الإمارات وعدد من الدول والمنظمات تدين مصادقة الكنيست على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
بين الحلم والقيود.. هل يمكن لأصحاب متلازمة داون تكوين أسرة؟
يظل زواج أصحاب متلازمة داون أحد المواضيع الشائكة التي تثير جدلا واسعا بين من يرى فيه حقا إنسانيا مشروعا، ومن يخشى من تحديات نفسية واجتماعية وصحية قد تعيق استقرار مثل هذه الزيجات.
ويقف أصحاب المتلازمة وأسرهم في مواجهة أسئلة تتطلب إجابات دقيقة وتأهيلا حقيقيا، يراعي احتياجاتهم وقدراتهم ويضمن لهم الحياة الكريمة.
وأكد علاء الغندور، استشاري الطب النفسي والتأهيل العلاجي، أن أصحاب متلازمة داون أو الإعاقات العقلية الأخرى غير مؤهلين بشكل طبيعي للزواج، ما لم يخضعوا لتأهيل نفسي وسلوكي احترافي.
وأضاف في تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الحياة الزوجية تتطلب قدرا عاليا من القدرة على تحمل المسؤولية، وهو أمر يفتقده حتى بعض الأزواج الطبيعيين، بدليل وجود حالة طلاق كل دقيقتين في المجتمعات. وأشار الغندور إلى أن هناك فرقا بين الزواج القائم على "الشفقة أو العطف" وبين الزواج القائم على "الحب الناضج والتضحية"، لافتا إلى أن العديد من التجارب التي تمت في هذا الإطار انتهت بالفشل، نتيجة غياب التأهيل أو ضعف الدعم الاجتماعي.
وشدد على أن أصحاب متلازمة داون يمكن أن يندمجوا في المجتمع ويتزوجوا في حال خضعوا لتأهيل احترافي دقيق، يمكنهم من تطوير مهاراتهم السلوكية والاجتماعية، بحيث يصعب ملاحظة الإعاقة على شخصيتهم. ويرى أن الأمر يتطلب وجود مدرب متخصص يرافق الحالة حتى تصل إلى بر الأمان، بالإضافة إلى اختيار شريك يتمتع بقدر عال من الإنسانية والوعي لتحمل المسؤولية والتعامل مع ظروف الشريك.
من جانبه اعتبر جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن حالات الزواج التي تضم أشخاصا من ذوي متلازمة داون أو أي إعاقات عقلية أخرى لا يمكن تفسيرها جميعا تحت معيار واحد مثل "الحب" أو "الحق في الزواج"، مشددا على أن كل حالة تخضع لظروف اجتماعية واقتصادية ونفسية مختلفة.