استفتاءات تتوالى شرق وجنوب أوكرانيا للانضمام إلى موسكو
بوتين: أسلحتنا تظهر فاعلية كبيرة في الحرب
على الرغم من تراجع قواته مؤخراً في بعض المناطق شمال وشرق أوكرانيا، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء على أن الأسلحة الروسية تُظهر فاعلية كبيرة على الأراضي الأوكرانية، مضيفاً أن بلاده بحاجة لتعزيز قدرتها على صناعة الأسلحة.
فيما انتقد ما وصفه بجهود الولايات المتحدة للحفاظ على هيمنتها العالمية، قائلاً إن هذا الأمر محكوم عليه بالفشل.
وفي كلمته خلال تلقيه أوراق اعتماد عدد من السفراء الأجانب في موسكو، أوضح أن التطور الموضوعي نحو عالم متعدد الأقطاب يواجه مقاومة ممن يحاولون الحفاظ على هيمنتهم على الشؤون العالمية، والسيطرة على كل شيء، على أميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا وأفريقيا.
كما أضاف أن القوة المهيمنة نجحت في ذلك لفترة طويلة، لكن من المستحيل استمرار ذلك إلى الأبد، بغض النظر عن التطورات في أوكرانيا.
إلى ذلك وصف بوتين قراره إرسال قوات إلى أوكرانيا بأنه جاء رداً على التعدي الغربي على المصالح الأمنية الروسية الحيوية، وفق قوله.
وبعد إعلان قادة موالين لموسكو في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، أمس، إجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا، جاء دور خيرسون (جنوباً).
فقد أعلن الرئيس الانفصالي لمنطقة خيرسون الساحلية، أمس الثلاثاء، أن مسؤولين محليين في تلك المدينة الأوكرانية قرروا إجراء استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا.بدوره، أكد مسؤول محلي من إقليم زابوريجيا الأوكراني، أن استفتاء قد يجري أيضا خلال الأيام المقبلة، لضم الجزء الذي تسيطر عليه القوات الروسية من الإقليم .
أتى ذلك، بعدما كشف قادة انفصاليون في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين اللتين اعترف بهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دولتين مستقلتين قبل إطلاق العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي، عن خطط متزامنة للتصويت على الانضمام إلى روسيا. وأوضح المسؤولون في دونيتسك أن الاستفتاء سيجري في الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر الحالي.من جهته، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أن موسكو ستدعم قرار مواطني دونباس إذا صوتوا لصالح الانضمام إلى بلاده.
كذلك، أشاد أحد كبار مسؤولي الأمن في إدارة بوتين باقتراحات الانفصاليين لإجراء استفتاءات تمهد لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا. وقال ديمتري ميدفيديف، الذي شغل منصب الرئيس في روسيا من عام 2008 إلى 2012 ويشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بوقت سابق اليوم الثلاثاء، إن مثل هذه الاستفتاءات ستغير مسار التاريخ الروسي وتتيح للكرملين المزيد من الخيارات للدفاع عما قال إنه سيصبح أرضا روسية، بحسب ما نقلت رويترز.
كما أضاف في منشور على تليغرام إن التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح باستخدام جميع قوات الدفاع عن النفس، معتبراً أن هذا هو سبب الخوف من هذه الاستفتاءات في كييف والغرب.
بدوره، شدد وزير الخارجية الروسي سيرفغي لافروف على أن التصويت على الانضمام، أمر يخص سكان الأقاليم المعنية فقط دون سواهم.
يذكر أن بوتين كان وقع في 25 مايو أيار الماضي، مرسوما يسمح بتسهيل إجراءات حصول سكان مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون على الجنسية الروسية.
تأتي حرب الاستفتاءات هذه، بعد أن حققت القوات الأوكرانية تقدماً ملحوظاً خلال الأيام الماضية في شمال شرق البلاد، في إطار هجوم مضاد شنته قبل أسبوعين لاستعادة بلدات ومدن شاسعة ظلت أشهرا تحت السيطرة الروسية.
كما شنت بالتزامن هجوما واسعا لاستعادة الأراضي في الجنوب، ساعية لمحاصرة آلاف الجنود الروس الذين انقطعت عنهم الإمدادات على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، واستعادة خيرسون، المدينة الكبيرة الوحيدة التي تحافظ روسيا على سيطرتها عليها منذ فبراير الماضي.