بوسطن هيرالد: سقطة فيس بوك فاضحة في قضية هانتر بايدن

بوسطن هيرالد: سقطة فيس بوك فاضحة في قضية هانتر بايدن


في حوار مطوّل ونادر عبر بودكاست جو روغان الشهير، قال الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” مارك زوكربيرغ إنه تلقى تحذيرات من مكتب التحقيقات بشأن الرقابة على قصة حاسوب هانتر بايدن، مضيفاً أن اتخاذ القرار الخطأ هو أمر “سيئ، والأسوأ هو الاستخفاف بشيء مهم».
وقال فتى فيس بوك المعجزة مُتنهداً: “عندما نحذف شيئاً لا ينبغي لنا حذفه، فهذا يعني أنه أسوأ منشور على الإطلاق”. ويضيف الكثير من التصريحات، مؤكِّداً أنه يَرتجل في تعامُله مع موقع التواصل الاجتماعي.
وتابعت الافتتاحية أن فيس بوك ليس موقعاً إخبارياً معترفاً به، ولن يكون كذلك قط. إنه مجرد موقع تجميع أخبار. وهناك بَوْن شاسع بين صور الحيوانات الأليفة وإعلانات العجز الجنسي والأخبار السياسية.

ويُتابع زوكربيرغ قائلاً إن هناك “مقايضات هنا وهناك” في النحو الذي يُرشِّح به فيس بوك المُستخدمين. وهنا تعلق الافتتاحية بقولها: “ينبغي لزوكربيرغ أن يتحرى الصدق ويعيد صياغة تصريحه مقراً بأن الأمر كله يتعلق بالأرباح.
والحقيقة، تقول الافتتاحية، إنّ الحاسوب المحمول لهانتر بايدن وكل الفساد الذي يحويه ظهرَ إذ كان والده يحاول جاهداً أن يطيح بالرئيس ترامب آنذاك. وكان هذا وحده كفيلاً بأن يثير الشكوك بشدة عندما جاء رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في المسألة.
وقال زوكربيرغ إن مكتب التحقيقات الفيدرالي حذر من “الدعاية الروسية”، وألزمه بأن يكون حذراً ومتحوطاً. وأضاف “لا نود أن نُقرر الصواب من الخطأ». ولذلك، استسلم ولم يُقاوِم.

هذا هو بيت القصيد، تقول الافتتاحية، مارك زوكربيرغ ليس صحافيّاً. وهو لم يبذل جهداً كبيراً إما لدعم قصة الحاسوب المحمول أو لهدمها من أساسها.
يقول زوكربيرغ عن سقطته “إنه لأمر بشع... يشيع مواجهة محاكمة جنائية والحصول على البراءة في نهاية المطاف».
وتعلق الافتتاحية بقولها “إننا لسنا واثقين من اتفاقنا مع هذا الرأي. فهناك حالات لا حصر لها استعاد فيها المدعى عليهم سمعتهم الطيبة، بل وساعدوا السلطات على القبض على الأشرار، إذ أحالوا قضيتهم على المحكمة. والأمر نفسه ينطبق على القضايا المدنية. فالمنظومة القانونية يمكن أن تنجح، غير أن الأمر يتطلب صحافيين دؤوبين ومُدربين على طريقة رصد الترهات لاستخلاص الحقائق».
وتضيف “لقد حقَّرَ مارك زوكربيرغ من هذه القيمة العظيمة إذ تطفل على المراسلين الحقيقيين لإشعال نيران الإثارة على موقعه الذي يعوِّل على نقرات مُستخدميه».

قال روغان إنه لم يكن يعرف ما كان عليه أن يفعله، لكنه لم يَقُل إنه “كان يود أن يتكلم مع صحافي في صحيفة نيويورك بوست” ويسأله “كيف يمكنك التحقق من صحة هذا الخبر؟»

إنهم ينشرونه ببساطة. هذه هي الإجابة المنطقية، تقول الافتتاحية. ولذلك تحديداً فَقَدَ مكتب التحقيقات الفيدرالي رونقه، برأي الافتتاحية، مشيرةً إلى استبيان حديث أظهر أنّ الناخبين المُستقلين – الذي يقررون مسار الانتخابات – يشككون في مُداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل الرئيس السابق ترامب في منتجع مارالاغو، بحسب تصريح شركة راسموسن ريبورتس المُتخصصة في استطلاعات الرأي.

ورص المحافظون صفوفهم حول الرئيس السابق وأيدوه، وهو أمر مُتوقَّع، غير أن المُداهمة أيضاً شجعت الناخبين الذين يرون دلائل الخطر على التراجُع. وجاءت نتائج استطلاع الرأي أن 46% من الناخبين الذين لم يتبعوا أياً من الحزبين تراجعت ثقتهم بمكتب التحقيقات الفيدرالي.
وبحسب شركة راسموسن، زادت ثقة 18% من الناخبين بمكتب التحقيقات الفيدرالي. ولم يستطع 7% منهم بعد أن يحسموا رأيهم.

والأرجح، بحسب الافتتاحية، أن زوكربيرغ اطّلع على هذا الاستطلاع، أو من المؤكد أن أحد مرؤوسيه فعل ذلك.ومضت الافتتاحية تقول: “مهما حاول الرئيس التنفيذي لشركة ميتا أن يقنع الجميع بأن فيس بوك يمكنه التعامل مع الفوضى التي أبلى بها المجتمع، يظل واضحاً أن العمل الدؤوب ليس جزءاً من خوارزمية الموقع. فأصحاب الموقع يريدونكَ أن تنشر موادك وتنقر وتُعلِّق وتتصفح لا أكثر ولا أقل».ووصفت الافتتاحية موقع فيس بوك بأنه آلة مال يحركها الغرور، وما أن تتأزم الأمور وتتصاعد حدة النقاشات، ينسحب مشرفو وادي السيليكون من المشهد كي لا يضطروا إلى إلغاء حجوزات عشائهم.

واختتمت “بوسطن هيرالد” افتتاحيتها بالقول: هناك رؤى مُتعمقة كثيرة يمكنك البحث عنها عزيزي القارئ على موقع غوغل، غير أن التالية تبدو مناسبة اليوم: الحضارة لا يهدمها الأشرار؛ فليس بالضرورة أن يكون الناس أشراراً، وإنما يكفي أن يكونوا جُبناء مُتخاذلين - جيمس بالدوين.