بيت لحم تحيي الميلاد بحزن وصمت.. ومظاهر العيد تغيب في كنيسة المهد

بيت لحم تحيي الميلاد بحزن وصمت.. ومظاهر العيد تغيب في كنيسة المهد

أحيت مدينة بيت لحم ليل الأحد عيد ميلاد السيد المسيح بحزن وصمت في ظل استمرار الحرب في غزة، حيث كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في وسط القطاع وجنوبه مع إقرار رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بـ»الثمن الباهظ» الذي تتكبده في مواجهة حركة حماس.
وغابت مظاهر العيد في كنيسة المهد حيث تمت الاستعاضة عنها بالصلوات والدعوات لحلول السلام بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الأكثر حصدا للأرواح في تاريخ الحروب بين إسرائيل والفلسطينيين.
وألغت بلدية بيت لحم الاحتفالات على خلفية الحرب في غزة. وغابت شجرة الميلاد ومظاهر الفرح في المدينة التي كان العيد يجذب إليها الآلاف سنويا.
وقال البابا فرنسيس خلال قداس الميلاد في الفاتيكان «قلبُنا الليلة في بيت لحم، حيث ما زال أمير السلام يرفضه منطق الحرب الخاسر، مع زئير الأسلحة الذي يمنعه حتى اليوم من أن يجد له موضعا في العالم».
 
من جهته، وصل بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا الى باحة كنيسة المهد واضعا الكوفية الفلسطينية حول عنقه.
وتقدم البطريرك أطفالا من الكشافة الذين استعاضوا عن الآلات الموسيقية الاحتفالية، بلافتات كتب فيها «فلتتوقف الحرب الآن» و»طوبى لصانعي السلام».
وقال البطريرك «قلوبنا مع غزة، الى كل الناس في غزة، لكن على وجه الخصوص الى رعيتنا المسيحية في غزة التي تعاني، لكننا نعرف أننا لسنا الوحيدين الذين نعاني».
 
وتابع «نحنا هنا لنصلّي ونطلب ليس فقط وقفا لإطلاق النار، وقف إطلاق النار ليس كافيا، علينا أن نوقف هذه الأعمال العدائية وأن نطوي الصفحة لأن العنف لا يولّد إلا العنف».
وغير بعيد من كنيسة المهد، وضعت حاضنة أطفال وفي داخلها الطفل يسوع ممددا على كوفية بيضاء وحمراء.
وفي غزة، قالت الأخت نبيلة صالح (47 عاما) الموجودة في كنيسة العائلة المقدسة بدير اللاتين بالبلدة القديمة وسط مدينة غزة، لفرانس برس «تم إلغاء كافة الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة واقتصارها على الصلوات».
 
أضافت «كيف نعيد وبلدي مجروح؟ كيف نعيد وبلدي مدمر وأهلي مشردين وإخوتي في الوطن حزانى، وشهداؤنا لم تدفن في الشوارع وآخرين منهم تحت الأنقاض؟».
وتابعت «كيف بنا نعيد وقلوبنا تعتصر حزنا على بيوتنا المدمرة وأطفالنا مشردة؟ كيف نعيّد والكثير منا لم يجد خبز ولا دواء ولا حتى أقل مقومات العيش البسيط؟ كيف بنا نعيد ونحن متعبين ومهمومين وفي آذاننا بدلا من صوت الأجراس صوت الدبابات والقصف؟».
 
وكانت بطريركية اللاتين أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أن امرأة وابنتها من المسيحيين قتلتا برصاص إسرائيلي في باحة كنيسة العائلة المقدسة.
وأعلن قصر الإليزيه الأحد أن الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب في مكالمة مع بيتسابالا السبت عن «قلقه العميق» إزاء «الوضع المأسوي» للمسيحيين في غزة حيث قُتلت المرأتان «بطريقة جائرة» في 16 من هذا الشهر.
 
وكغيره من المسيحيين، يمضي الفلسطيني فادي صايغ (20 عاما) عيد الميلاد هذا العام في مدينة خان يونس عوضا عن زيارة الأراضي المقدسة.
وقال «في هذه الأوقات من كل عام نكون في القدس، بيت لحم ورام الله نحتفل مع عائلاتنا وأقاربنا»، مضيفا «كان يجب أن نكون نصلي الآن ونزور الأماكن المقدسة لكننا تحت القصف والحرب، لا يوجد فرحة للعيد، لا شجرة ميلاد، لا زينة، لا عشاء عائلي ولا احتفالات».
وتابع «أصلي أن تنتهي الحرب بأسرع وقت».