رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
الأسبقية لمهارة الكرملين:
بين باريس وموسكو: حرب إعلامية مستعرة في إفريقيا...!
-- تعتمد فرنسا على إنجازاتها، ولا تزال تعمل ببرمجية قديمة، وتهمل التأثير والمجتمعات المدنية
-- يستثمر الكرملين في كل الاتجاهات لنشر النغمة المعادية لفرنسا
-- يظهر العلم الروسي في كل الاحتجاجات في إفريقيا الناطقة بالفرنسية
-- تزايد انعدام الثقة الشعبي نحو برخان يفتح الطريق للروس لتقوية استراتيجية نفوذهم
بعد مالي والنيجر، تم التعبير عن عداء السكان تجاه فرنسا في بوركينا فاسو. شعور أثارته موسكو بمهارة لدفع عودتها إلى إفريقيا.
تفصيل لم يفت الكاميرا... في حشد المتظاهرين الذين قطعوا الطريق هذا الأسبوع أمام قافلة عسكرية فرنسية في بوركينا فاسو، تم رفع علم ثلاثي الألوان. ليس علم فرنسا، وإنما بنفس الألوان ولكن أفقيا، إنه علم روسيا.
معادون للوجود الفرنسي، نصب مئات المتظاهرين حواجز لمنع مرور المركبات، مما اضطر جنود عملية مكافحة الإرهاب برخان الالتجاء إلى مخيّم عسكري قرب واغادوغو.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها العلم الروسي في احتجاجات في إفريقيا الناطقة بالفرنسية.
على سبيل المثال، تم التلويح بالرمز نفسه في 29 أكتوبر الماضي في باماكو، خلال مسيرة ضد “التدخل الأجنبي”، وقبل ذلك في بانغي بجمهورية إفريقيا الوسطى.
لم يتطلب الأمر أكثر من ذلك لتتّهم باريس الكرملين.
“هناك متلاعبون، عبر الشبكات الاجتماعية، والأخبار الكاذبة، واستغلال جزء من الصحافة، يلعبون ضد فرنسا، وبعضها مستوحى أحيانا من شبكات أوروبية، وأنا أفكر في روسيا” اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في 21 نوفمبر.
تبدو هذه الإدانة أيضًا، وكأنها اعتراف بالفشل. ويشير باكاري سامبي، المدير الإقليمي لمعهد تمبكتو في غرب إفريقيا، إلى أن “باريس تخلفت في الحرب الاعلامية”. إن فرنسا تعتمد على إنجازاتها، ولا تزال تعمل ببرمجية قديمة، مفضلة الدبلوماسية التمثيلية، ومهملة التأثير والمجتمعات المدنية”. باختصار، هناك عدد كبير جدًا من الإنارك أصحاب البدلات الرســـــمية وربطات العنق في المآدب الاجتماعية، ولا يوجد حوار كافٍ مع الشعب، يهمسون في باماكو.
ويشير مراقبون آخرون -منهم مقرّبون من الرئيس الفرنسي -إلى الخطة الاتصالية “الصدئة” لباريس.
وأحدث مثال حتى الآن، لوحة الإعلانات المتواضعة التي شوهدت في شوارع باماكو، والتي تعرض، على خلفية سوداء، هذه الرسالة: “برخان تتحول #معا».
بعد ثماني سنوات من التدخل في منطقة الساحل، بدأت القوة الفرنسية، التي تواجه صعوبة على الأرض، حيث تنتشر الجماعات الجهادية، انسحابها الجزئي في الخريف، لتخفّض قوتها العاملة إلى النصف بحلول عام 2022.
ومع تدهور الوضع الأمني ، يتزايد انعدام الثقة الشعبي نحو برخان. ويفتح هذا طريقا سيّارة للروس، السعداء باستغلال هذا الشعور لتقوية استراتيجية نفوذهم.
راديو مخترق
يستثمر الكرملين في كل الاتجاهات لنشر هذه النغمة المعادية لفرنسا. ويعتمد أولاً وقبل كل شيء على النظام الرسمي من خلال القناتين الرئيسيتين في السمعي-البصري الخارجي العمومي، وكالة سبوتنيك للأنباء وقناة روسيا اليوم التلفزيونية.
تم تأسيسهما أولاً في المغرب العربي، ووسعتا وجودهما في إفريقيا جنوب الصحراء، واعتمدتا على التعاون مع وسائل الإعلام المحلية، كما يوضح الباحث ماكسيم أودينيت، من معهد البحوث الاستراتيجية بالمدرسة الحربية، في دراسة حديثة. وقد وقّعت روسيا اليوم وسبوتنيك، العديد من اتفاقيات مشاركة المحتوى مع الإذاعة والتلفزيون الوطني الكونغولي ووكالة الصحافة الإيفوارية. دون أن ننسى “مدرسة آر تي” و”سبوتنيك برو”، وهما برنامجان تدريبيان للصحفيين الأفارقة.
وراء هذه الواجهة العلنية، تجري روسيا عمليات أكثر تكتمًا، وتتسلل بشكل مباشر إلى وسائل الإعلام المحلية.
وحالة راديو “لينغو سونغو”، في جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي من أكثر الإذاعات شعبية في بانغي، بليغة.
مستثمرها الرئيسي؟ شركة” لوباي إنفست” الروسية، المرتبطة برجل أعمال مقرب من فلاديمير بوتين، يفغيني بريغوجين. ومقابل هذه الرعاية، خط تحريري موالٍ لروسيا بشكل علني ومعادٍ لفرنسا.
«من خلال أساليب تمويلها وخطها التحريري، فإن لينغو سونغو،” إذاعة السلام والمصالحة الوطنية”، هي في الواقع مقاول فرعي للفاعلين الروس”، يحلل ماكسيم أودينيت في مقال آخر. ومن خلال التحرك “كغواصة”، يمكنها “استهداف جماهيرها بشكل أفضل، وتخفيف مسؤوليتها، وتوزيع المحتوى بشكل غير مباشر لخدمة مصالحها».
وقراءة موقع راديو لينغو سونغو لا تترك مجالاً للشك: من بين الأمثلة التي ذكرها الباحث، هذه الورقة بتاريخ 19 مايو 2021 بعنوان: “السكان مسرورون: فرنسا ستغادر جمهورية إفريقيا الوسطى”، أو مقالات تنتقد بشدة راديو فرنسا الدولي في اليوم التالي للتحقيق في انتهاكات فاغنر الروسية شبه العسكرية في البلاد.
“تحقيق مركز ومشتت ومنحاز من قبل راديو فرنسا الدولي يدين القوات المسلحة لأفريقيا الوسطى وحلفائها، والغريب الروس” يتهم الراديو.
ولخدمة خطة الكرملين الاتصالية، تمتلك شركة” لوباي إنفست” العديد من الخيوط الأخرى، حتى أنها تستهدف الأطفال الصغار.
ويتضح ذلك من الكارتون المضحك، الذي تم بثه صيف 2019 في سينما متنقلة طافت جمهورية إفريقيا الوسطى. ثلاث دقائق على مجد دب “قادم من بلد أقصى الشمال يُدعى روسيا”، قادم لإنقاذ البلاد من الضباع الظمآنة -يعني فرنسا -التي تنهبها. كل ذلك يُروى بالفرنسية، وبصوت رقيق ولكنة سلافية.
ولكن للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، يمتلك رجل الأعمال بريغوجين سلاحا سريًا آخر: مزارع التصيد المنتشرة على الشبكات الاجتماعية. وهكذا تم رصد العديد من الحسابات التي تستخدم الصور الرمزية المحلية على فيسبوك، وتنشر معلومات كاذبة، مثل قصة ذاك “الكادر الكبير” في عملية برخان الذي تم اعتقاله في باماكو وبحوزته الهيروين.
تم تعليق العديد من الحسابات الشخصية المسؤولة عن هذه المعلومات من قبل المنصة، التي حذفت أيضًا الحسابات المزيفة المرتبطة بفرنسا، والتي من الواضح أنها مسؤولة عن الرد المناهض لروسيا.
“بالنظر إلى توقيته ومحتواه وأساليبه، كان الهجوم الفرنسي المضاد، جزئيًا، ورد فعل مباشر على عمليات بريغوجين في إفريقيا، التي كشفت عنها فيسبوك عام 2019”، تحلّل في دراسة متعمقة، جامعة ستانفورد. الا ان الباحثين يأسفون لأن هذه النسخة المتماثلة تستعير نفس الأساليب التي يستخدمها الخصم، ويحذرون أنه “من خلال إنشاء حسابات وهمية لمحاربة “المتصيدون الروس”، يُديم المشغلون الفرنسيون ويبرّرون ضمنيًا السلوكيات الإشكالية التي كانوا يحاولون محاربتها».
«سيدة سوتشي»
«استيقظت فرنسا بعد فوات الأوان”، يلخص باكاري سامبي، وهي اليوم في وضع حرج، لا سيما في منطقة الساحل. وتستفيد روسيا من هذا بسهولة أكبر لأنها تتمتع بسمعة طيبة في العديد من البلدان الأفريقية، حيث تمركز الاتحاد السوفياتي بعد الاستقلال.
وعلى سبيل المثال، درس العديد من السياسيين والجنود الماليين في موسكو أو سانت بطرسبرغ، كما هو الحال مع العديد من قادة المجلس العسكري المالي في السلطة.
العسكريون المتقاعدون، مرتبطون أيضًا بموسكو، ينشطون أيضًا في جمعية معروفة في باماكو: مجموعة الوطنيين الماليين.
وفي رصيد الجمعية تظاهرات عديدة في الأشهر الأخيرة، “تتبنى كل الدعاية الروسية ضد الفرنسيين في منطقة الساحل ومزايا الوجود الروسي ليحل محلهم”، يشير خبير متمرّس بالملف.
وببضع عشرات الأعضاء فقط، تمكنت هذه الجمعية مع ذلك من التعبئة خارج دائرتها. انها بوق مثالي للكرملين، الذي استطاع الاعتماد على “المؤثرين” الأفارقــــة المشـــــهورين في بلادهم.
«في أكتوبر 2021، سلطت القمة الأفريقية في مونبلييه، بمبادرة من قصر الإليزيه، الضوء على المجتمعات المدنية، ولكن منذ عام 2019، في سوتشي، وضعت أول قمة روسية أفريقية على الركح، شخصيات مثل ناتالي يام”، يذكّر أحد المحللين من المنطقة.
الناشطة السويسرية الكاميرونية، التي لديها ما يقرب من 180 ألف متابع على تويتر، تصنّف نفسها على أنها “أفريقية”.
وكانت قد ألقت كلمة ملحوظة، معادية جدًا لفرنسا حيث أعلنت: “نريد تفكيك القواعد العسكرية الفرنسية التي، تحت غطاء الاتفاقات الدفاعية الزائفة، لم تؤدي إلا إلى نهب مواردنا، واستمرار التمردات، وتدريب الإرهابيين، والإبقاء على الطغاة على رأس دولنا”.
وقد حصلت هذه الناشطة على لقب “سيدة سوتشي”، وهي مفتاح إضافي لفتح باب القارة أمام روسيا.
-- يستثمر الكرملين في كل الاتجاهات لنشر النغمة المعادية لفرنسا
-- يظهر العلم الروسي في كل الاحتجاجات في إفريقيا الناطقة بالفرنسية
-- تزايد انعدام الثقة الشعبي نحو برخان يفتح الطريق للروس لتقوية استراتيجية نفوذهم
بعد مالي والنيجر، تم التعبير عن عداء السكان تجاه فرنسا في بوركينا فاسو. شعور أثارته موسكو بمهارة لدفع عودتها إلى إفريقيا.
تفصيل لم يفت الكاميرا... في حشد المتظاهرين الذين قطعوا الطريق هذا الأسبوع أمام قافلة عسكرية فرنسية في بوركينا فاسو، تم رفع علم ثلاثي الألوان. ليس علم فرنسا، وإنما بنفس الألوان ولكن أفقيا، إنه علم روسيا.
معادون للوجود الفرنسي، نصب مئات المتظاهرين حواجز لمنع مرور المركبات، مما اضطر جنود عملية مكافحة الإرهاب برخان الالتجاء إلى مخيّم عسكري قرب واغادوغو.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها العلم الروسي في احتجاجات في إفريقيا الناطقة بالفرنسية.
على سبيل المثال، تم التلويح بالرمز نفسه في 29 أكتوبر الماضي في باماكو، خلال مسيرة ضد “التدخل الأجنبي”، وقبل ذلك في بانغي بجمهورية إفريقيا الوسطى.
لم يتطلب الأمر أكثر من ذلك لتتّهم باريس الكرملين.
“هناك متلاعبون، عبر الشبكات الاجتماعية، والأخبار الكاذبة، واستغلال جزء من الصحافة، يلعبون ضد فرنسا، وبعضها مستوحى أحيانا من شبكات أوروبية، وأنا أفكر في روسيا” اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في 21 نوفمبر.
تبدو هذه الإدانة أيضًا، وكأنها اعتراف بالفشل. ويشير باكاري سامبي، المدير الإقليمي لمعهد تمبكتو في غرب إفريقيا، إلى أن “باريس تخلفت في الحرب الاعلامية”. إن فرنسا تعتمد على إنجازاتها، ولا تزال تعمل ببرمجية قديمة، مفضلة الدبلوماسية التمثيلية، ومهملة التأثير والمجتمعات المدنية”. باختصار، هناك عدد كبير جدًا من الإنارك أصحاب البدلات الرســـــمية وربطات العنق في المآدب الاجتماعية، ولا يوجد حوار كافٍ مع الشعب، يهمسون في باماكو.
ويشير مراقبون آخرون -منهم مقرّبون من الرئيس الفرنسي -إلى الخطة الاتصالية “الصدئة” لباريس.
وأحدث مثال حتى الآن، لوحة الإعلانات المتواضعة التي شوهدت في شوارع باماكو، والتي تعرض، على خلفية سوداء، هذه الرسالة: “برخان تتحول #معا».
بعد ثماني سنوات من التدخل في منطقة الساحل، بدأت القوة الفرنسية، التي تواجه صعوبة على الأرض، حيث تنتشر الجماعات الجهادية، انسحابها الجزئي في الخريف، لتخفّض قوتها العاملة إلى النصف بحلول عام 2022.
ومع تدهور الوضع الأمني ، يتزايد انعدام الثقة الشعبي نحو برخان. ويفتح هذا طريقا سيّارة للروس، السعداء باستغلال هذا الشعور لتقوية استراتيجية نفوذهم.
راديو مخترق
يستثمر الكرملين في كل الاتجاهات لنشر هذه النغمة المعادية لفرنسا. ويعتمد أولاً وقبل كل شيء على النظام الرسمي من خلال القناتين الرئيسيتين في السمعي-البصري الخارجي العمومي، وكالة سبوتنيك للأنباء وقناة روسيا اليوم التلفزيونية.
تم تأسيسهما أولاً في المغرب العربي، ووسعتا وجودهما في إفريقيا جنوب الصحراء، واعتمدتا على التعاون مع وسائل الإعلام المحلية، كما يوضح الباحث ماكسيم أودينيت، من معهد البحوث الاستراتيجية بالمدرسة الحربية، في دراسة حديثة. وقد وقّعت روسيا اليوم وسبوتنيك، العديد من اتفاقيات مشاركة المحتوى مع الإذاعة والتلفزيون الوطني الكونغولي ووكالة الصحافة الإيفوارية. دون أن ننسى “مدرسة آر تي” و”سبوتنيك برو”، وهما برنامجان تدريبيان للصحفيين الأفارقة.
وراء هذه الواجهة العلنية، تجري روسيا عمليات أكثر تكتمًا، وتتسلل بشكل مباشر إلى وسائل الإعلام المحلية.
وحالة راديو “لينغو سونغو”، في جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي من أكثر الإذاعات شعبية في بانغي، بليغة.
مستثمرها الرئيسي؟ شركة” لوباي إنفست” الروسية، المرتبطة برجل أعمال مقرب من فلاديمير بوتين، يفغيني بريغوجين. ومقابل هذه الرعاية، خط تحريري موالٍ لروسيا بشكل علني ومعادٍ لفرنسا.
«من خلال أساليب تمويلها وخطها التحريري، فإن لينغو سونغو،” إذاعة السلام والمصالحة الوطنية”، هي في الواقع مقاول فرعي للفاعلين الروس”، يحلل ماكسيم أودينيت في مقال آخر. ومن خلال التحرك “كغواصة”، يمكنها “استهداف جماهيرها بشكل أفضل، وتخفيف مسؤوليتها، وتوزيع المحتوى بشكل غير مباشر لخدمة مصالحها».
وقراءة موقع راديو لينغو سونغو لا تترك مجالاً للشك: من بين الأمثلة التي ذكرها الباحث، هذه الورقة بتاريخ 19 مايو 2021 بعنوان: “السكان مسرورون: فرنسا ستغادر جمهورية إفريقيا الوسطى”، أو مقالات تنتقد بشدة راديو فرنسا الدولي في اليوم التالي للتحقيق في انتهاكات فاغنر الروسية شبه العسكرية في البلاد.
“تحقيق مركز ومشتت ومنحاز من قبل راديو فرنسا الدولي يدين القوات المسلحة لأفريقيا الوسطى وحلفائها، والغريب الروس” يتهم الراديو.
ولخدمة خطة الكرملين الاتصالية، تمتلك شركة” لوباي إنفست” العديد من الخيوط الأخرى، حتى أنها تستهدف الأطفال الصغار.
ويتضح ذلك من الكارتون المضحك، الذي تم بثه صيف 2019 في سينما متنقلة طافت جمهورية إفريقيا الوسطى. ثلاث دقائق على مجد دب “قادم من بلد أقصى الشمال يُدعى روسيا”، قادم لإنقاذ البلاد من الضباع الظمآنة -يعني فرنسا -التي تنهبها. كل ذلك يُروى بالفرنسية، وبصوت رقيق ولكنة سلافية.
ولكن للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، يمتلك رجل الأعمال بريغوجين سلاحا سريًا آخر: مزارع التصيد المنتشرة على الشبكات الاجتماعية. وهكذا تم رصد العديد من الحسابات التي تستخدم الصور الرمزية المحلية على فيسبوك، وتنشر معلومات كاذبة، مثل قصة ذاك “الكادر الكبير” في عملية برخان الذي تم اعتقاله في باماكو وبحوزته الهيروين.
تم تعليق العديد من الحسابات الشخصية المسؤولة عن هذه المعلومات من قبل المنصة، التي حذفت أيضًا الحسابات المزيفة المرتبطة بفرنسا، والتي من الواضح أنها مسؤولة عن الرد المناهض لروسيا.
“بالنظر إلى توقيته ومحتواه وأساليبه، كان الهجوم الفرنسي المضاد، جزئيًا، ورد فعل مباشر على عمليات بريغوجين في إفريقيا، التي كشفت عنها فيسبوك عام 2019”، تحلّل في دراسة متعمقة، جامعة ستانفورد. الا ان الباحثين يأسفون لأن هذه النسخة المتماثلة تستعير نفس الأساليب التي يستخدمها الخصم، ويحذرون أنه “من خلال إنشاء حسابات وهمية لمحاربة “المتصيدون الروس”، يُديم المشغلون الفرنسيون ويبرّرون ضمنيًا السلوكيات الإشكالية التي كانوا يحاولون محاربتها».
«سيدة سوتشي»
«استيقظت فرنسا بعد فوات الأوان”، يلخص باكاري سامبي، وهي اليوم في وضع حرج، لا سيما في منطقة الساحل. وتستفيد روسيا من هذا بسهولة أكبر لأنها تتمتع بسمعة طيبة في العديد من البلدان الأفريقية، حيث تمركز الاتحاد السوفياتي بعد الاستقلال.
وعلى سبيل المثال، درس العديد من السياسيين والجنود الماليين في موسكو أو سانت بطرسبرغ، كما هو الحال مع العديد من قادة المجلس العسكري المالي في السلطة.
العسكريون المتقاعدون، مرتبطون أيضًا بموسكو، ينشطون أيضًا في جمعية معروفة في باماكو: مجموعة الوطنيين الماليين.
وفي رصيد الجمعية تظاهرات عديدة في الأشهر الأخيرة، “تتبنى كل الدعاية الروسية ضد الفرنسيين في منطقة الساحل ومزايا الوجود الروسي ليحل محلهم”، يشير خبير متمرّس بالملف.
وببضع عشرات الأعضاء فقط، تمكنت هذه الجمعية مع ذلك من التعبئة خارج دائرتها. انها بوق مثالي للكرملين، الذي استطاع الاعتماد على “المؤثرين” الأفارقــــة المشـــــهورين في بلادهم.
«في أكتوبر 2021، سلطت القمة الأفريقية في مونبلييه، بمبادرة من قصر الإليزيه، الضوء على المجتمعات المدنية، ولكن منذ عام 2019، في سوتشي، وضعت أول قمة روسية أفريقية على الركح، شخصيات مثل ناتالي يام”، يذكّر أحد المحللين من المنطقة.
الناشطة السويسرية الكاميرونية، التي لديها ما يقرب من 180 ألف متابع على تويتر، تصنّف نفسها على أنها “أفريقية”.
وكانت قد ألقت كلمة ملحوظة، معادية جدًا لفرنسا حيث أعلنت: “نريد تفكيك القواعد العسكرية الفرنسية التي، تحت غطاء الاتفاقات الدفاعية الزائفة، لم تؤدي إلا إلى نهب مواردنا، واستمرار التمردات، وتدريب الإرهابيين، والإبقاء على الطغاة على رأس دولنا”.
وقد حصلت هذه الناشطة على لقب “سيدة سوتشي”، وهي مفتاح إضافي لفتح باب القارة أمام روسيا.