رئيس الدولة يؤكد أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار في العالم
تايوان كلمة السر.. لماذا تسعى الصين لإطالة حرب روسيا وأوكرانيا؟
ترى صحيفة «التيليغراف» البريطانية أن هناك مؤشرات قوية على رغبة الصين في عرقلة أسلوب الصفقات الذي يحاول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتباعه مع روسيا، سعيًا لوقف إطلاق نار في أوكرانيا، يُفضي إلى نهاية الحرب.
وتعتقد الصحيفة أن الصين تريد للحرب الروسية الأوكرانية أن تطول لسنوات أخرى، حتى «استنزاف» المخزون الأمريكي من الأسلحة والذخيرة، قبل الحرب المرتقبة لـ»غزو تايوان».
وتخوض الولايات المتحدة وأوروبا صراعًا بالوكالة مع روسيا من خلال تزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية والتمويل، بهدف إضعاف جيش واقتصاد موسكو، وهو ما اعترف به وزير الدفاع الأمريكي السابق، لويد أوستن، في العام 2022.
وفي المقابل، تخوض الصين حربًا بالوكالة ضد الولايات المتحدة من خلال دعم موسكو، كما تقول «التيليغراف»، معتبرة أن تراجع الجاهزية القتالية الأمريكية أمر حاسم لمنع الولايات المتحدة من التدخل في غزو بكين المستقبلي لتايوان.
وقدّرت الصحيفة البريطانية أن بكين تعمل على استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق خطتها الكبرى نحو «الصين الواحدة» بحلول عام 2049، وأنها في سبيل ذلك زوّدت روسيا سرًّا وعلانية بالأسلحة والتقنيات.
وبعد امتناعها عن إرسال أنظمة أسلحة مُجمّعة بالكامل إلى روسيا، تجنّبًا لغضب واشنطن، دأبت بكين على تزويد روسيا بتقنيات ذات استخدام مزدوج تُستخدم في تصنيع المعدات العسكرية، مع الحفاظ على غطاء رقيق من الإنكار، كما تقول «التيليغراف».
وزوّدت بكين موسكو بالمكونات الأساسية للإلكترونيات الدقيقة، والبصريات للدبابات، وأجهزة استشعار الأقمار الصناعية، ومعدات الملاحة؛ وما شابهها، عبر شركات مملوكة للدولة أو سرًّا عبر أخرى وهمية، ظاهريًّا للاستخدام المدني.
وتقول «التيليغراف» إن تلك المكونات في الواقع تُعزّز القدرات القتالية لروسيا؛ ما يُمكّن موسكو من خوض حرب استنزاف طويلة الأمد في أوكرانيا.
كما يكتسب دور الصين أهمية خاصة كداعم لحملة حرب الطائرات المسيّرة الروسية، وهو تكتيك قتالي شكّل السمة المميزة للحرب في أوكرانيا، إذ يُعتقد أن موسكو تستورد طائرات مسيّرة بملايين الدولارات من بكين سنويًّا.
وبالإضافة إلى إنتاجها بالاشتراك مع شركات صينية داخل روسيا، تشير تقييمات الاستخبارات إلى أن موسكو أنشأت مصنعًا سريًا للطائرات المسيّرة في بكين من خلال شركة IEMZ Kupol، التي تتبع لشركة الأسلحة الحكومية Almaz Antey، حيث طوّر المهندسون واختبروا نموذجًا جديدًا لطائرة مسيّرة قتالية بعيدة المدى تُسمى Garpiya-3 (G3).
وباعتبارها تساعد في تغذية الاقتصاد الروسي في زمن الحرب، كانت الصين من أكبر مستوردي النفط من موسكو، حيث شكلت 47% من صادراتها من النفط الخام في يونيو-حزيران 2025. ويتم نقل الكثير من صادرات روسيا من النفط بواسطة أسطول ظل من الناقلات غير المميزة من أجل تجاوز نظام العقوبات.
وفي إطار تحالفها مع موسكو ضد الولايات المتحدة، شرعت الصين في زيادة وارداتها من الغاز الروسي، مع خفض مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، كما تصف «التيليغراف».
ورأت الصحيفة البريطانية أن الصين تسعى من وراء دعم موسكو إلى «إنهاك روسيا وأمريكا واستنزافهما عسكريًا»، عبر إطالة أمد الصراع في أوكرانيا، وإفراغ مخزون واشنطن من الأسلحة التي ذهب كثير منها إلى كييف وتل أبيب.
ووفقًا لـ»التيليغراف»، فإن «الصين ترى في تراجع الجاهزية القتالية الأمريكية أمرًا حاسمًا لمنع الولايات المتحدة من التدخل في غزوها المستقبلي لتايوان، والذي يُقدّر بعض القادة العسكريين الأمريكيين حدوثه بحلول عام 2027 تقريبًا».
وأضافت الصحيفة أنه «بالنسبة لبكين، من المرجح أن تُعطي الأولوية لتحقيق خطتها الكبرى <الصين الواحدة> بحلول عام 2049، من خلال تأمين السيطرة على تايوان، على الحفاظ على علاقة مبادلات وتجنب حرب تجارية مع واشنطن».