رغم أن الهجوم الأوكراني المضاد يتعثر في تحقيق أهدافه

تايمز: فوضى بين الجنرالات الروس تضعف قبضة الكرملين

تايمز: فوضى بين الجنرالات الروس تضعف قبضة الكرملين

 رغم أن الهجوم الأوكراني المضاد يتعثر في تحقيق أهدافه المنشودة المتمثلة في استرداد الأراضي التي استولى عليها الروس، إلا أنه يؤدي إلى إضعاف قدرة موسكو على القتال.
وقالت صحيفة “تايمز” البريطانية  إ ن أوضاع الجنود الروس ازدادت سوءاً على جبهة القتال نتيجة اتساع  الانقسامات بين النخب الأمنية، وشن السلطات الروسية حملة جديدة ضد منتقدي الحرب من القوميين الروس، حيث يُنذر كل ذلك باحتمالية انهيار هيكل القيادة خلف خطوط القتال. وكان التمرد الفاشل الذي قام به يفغيني بريغوزين ومرتزقة فاغنر التابعة له الشهر الماضي وراء كل ذلك.
فبعدما ندد  بوتين بالتمرد ووصفه في بداية الأمر بأنه “طعنة في الظهر” بالإضافة إلى وصفه لبريغوزين بأنه “خائن”، اضطر   إلى عقد صفقة لتجنب نشوب حرب مفتوحة في ضواحي موسكو وإنقاذ ما يمكنه إنقاذه من المكاسب التي كانت تحققا له مجموعة فاغنر.
 
المرتزقة في إجازة
وقبل بريغوزين أخيراً نفيه إلى بيلاروسيا المجاورة، وأغلق قاعدته السابقة في مولكينو في جنوب روسيا، حيث ظهر الأسبوع الماضي في مقطع فيديو في مخيم بجنوب شرق العاصمة البيلاروسية مينسك أثناء إلقائه خطاباً مع مئات من جنود فاغنر.
ووفقاً لقائد ميداني تابع لمجموعة فاغنر رفض الإفصاح عن هويته، فإن نحو  15 ألفاً من المرتزقة، الذين يمثلون الجزء الأكبر من القوات المتبقية في المجموعة، حصلوا على “إجازات».
 
لم يكن هذا ما أراده بوتين
كان بوتين يأمل في أن تواصل جماعة فاغنر القتال في أوكرانيا. ففي اجتماع غير مسبوق في الكرملين مع الضباط الميدانيين للمجموعة، طرح بوتين عليهم فكرة الحفاظ على مناصبهم شرط القتال تحت إمرة قائد آخر. ويبدو أن عدداً كبيراً منهم كان على استعداد للقبول بذلك، لكن بريغوجين اعترض على الفكرة ورفضها.
لم يمر مشهد دعوة المتمردين إلى الكرملين وقدرتهم على رفض عرض مرور الكرام على بقية النخب الأمنية. فقد سادت موجة من الغضب الشديد وسائل التواصل الاجتماعي القومية، وفق أحد كبار محللي المخابرات الأمريكية، الذي قال بأن “حالة من الغضب الشديد تسود الجيش الروسي على وجه خاص نتيجة مقتل 13 طياراً في التمرد، ثم يأتي بوتين بعد ذلك ليطلب ممن قتلهم البقاء في روسيا، فيقابلونه بالرفض وينجون بفعلتهم».
 
اعتقال ستريلكوف
اعتقلت السلطات يوم الجمعة إيغور جيركين، الشهير بلقب “ستريلكوف”، وهو معارض كان دائماً بمثابة شوكة في خاصرة الكرملين بسبب انتقاداته للحرب. وحسب ما أفادت زوجته، فقد وجهت إليه تهمة “التطرف”، التي ربطها آخرون بهجماته على فاغنر. ووصف جيركين وزير الدفاع سيرغي شويغو بأنه “قائد ضعيف” وقال علناً إن شويغو والجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة،  قائدين غير كفوءين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضباط الجيش يشعرون بالغضب والارتباك، نظراً لشعورهم الشديد بالامتعاض من نتائج تمرد فاغنر. وصل إحباط الضباط إلى ذروته في الهجوم العنيف الذي شنه اللواء إيفان بوبوف، وهو من كبار قادة القوات الجوية الروسية، والذي يتحمل حالياً وطأة الهجوم الأوكراني المضاد على طول خط المواجهة في منطقة جنوب زابوريزجيا.
 
يأس النخبة
وحتى الآن، لا دليل على تأثير للاضطرابات السابقة على مجريات الحرب في ساحة المعركة ذاتها، ولا على وجود أي رغبة لتنفيذ انقلاب عسكري نتيجة لذلك. لكنها تُعد وبكل تأكيد دليلاً على وجود انقسام بين النخب الأمنية، التي يمكن القول إنها أصبحت تمثل مصادر القوة الرئيسية لبوتين.
ومع ذلك، يبدو أنه قد طرأ تغيير ما بعد أن تلاشى أخيراً الحاجز غير المرئي الذي عزل بوتين عن الأخطاء الفادحة والإخفاقات الناتجة عن سياساته.
وبالفعل، تسود مواقع التواصل الاجتماعي القومية والعسكرية انتقادات مباشرة بدرجة أكبر من قبل  ضد القائد العام للقوات المسلحة وضد اعتقال جيركين بعد ثلاثة أيام من دعوته لبوتين بالتنحي.
وتخلص الصحيفة إلى أن حالة التشرذم واليأس داخل الجهاز الأمني الروسي قد تجعله يتردد في الدفاع عن بوتين في حال نشوب أي أزمة مستقبلية، مشيرة إلى أن هذه التحولات من شأنها أن يكون لها تأثير حقيقي على ساحة المعركة أو في الكرملين.