العالم يتنفس الصعداء بعد إخماد نيران الحريق النووي

بوتين يطمئن جيرانه والناتو يتحدث عن تجنب اتساع الحرب

بوتين يطمئن جيرانه والناتو يتحدث عن تجنب اتساع الحرب


أعلنت السلطات الأوكرانية أنّ فرق الإطفاء أخمدت، صباح الجمعة، حريقاً في مبنى بمحطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط البلاد والأكبر في أوروبا اندلع ليلاً نتيجة قصف روسي استهدفها.
وقال جهاز الطوارئ التابع للحكومة في بيان على صفحته في موقع فيسبوك إنّه في الساعة 06:20 (04:20 ت غ) تمّ إخماد النيران. ليس هناك ضحايا.
وفي وقت سابق، ذكرت هيئة الطوارئ الأوكرانية أن القوات الروسية هاجمت المحطة وأن النيران اندلعت في مبنى تدريب مجاور لها مؤلف من 5 طوابق.

وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم إنه لا يوجد ما يشير إلى ارتفاع مستويات الإشعاع في محطة زابوريجيا، التي توفر أكثر من خمس الكهرباء المولدة في أوكرانيا.
وأظهر بث فيديو من المحطة تحققت منه رويترز قصفا ودخانا متصاعدا بالقرب من مبنى في مجمع المحطة.

وبالتزامن مع التصعيد العسكري في أوكرانيا، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيران بلاده على عدم رفع التوتر، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الجمعة لا نضمر نوايا سيئة لجيراننا. وأنصحهم أيضا بعدم تصعيد الموقف وعدم فرض أي قيود. كما أضاف لا نرى أي ضرورة هنا لتوتر علاقاتنا أو تدهورها، قائلا إن جميع الأفعال الروسية أتت فقط ردا على بعض الأعمال غير الودية والتصرفات المعادية لبلادنا.
وظهر بوتين على شاشة التلفزيون وهو يشارك عبر الإنترنت من مقر إقامته خارج موسكو في حفل لرفع العلم على متن عبارة في شمال البلاد، مشددا على أن موسكو ستفي بجميع التزاماتها الاقتصادية تجاه الدول الشريكة الأجنبية.

أما عن خروج عدد من الشركات الأجنبية من روسيا، فأكد أن رفض الشركاء الأجانب للمشاريع المشتركة يسبب بعض الضرر، لكن يمكن تخطيها.
وبعد انتهاء اجتماع وزارء خارجية الدول المنضوية ضمن حلف شمال الأطلسي في بروكسل، شدد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، على ضرورة انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، محذرا من تبعات الهجمات الروسية على أمن المنطقة.

وأكد ينس في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن الحلف مستعد للدفاع عن أي شبر من أراضي الدول الأعضاء، مشددا في الوقت عينه إلى أنه لم ولن يدخل في صراع أو حرب مع روسيا.

لكنه حذر من أن القتال قد يؤدي لحرب واسعة النطاق في أوروبا ويفاقم المعاناة، لاسيما إذ عمد الأطلسي إلى فرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية.
كما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الحرب فورا بدون شروط، محذرا من أن الأيام المقبلة قد تكون الأسوأ على أوكرانيا. وقال: قلنا إن روسيا ستدفع ثمنا باهظا لهجومها هذا.

إلى ذلك، أكد أن دول الحلف ستواصل دعم كييف، في مواجهة الهجمات الروسية. وقال دربنا عشرات الالاف من الجنود الاوكرانيين منذ 2014، مؤكدا أن بوتن استخف بقوة صمود الجيش الأوكراني.

إلا أنه لفت في الوقت عينه إلى أن الناتو لا يزال ملتزما بالإبقاء على خيار الدبلوماسية متاحا، مطالبا بوتين بالمشاركة في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة. وأضاف تقع على الحلف مسؤولية ضمان عدم تسرب الصراع إلى خارج الأراضي الأوكرانية.
أما في ما يتعلق بفرض حظر طيران فوق الأجواء الأوكرانية، فأكد أن جميع أعضاء الحلف متفقين على رفض هذا الطلب الذي تقدمت به كييف، لان من شأن تلك الخطوة أن تفضي إلى ما يشبه الحرب الشاملة في أوروبا.

يشار إلى أن اجتماع الناتو أمس أتى مع وصول التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب إلى حد غير مسبوق، على خلفية الملف الأوكراني، والعملية العسكرية التي أطلقها الكرملين في 24 فبراير الماضي (2022).

وكانت دول الحلف أعلنت خلال الأيام الماضية عقوبات غير مسبوقة على الروس، طالت عشرات المصارف والمؤسسات التجارية، والأغنياء المقربين من الكرملين، لا بل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، ووزير خارجيته والعديد من المسؤولين الروس.

كما أكدت أنها ستواصل دعم كييف بالسلاح النوعي لمواجهة الهجمات الروسية، ما تعتبر موسكو خطاً أحمر، يزيد من حدة الصراع بين الجانبين.