رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
يتمتع بطموحات استثنائية وبثقة وتركيز
بوليتيكو: كيف أصبح شي جين بينغ أقوى رجل في العالم؟
يعتبر التجديد للرئيس الصيني شي جين بينغ لولاية ثالثة حدثاً غير مسبوق في الصين منذ أيام الزعيم الراحل ماو تسي تونغ، بعد أسبوع من مؤتمر الحزب الشيوعي، حيث شدد الرئيس قبضته على السلطة، ما قد يجعله الرجل الأقوى في العالم، وفق محللين، ويمهد الطريق للتجديد له خمسة أعوام أخرى خلال اجتماع مؤتمر الشعب الوطني في مارس (آذار)، لمواصلة المواجهة مع الغرب.
وتنشط بكين على نحوٍ متزايدٍ عسكرياً واقتصادياً في الوقت الذي تتسامح فيه مع المسار الحربي الذي تسلكه روسيا.
وتجاوز شي، سن التقاعد 68 عاماً، ويمكن أن يصبح حاكماً مدى الحياة. وفي 2018 عمد إلى إلغاء نص في الدستور يحدد ولاية الرئيس بدورتين، ما سيتيح له الحكم إلى أجل غير مسمى. وفي مشهد دراماتيكي السبت خلال الإجتماع المعد بعناية، أخرج الرئيس الصيني السابق هو جين تاو، من المراسم الختامية لمؤتمر الحزب الشيوعي، في ما بدا للبعض وكأنه تطهير رمزي لإظهار سيطرته الكاملة على السلطة. كما احتفظ شي بلقبه رئيساً للجنة المركزية العسكرية الذي يعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة.
أعلى هيئة حاكمة
وعين شي أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، أعلى هيئة حاكمة في البلاد. ومن بينهم وانغ هوانينغ، الذي يوصف بالمنظر الإيديولوجي الذي يشكل الآراء الوطنية لشي، وتشاي كي، الذي ارتبط بشي منذ أكثر من عقدين، ودينغ شيشيانغ الذي يرافق الرئيس في سفراته.
ويقول الكاتبان جاكوبو باريغازي وفيلم كاين في موقع “بوليتيكو” الأمريكي، إن شي كشف ميله الإستبدادي فور تسلمه السلطة في 2012، واصفاً الديمقراطية بخطر، وقال إن الصين في حاجة إلى فعل كل شيء، لتجنب مصير الاتحاد السوفياتي، عقب انهيار نظام الحكم الواحد للحزب الشيوعي في 1989.
وفي العام الماضي، قال شي في خطاب موجه ضمناً إلى الولايات المتحدة إن “الشعب لن يسمح لأي دولة أجنبية بالتنمر علينا وأن تضطهدنا وتخضعنا. كل من سيحاول ذلك سيجد نفسه في مسار تصادمي مع جدار من الفولاذ شيده 1.4 مليار صيني».
وتمكن شي من التصرف بجرأة بفضل العلاقات الشخصية مع المسؤولين الكبار في الجيش وبتكريس مصادر ضخمة لبناء أسلحة عالية الدقة تشكل منافسة متزايدة مع الولايات المتحدة.
وخلال ولايته الأولى، تمكن من سحق المنافسين دون إبعاد كبار المسؤولين الشيوعيين وعائلاتهم، بانتقاء الخيارات والأهداف.
حملة ضد الفساد
وأطلق شي حملة مفاجئة ضد الفساد، أدت إلى سجن منافسين محتملين. ثم عمد إلى ملء الفراغ بتعيين موالين له ليشكل بذلك قاعدة صلبة لحكمه.
وفي الوقت نفسه، بدأ يصوغ شخصية جديدة، قوامها رجل قوي هدفه تحقيق الازدهار في الداخل والاضطلاع بدور القوة العظمى في الخارج.
وتجاوز شي أسلافه بمراجعة لتاريخ الحزب الشيوعي الصيني وتعزيز أهميته ليكون الثاني في الأهمية بعد ماو تسي تونغ. وفرض على تلاميذ المدارس قراءة كتب الفلسفة التي ألفها منذ العام الماضي.
وفاجأ شي منافسيه في الحزب الشيوعي الصيني، لكن بعض المسؤولين الأمريكيين كان يتوقع صعوده.
وجاء في برقية سرية من السفارة الأمريكية في بكين إلى وزارة الخارجية في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 نشرها موقع ويكيليكس “استناداً إلى اتصالات وثيقة للسفارة، فإن عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ونائب الرئيس شي جين بينغ يتمتع بطموحات استثنائية، وبثقة وتركيز، وينظر إلى المنصب الأعلىى منذ شبابه. إنه براغماتي إلى درجة كبيرة، لا تحركه الإيديولوجيا فقط وإنما مزيج من الطموح وحماية الذات».