من جاك ما إلى بينغ شواي:

تحجب بكين بانتظام المشاهير الذين يزعجونها...!

تحجب بكين بانتظام المشاهير الذين يزعجونها...!

    ضاعفت بكين في الأيام الأخيرة صور أو مقاطع فيديو لاعبة التنس، التي اختفت عدة أسابيع بعد اتهامها مسؤولا صينيا كبيرا بالاغتصاب. هذه الرياضية ليست سوى أحدث الشخصيات الصينية التي فقدت حظوتها عند السلطة خلال بضعة أشهر.
   ومن خلال نشر صور جديدة للاعبة التنس بينغ شواي، وإعطاء الضوء الأخضر لمحادثة فيديو بين اللاعبة ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، تعطي بكين انطباعًا بأنها استسلمت جزئيًا للضغط الدولي، أو ربما حاولت دفن الجدل حول اختفاء هذه الرياضية... جدل بدأ يكتسب أهمية كبيرة في نظر السلطات الصينية.
  لأنه في الأيام الأخيرة، لم تعد الشخصيات الرياضية، منها نجوم التنس نعومي أوساكا أو سيرينا ويليامز، وحدها تطالب بتفسيرات. القادة السياسيون، جو بايدن في المقدمة، لم يترددوا في ذكر مقاطعة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة.

جاك ما: الملياردير
و “نادي كبار السن»
   ومع ذلك، فإن بينغ شواي، التي تتهم سياسيًا صينيًا رفيع المستوى بالاغتصاب، ليست للأسف أول ولا ربما آخر المشاهير الصينيين الذين يتم معاقبتهم بهذه الطريقة من قبل السلطات الصينية.
اختفت العديد من الشخصيات الاجتماعية الصينية من الإنترنت الصيني، أو اختفت تمامًا، قبل الظهور مرة أخرى على الشبكات وفي الأماكن العامة، وفي كثير من الأحيان منكسر الهامة، بما يميل إلى إظهار أن الترويع والضغط يثمران دائمًا.
   ولا شك أن اختفاء الملياردير الصيني جاك ما ثم عودة ظهوره، كان أبرز حدث في هذا السياق في الأشهر الأخيرة. بين أكتوبر 2020 ويناير الماضي، اختفى المؤسس المشارك لـ علي بابا عن الأنظار تماما، بعد فترة وجيزة من انتقاده علانية للنموذج الاقتصادي الصيني، ومقارنته بـ “نادي كبار السن”، والدعوة إلى نظام مالي جديد ‘للجيل القادم>».
   ولئن لم توبّخ بكين رسميًا رجل الأعمال، فقد اختفى هذا الأخير طيلة شهرين. ورغم تلقيه في البداية الضوء الأخضر من السلطات، فقد تم إلغاء الاكتتاب العام العملاق لآنت جروب، وهي شركة فرعية للمدفوعات عبر الإنترنت تابعة لـ علي بابا. وعندما ظهر مجددا في 20 يناير، كان جليا أن جاك ما أقل انتقادًا، حيث أشاد بجهود النظام الشيوعي للقضاء على الفقر المدقع، وهو المشروع الرئيسي للرئيس شي جين بينغ.

لي زيهوا: مراسل
 من ووهان وكوفيد
   الصحفي الصيني لي زيهوا، هو أحد أوائل المبلغين الذين أغضبوا السلطات في بداية جائحة كوفيد -19. اختفي بشكل غامض في أوائل عام 2020 بعد نشره مقاطع فيديو تصف الوضع في مدينة ووهان الصينية.
   وعاد هذا الصحفي، البالغ من العمر 25 عامًا، إلى الظهور بعد شهرين. وفي مقطع فيديو صدر في أبريل 2020، أوضح أنه اعتقل في 26 فبراير واستجوب في مركز للشرطة حيث اتهم بـ “الإخلال بالنظام العام”. وبعد 24 ساعة من الاستجواب، أُبلغ أنه لن يتم توجيه أي تهم إليه، لكن يجب وضعه في الحجر الصحي لأنه زار أماكن معرضة للخطر. وخلال هذا الحجر الصحي بالكامل، “تصرفت الشرطة بطريقة مدنية وقانونية، وتأكدت من أنني أستطيع النوم وتناول الطعام، لقد كانوا يهتمون بي حقًا”، أوضح في ذلك الوقت.

فان بينغ بينغ : الممثلة وضابط الضرائب
  قبل ذلك بعامين، في ربيع عام 2018، اختفت النجمة فان بينغ بينغ لعدة أشهر.
 الممثلة التي كانت آنذاك أشهر ممثلة في الصين، وظهرت بشكل ملحوظ في إنتاجـــــات هوليوود مثل الرجل الحديدي أو إكس مان، كانت في ذلك الوقت متورطة في تحقيق واسـع في ممارسات التهرب الضريبي في صناعة السينما.
   ثم غابت الممثلة، 37 عامًا، عن شاشات الرادار تمامًا طيلة ثلاثة أشهر.
وأثار اختفاءها، لم تظهر علنًا ولم تبعث برسائل عبر الشبكات الاجتماعية، تكهنات حارقة حول مصيرها بين متابعيها البالغ عددهم 62 مليونًا على موقع ويبو، “تويتر الصيني”. في الواقع، وضعت الممثلة “تحت المراقبة” وقت التحقيق الضريبي الذي انتهى بإدانتها بدفع ما يعادل 111 مليون يورو. وخرجت من صمتها بالاعتذار “للمجتمع” ولأصدقائها ومعجبيها و “لمصلحة الضرائب».
تشاو وي: «محو»  النجمة
 من مواقع البث
   لكن ليست كل حالات الاختفاء تنتهي ضرورة بالعودة. الممثلة الأخرى، تشاو وي، لم ترشح أي أخبار عنها منذ أغسطس الماضي فحسب، بل اختفت خاصة من الشبكات الاجتماعية واختفت معها أفلامها، مثل مولان أو شاولين سوكر، من منصات البث. الى درجة أنه وفقًا لصحيفة “جلوبال تايمز” اليومية الرسمية جدًا، كان السؤال “ماذا حدث لتشاو وي” أحد أكثر الموضوعات التي يتم التعليق عليها على موقع ويبو في اليوم التالي لاختفائها.
   لم يعرف أحد منذ ذلك التاريخ مكانها أو سبب اختفائها حتى لو لم تتردد “جلوبال تايمز” في ذكر فضائح أو مواقف معينة اتخذتها الممثلة: على سبيل المثال، كانت قد أزعجت الحزب الشيوعي عام 2001، بارتدائها زيًا يجسّم العلم الإمبراطوري الياباني.
   وحتى يومنا هذا، تقول بعض الشائعات إنها استقلت طائرة خاصة إلى فرنسا (حيث تمتلك مزارع كروم مع زوجها)، بينما يزعم البعض الآخر أنها لا تزال في الصين.
 اليقين الوحيد: نكسات النجمة تتزامن مع رغبة بكين المعلنة في محاربة “ثقافة المشاهير” التي تعتبرها “سامة».