هرتسوج يناشد ساسة إسرائيل لوقف التراشق وسط استقطاب حاد

تحذير من حرب أهلية إسرائيلية.. شرخ يكبر بين غانتس ونتنياهو

تحذير من حرب أهلية إسرائيلية.. شرخ يكبر بين غانتس ونتنياهو

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، من أن إسرائيل تسير نحو حرب أهلية، يتحمل نتنياهو المسؤولية عنها.ويرى مراقبون أن التصريح “غير المسبوق” لغانتس يعكس صورة نزاع حاد في إسرائيل، يتخطى الصراع السياسي، وسط تهديد المعارضة بالنزول إلى الشارع.
وبمجرد التحدث عن مؤشر شرخ عميق في المجتمع الإسرائيلي المنقسم إلى “إسرائيل الأولى”، كما تسمى، وتمثل إلى حد كبير اليهود الغربيين من الطبقة الوسطى الذين يديرون الاقتصاد الإسرائيلي ويتحملون عبء الخدمة العسكرية ويمثلون إسرائيل العلمانية المناهضة لنتنياهو وائتلافه المتدين.

أما المعسكر الذي يمثله نتنياهو، فهو متدين وشرقي بغالبيته، استيطاني وبعيد عن الخدمة العسكرية، ويرى أن فوزه بالانتخابات تفويض كامل من أغلبية من في الشارع للقيام بكل ما يلزم للحفاظ على مصالح هذا المعسكر “إسرائيل الثانية”، والاستفادة قدر الإمكان من مقدرات الدولة، والإصلاحات في القضاء.

ويعتبر معسكر “إسرائيل الثانية” الانتصار الانتخابي ما هو إلا ضربة لآخر معاقل “إسرائيل الأولى” بعد إحكام السيطرة على البرلمان والحكومة.
وقال بيني غانتس، وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق: “أقول لنتنياهو إذا استمريت في الطريق الذي تسير فيه فإن المسؤولية عن الحرب الأهلية التي بدأت بالوصول إلى المجتمع الإسرائيلي ستكون عليك، أقول لك اليوم أنت تختار طريق العار ونحن نختار طريق النضال المحق».

أما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فقال: “إن لدينا تفويض كامل من الشعب. هذا تحريض للتمرد ومن على منصات الكنيست، ومن لا يدين وصف وزير العدل بالنازي وحكومتي بالرايخ الثالث فهو من يزرع بذور الشغب، أن اتوجه لغانتس تراجع فورا عما قلته».
لكن غانتس لا يتراجع لا هو ولا المعسكر الذي يمثله، ويعد بمزيد من التظاهرات كتلك التي جرت في تل أبيب، والتي تعد المعارضة الاسرائيلية بأنها ستكون فاتحة لصراع طويل عنوانه الاحتكام للشارع.

«لا ضرائب دون تمثيل”، بات هذا المبدء يصف شعور “إسرائيل الأولى” التي تشعر بأنها تحمل كل أعباء الدولة دون تمثيل سياسي يحمي مصالحها إزاء “إسرائيل الثانية”، فترى أن عليها  استكمال تحررها من الظلم التاريخي الذي تعرضت له على يد “إسرائيل الأولى” منذ نشوء الدولة، والصراع بين الطرفين يصل إلى مستويات غير مسبوقة.

هرتسوج يناشد
بدوره، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج الساسة الإسرائيليين إلى وقف التراشق بين الحكومة الائتلافية المتشددة الجديدة والمعارضة من يسار الوسط.
ويرأس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي عاد إلى السلطة مجددا بعد توليه المنصب 12 عاما حتى عام 2021، كتلة مؤلفة من حزبه المحافظ ليكود وأحزاب يمينية متشددة ودينية حققت فوزا حاسما في انتخابات نوفمبر.

وأثار إدراجه لحزبي الصهيونية الدينية وعوتسماه يهوديت (قوة يهودية) في الائتلاف قلقا في الداخل والخارج نظرا لدعوات قادتهما لضم الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها، بالإضافة إلى تحريضهما في الماضي ضد نظام العدالة الإسرائيلي والأقلية العربية في البلاد.
وقال هرتسوج على تويتر “هذا توقيت حساس... في الحياة العامة الإسرائيلية... أناشدكم، أيها الممثلون المنتخبون والمواطنون من مختلف الطيف العام والسياسي، ممارسة ضبط النفس والتصرف بمسؤولية. نحن بحاجة إلى تهدئة الأمور وخفض درجة الحرارة (في الخلاف السياسي)».

جاء حديث الرئيس الإسرائيلي بعد فترة وجيزة من تصريح النائب في الكنيست عن حزب (قوة يهودية) زفيكا فوجل بأن أربعة أعضاء بارزين في المعارضة، منهم زعيمها الوسطي ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، “هم أخطر الأشخاص الموجودين في هذه اللحظة».
وأضاف فوجل في مقابلة مع وسائل الإعلام العامة “إنهم يدعون إلى الحرب... إذا كانوا يدعون لاحتجاجات، فسأعطيهم كل الحق في الاحتجاج لكنهم يتحدثون بعبارات أنني العدو - إنهم يتحدثون بلغة الحرب».

وأضاف “بالنسبة لي هذه خيانة للدولة... ونعم... هذا سبب للسجن».
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها ألقت القبض على سائق سيارة لتهديده مجموعة من المتظاهرين، الذين قال لابيد إنهم من أنصار حزبه، في مدينة بئر السبع الجنوبية من خلال القيادة على الرصيف والتوقف أمامهم مباشرة.

وردا على ذلك قال لابيد في تغريدة على تويتر “تحريض الحكومة سينتهي بإراقة الدماء”. وفي تعليق لاحق على تصريحات فوجل، كتب على تويتر أنه “هكذا تنهار الديمقراطية».

وحث بيني جانتس، وهو شخصية معارضة بارزة أخرى ووزير دفاع سابق، نتنياهو على كبح جماح شركائه اليمينيين في الائتلاف.وقال جانتس “أدعوكم إلى التنديد بالهجوم على المتظاهرين والتصريحات القاسية والعمل على جسر هوة الانقسامات في الأمة وليس تعميقها».
واعترض نتنياهو لاحقا فيما يبدو على تصريحات فوجل وانتقد أيضا تصريحات المعارضة ضد الحكومة الجديدة، قائلا إن شيطنة المعارضين أمر غير مقبول في الديمقراطية.