تاريخ بوغبا يعيد شيئا من البريق إلى منافسي سان جرمان
أعاد انضمام بول بوغبا إلى موناكو هذا الصيف شيئا من البريق إلى الدوري الفرنسي لكرة القدم بعيدا عن هالة النجومية التي يتمتع بها باريس سان جرمان حامل اللقب وبطل دوري أبطال أوروبا، وذلك استنادا إلى تاريخه في الملاعب وليس لما اختبره في الأعوام القليلة الماضية من إصابات وابتزاز وإيقاف.
غاب بوغبا عن الملاعب لثلاثة أعوام بعد إيقافه لمدة 18 شهرا بسبب المنشطات والإصابات وقضية اختطاف كان ضحية لها بهدف ابتزازه.
مع انطلاق الموسم الجديد من الدوري الفرنسي الذي يُفتتح الجمعة بلقاء رين ومرسيليا، يجب على بطل مونديال 2018 أن يضع كل ذلك خلفه ويبدأ العمل بجد لإشعال ملعب "لويس الثاني" وتحقيق "الحلم" باستعادة مكانه في المنتخب الفرنسي.
قال بوغبا خلال تقديمه في موناكو أوائل الصيف الحالي "يتمنى كل لاعب كرة قدم فرنسي تمثيل المنتخب الفرنسي، لكن يجب المرور بمراحل. اليوم أنا في المرحلة الأولى: العودة وتقديم أداء جيد".
جذبت كلمات بوغبا الانتباه لما لا يزال بإمكانه تقديمه على أرض الملعب، لكن دموع الفرح التي ذرفها خلال التوقيع هي التي لفتت الأنظار.
لم يسبق للاعب خط الوسط (91 مباراة دولية) أن لعب في الدرجة الأولى في بلاده. استهل مسيرته مع لوهافر، قبل أن ينضم إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي في سن السادسة عشرة. تنقل لاحقا بين يوفنتوس الإيطالي ويونايتد في عامي 2011 و2024.
كانت آخر مباراة له مع النادي الإيطالي في 3 أيلول-سبتمبر 2023. بعد بضعة أيام، تم إيقاف بطل مونديال 2018 لمدة أربع سنوات بعد ثبوت وجود مادة محظورة في اختباره بعد مباراة أودينيزي في 20 آب-أغسطس 2023.
خفّضت محكمة التحكيم الرياضي "كاس" العقوبة إلى 18 شهرا، حيث وجدت أن "تناول" المادة "لم يكن متعمدا، بل نتج عن تناول مكمل غذائي وصفه طبيب في فلوريدا".
أصبح بوغبا، منذ آذار-مارس 2025 تاريخ انتهاء إيقافه، مؤهلا للعب مجددا ليبدأ البحث عن فريق بعد انتهاء عقده مع يوفنتوس في تشرين الثاني-نوفمبر 2024.
وفي مقابلة أجراها في أيار-مايو مع مجلة "جي كيو" بنسختها الفرنسية، كشف بوغبا أن قضية اختطافه وابتزازه "أثرت على جسدي"، مؤكدا أنه سيعود "بتصميم إضافي" بعد انتهاء إيقافه.
في آذار/مارس 2022، تعرض بوغبا لكمين في شقة حيث احتجزه رجلان مقنعان تحت تهديد السلاح وابتزاه لدفع مبلغ 13 مليون يورو.
عانى بوغبا خلال تلك الفترة من لعنة الإصابة حين كان يدافع للمرة الثانية عن ألوان يوفنتوس و"واجهت مشاكل كثيرة جعلتني عاجزا عن اللعب".
لكن "هذه التجارب منحتني المزيد من العزيمة. أشعر وكأني طفل يطمح إلى الاحتراف"، مضيفا "لقد عدت بول بوغبا الصغير من رواسي-أون-بري (حيث بدأ مسيرته كطفل)، الباحث عن مكان له".
وصول بوغبا إلى موناكو أكثر من مجرد عودة نجم كرة قدم فرنسي إلى دوري "ليغ 1"، بل كان بوضوح فرصة تسويقية لا تُفوّت.
بدأ بوغبا العمل مباشرة. انضم أولا إلى بطل مونديال 1998 زين الدين زيدان في فيديو من إنتاج راعيهما المشترك والذي حظي باهتمام كبير، ثم قام برحلة إلى سان تروبيه مع المؤثر الأميركي دارين واتكينز جونيور الذي لديه 40 مليون متابع تحت اسم IShowSpeed.
بعد ذلك، أطلق هو وزوجته، زولاي، علامتهما التجارية الجديدة للمجوهرات الراقية، مصحوبة بحملة إعلامية مناسبة.
ومجموعة المجوهرات التي تحمل اسم "انبرايكيبول"، أي التي لا تُكسر، هي إشارة مباشرة إلى نهوض بوغبا من كبوته وتجاوزه كافة الصعوبات التي مر بها من دون أن يُحطم.
منذ إنهاء عقده مع يوفنتوس في تشرين الثاني-نوفمبر الماضي، كان بوغبا يعيش في الولايات المتحدة ويتدرب بمفرده حتى اتصل به موناكو وعرض عليه فرصة العودة.
أوضح بوغبا "تم استيفاء العديد من الشروط: الظروف، أسلوب الحياة، فرنسا، الدوري الفرنسي، العائلة، وبالطبع النادي".
بمجرد عودته إلى بيئة احترافية في موناكو، "بدأ الجزء السهل" بالنسبة لبوغبا الذي لا يشعر بأي قلق حيال لمسته المهارية بل ما يقض مضجعه هو استعادة اللياقة البدنية التي تمكنه المنافسة على أعلى المستويات.
بعد شهر على توقيعه مع نادي الإمارة الذي يخوض هذا الموسم دوري أبطال أوروبا بعدما أنهى الدوري الفرنسي ثالثا خلف سان جرمان ومرسيليا، انتقل بوغبا إلى المرحلة الثانية من برنامجه: تدريب فردي على أرض الملعب، وغالبا بالكرة.
قال عند وصوله "أنا مصمم. أريد العودة إلى الملعب. لكن الأمر سيستغرق وقتا".
رأى المدير العام البرازيلي في نادي الإمارة تياغو سكورو أن "كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح"، مضيفا لوكالة فرانس برس "لقد بدأ التدريبات على أرض الملعب وهو يُحرز تقدما. التوقيت يسير على ما يرام، والعملية إيجابية من دون أي مؤشرات سلبية أو انتكاسات حتى الآن".
ويراقب المدرب النمسوي لموناكو آدي هوتر تقدم بوغبا عن كثب، وهو معجب حتى الآن بالتزامه وسرعة اندماجه في الفريق الذي يُعتبر فيه اللاعب المخضرم.
إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فقد يعود بوغبا إلى المنافسات في الخريف، ربما في الوقت المناسب لمباراة فريقه على أرضه ضد جاره اللدود نيس في 5 تشرين الأول-أكتوبر.
يشدد سكور "نريد حقا أن نراه ينجح. ستكون قصة رائعة. ما سيكون مميزا أكثر من أي شيء آخر هو أن نراه يلعب في كأس العالم (2026). هذا يعني أنه قام بالكثير من الأشياء الرائعة في موناكو" الذي لم يفز بلقب الدوري الفرنسي منذ 2017.