفيع، ولكن سيكون عليها، عاجلاً أم آجلاً، أن تختار معسكرها”، يختتم تشاو تونغ. من المؤكد أن الحرب ترجّ التوازنات الجيوسياسية بأقصى سرعة.