رئيس الدولة والرئيس التركي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار
يفضل 75 بالمائة من الناخبين الجمهوريين التصويت لمرشح يتحدث ضد التطعيم الإجباري
بينما حملة التطعيم آخذة في الانحسار... في الولايات المتحدة، ذريعة الدين للهروب من التطعيم
بالنسبة لأولئك الذين يعارضون اللقاح، كل الوسائل جيدة للهروب من اللدغة. في الولايات المتحدة، حيث يطلب المزيد من أرباب العمل الآن تطعيم موظفيهم، تتضاعف طلبات الإعفاء لأسباب دينية بمعدل مقلق في مناطق معينة.
في ولاية أوريغون، حصل ما لا يقل عن 11 بالمائة من موظفي الخدمة المدنية على مثل هذا الإعفاء، وفقًا لآخر الأرقام الصادرة عن الولاية. واكتشاف مماثل في لوس أنجلوس، حيث قدم ما يقرب من ربع قوة شرطة المدينة هذا الطلب الشهر الماضي، أي أكثر من 2600 ضابط.
«في وقت مبكر، زعمت معلومات كاذبة أن اللقاحات تحتوي على خلايا من أجنة مجهضة.
لذلك قرر البعض رفضها، معتبرين أن الإجهاض مخالف لمعتقداتهم”، توضح مونيكا غاندي، الأستاذة المتخصصة في الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. ولئن تم استخدام سلالات الخلايا، التي تم إنشاؤها من خلايا جنينية قديمة تم إنتاجها في المختبر في السبعينات، أثناء مرحلة تطوير اللقاح، فإن القوارير لا تحتوي في الواقع على أي خلايا جنينية.
و”يتم استخدام الدين كذريعة من قبل البعض حتى لا يتم تلقيحهم”، هذا ما يزعج إروين ريدلينر، الأستاذ في جامعة كولومبيا ومدير مبادرة الموارد والاستجابة للأوبئة. “لكن لا يوجد شيء في الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى يمنع تطعيم اتباعها”. ويتضح ذلك من الدعوة للتطعيم التي أطلقها البابا فرانسيس في أغسطس الماضي، الذي أشار حينها الى ان التطعيم “بادرة حب”. بعد شهر، صعّد البابا لهجته من خلال مهاجمة “ بعض المنكرين” الذين يرفضون التطعيم، في إشارة إلى الكاردينال الأمريكي المحافظ للغاية ريموند بيرك.
ومع ذلك، ينص القانون الأمريكي في حالات معينة على إمكانية الحصول على استثناء ديني، بموجب قانون الحقوق المدنية لعام 1964، الذي، من بين ما يحظر، التمييز على أساس الدين في العمل، والتعديل الأول، الذي يضمن الحرية الدينية.
ورغم أنه يمكن لأصحاب العمل رفض هذا الطلب نظريًا، إلا أن هذا السيناريو نادر جدًا وفقًا لراشيل ليزر، رئيسة الاتحاد الأمريكي لفصل الكنيسة عن الدولة. “من المفترض أن يثبت الموظف صدق طلبه من خلال تقديم أدلة تثبت عدم توافق التطعيم مع معتقداته. لكن في الواقع، يقبل العديد من أرباب العمل بسهولة تامة خوفًا من الظهور بمظهر المعادي للأديان”، تؤكد ليزر.
حملة تطعيم مهددة
في كل الأحوال، تم عرض هذه المسألة الحساسة أمام المحاكم، مع صدور أحكام متناقضة في النهاية. بينما حاولت ولايتا مين ونيويورك، فرض التطعيم على مقدمي الرعاية دون إمكانية اللجوء إلى استثناءات دينية، صادق قاض فيدرالي هذا الأسبوع على الإجراء في الولاية الأولى، بينما علّقه قاض نيويوركي في الولاية الثانية.
«في الاخير، قد تُجبر المحكمة العليا للولايات المتحدة على الحكم في هذه المسألة. لكني أشعر بالقلق من القرار الذي يمكن أن تتخذه لأنها تتكون من أغلبية محافظة مؤيدة جدًا للحرية الدينية”، تقول راشيل ليزر. “ولا ينبغي أن يكون لهذه الحرية الدينية الحق في تعريض حياة الآخرين للخطر. ويجب ألا يكون هناك حق في اللجوء إلى التعديل الأول عندما تكون هناك مخاطر على الصحة العامة».
في الولايات المحافظة، يتساهل بعض المسؤولين المحليين للغاية مع مسألة تطعيم ناخبيهم. في 11 أكتوبر، وقع حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، أمرًا تنفيذيًا يمنع الشركات من طلب تطعيم موظفيها. وفي فلوريدا، دعا الحاكم رون ديسانتيس أيضًا المجلس التشريعي للولاية إلى التصويت على نص مماثل.
وكل هذا لسبب وجيه، وفقًا لاستطلاع حديث لشبكة “سي بي اس / يوغوف”، يفضل 75 بالمائة من الناخبين الجمهوريين التصويت لمرشح يتحدث ضد التطعيم الإجباري. بالمقارنة، يؤثر هذا فقط على 14 بالمائة من الديمقراطيين. “إن إساءة استخدام الدين تمثل عقبة جديدة أمام حملة التطعيم، خاصة في أكثر الولايات تديناً”، يتحسّر إيروين ريدلينر. وهذا، في وقت يسجل فيه عدّاد التطعيم في البلاد جمودا منذ هذا الصيف.
عن لاكسبريس