بين الفن والمعرفة.. الخرائط تُلهم العقول في ورشة تفاعلية مبتكرة بمكتبة محمد بن راشد
ضمن برنامج تمكين العقول الشابة وتعزيز دور المرأة، نظّمت مكتبة محمد بن راشد ورشة فنية معرفية بعنوان «العالم بين الخطوط والرموز»، بالتعاون مع Sea More Maps، قدّمتها المعمارية البولندية المتخصصة في التخطيط الحضري وصناعة الخرائط الخشبية تيشكا ليفاندوفسكا.
سلّطت الورشة الضوء على عالم الخرائط والأطالس، وفتحت أمام المشاركين أفقاً تفاعلياً يجمع بين الإبداع الفني والدقة العلمية، حيث تعرّفوا إلى فن رسم الخرائط من منظور تاريخي وتقني، بدءاً من أولى الخرائط الطينية المعروفة في بابل، مروراً بإسهامات الجغرافيين الإغريق والعرب، وصولاً إلى الثورة التقنية في العصر الحديث مع دخول الصور الفضائية وأنظمة المعلومات الجغرافية.
واستعرضت ليفاندوفسكا بأسلوب قصصي جاذب، رحلتها في تحويل الشغف إلى مشروع ريادي، يدمج بين التصميم العمراني والبيئة البحرية من خلال إنتاج خرائط خشبية طبقية تعكس عمق المحيطات وتضاريس اليابسة، مستعرضةً نماذج حية من أعمالها التي تمزج بين الفن والمعلومة الجغرافية.
وتعرّف المشاركون خلال الورشة على المبادئ الأساسية لفهم لغة الخرائط، مثل قراءة الرموز، وخطوط الكنتور لتمثيل التضاريس، وأنظمة الإحداثيات، وتباين الإسقاطات، قبل أن يخوضوا تجربة فنية لتصميم ورسم خرائطهم الورقية الخاصة، باستخدام أدوات بسيطة وتقنيات تخطيط أولية.
وأبرزت ليفاندوفسكا كيف تحوّلت الخرائط إلى أدوات رقمية متطورة تدعم قطاعات متعددة، من الملاحة اليومية، إلى البحث العلمي، والتخطيط الحضري، مؤكدة أن الخريطة، رغم تغيّر شكلها، ما تزال الأداة الجوهرية لفهم العالم من حولنا وتحويل البيانات المكانية إلى قرارات واقعية.
وشهدت الورشة حضوراً متنوعاً من فئات عمرية ومهنية مختلفة، وتفاعلاً لافتاً من المشاركين، الذين عبّروا عن اهتمامهم العميق بعالم الخرائط كأداة فنية وثقافية وعلمية، وتقديرهم للفرصة التي أتاحتها المكتبة للانخراط في هذا النوع من الورش التفاعلية.
وتؤكد مكتبة محمد بن راشد التزامها الدائم بتقديم برامج نوعية تعزز من وعي الشباب، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة من التفكير الإبداعي والمعرفة التطبيقية، مع التركيز على دعم المبادرات التي تسهم في إبراز دور المرأة في القطاعات الإبداعية والمعرفية.