واشنطن وموسكو تتقاذفان مسؤولية تدهور الأمن الغذائي

تحذيرات دولية من مجاعة.. ثلاث أزمات تهدد العالم

تحذيرات دولية من مجاعة.. ثلاث أزمات تهدد العالم


في غمرة انشغال العالم طيلة عامين ونيف بجائحة فيروس كورونا المستجد، والتي لا زالت لم تتم السيطرة عليها تماما، ومع قرب دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الرابع، مخلفة أكبر أزمة دولية منذ الحرب العالمية الثانية، تحذر المنظمات الدولية وخاصة المعنية بحماية البيئة من خطر تراجع الاهتمام الدولي بظاهرة التغير المناخي، التي تهدد سلامة كوكب الأرض.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس أمس الأول الخميس من أن التغيير المناخي وفيروس كورونا والحروب وأبرزها الحرب في أوكرانيا، فاقمت أزمة الغذاء، وزادت من خطر المجاعة حول العالم.

من جانبها قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن محيطات العالم أصبحت في أعلى درجات حرارة وأعلى مستويات حمضية مسجلة منذ 26 ألف عام، بينما حذر مسؤولون من الأمم المتحدة من أن الحرب في أوكرانيا تهدد الالتزامات العالمية بمكافحة التغير المناخي.
ويرى خبراء بيئيون أن تصريحات غوتيرس تدق ناقوس الخطر من أن تضافر الأزمات البيئية والسياسية والاقتصادية والغذائية حول العالم، بات ينذر بشح الغذاء والطاقة وتفشي المجاعات في مختلف مناطق العالم.

وتعليقا على هذه التحذيرات الأممية، يقول الخبير البيئي والمناخي، وعضو الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة، أيمن قدوري، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “شغلت جائحة كورونا العالم منذ نهاية عام 2019 لتعطل الحياة بشكل كامل على مدار عام قبل تطوير اللقاحات المضادة التي ساهمت في عودة الحياة تدريجيا أواخر عام 2021 ومطلع العام الحالي، ولتطغى الأزمة الأوكرانية على المشهد وتخطف الأضواء منذ بداية عام 2022، فالحرب الروسية الأوكرانية باتت الشغل الشاغل للعالم بدوله الكبرى ومنظماته الأممية، ولتتعثر تاليا عجلة الاقتصاد العالمي».

وأضاف قدوري: “العالم مقبل أيضا على زيادة في معدلات درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة الأمر الذي سيؤدي خلال 2022-2026 لتسجيل درجات حرارة أعلى من عام 2016، الذي سجل أكبر درجة حرارة على الكوكب منذ العصور الصناعية، وارتفاع في معدلات درجات الحرارة مصحوب بزيادة في انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، السيناريو الذي يهدد بالدرجة الأساسية البحار والمحيطات».

ويوضح قدوري، وهو كذلك عضو اللجنة العالمية للمناطق المحمية: “تناقص الغطاء الجليدي وذوبانه، وزيادة درجة حرارة المياه وارتفاع مستويات وتركيز ثنائي أوكسيد الكربون، تقود لانخفاض الرقم الهيدروجيني، بالتالي ترتفع حموضة المياه بسبب امتصاص البحار والمحيطات ما يعادل 90-95‎ في المئة من ذلك الغاز من الغلاف الجوي، بمستوى متدني من الرقم الهيدروجيني وما يقابله من ارتفاع الكربونات، فتساعد هذه الظروف على تآكل كربونات الكالسيوم التي تستخدمها العديد من الكائنات في بناء أصدافها وهياكلها، فضلا عن خسارة مجتمعات الشعاب المرجانية التي تستضيف النظم الإيكولوجية الأكثر تنوعا على كوكب الأرض، حيث تنبأت عدة دراسات بهلاك مجتمعات الشعاب المرجانية خلال 25 سنة القادمة، فالانتصار لهذه النظم البيئية البحرية الحساسة والمهددة والحفاظ على استدامتها يؤدي لاستدامة سلسلة النظم البيئية».

وفي ذات السياق، قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتري تالاس، في بيان: “مناخنا يتغير أمام أعيننا، الاحتباس الحراري بسبب تأثير الانبعاثات الضارة التي تأتي من الأنشطة البشرية سيزيد من درجة حرارة الكوكب للعديد من الأجيال القادمة».
وأشار تالاس إلى أن ملف التغير المناخي ليس له مساحة تذكر من التغطية، مع تصدر أزمات أخرى مثل جائحة كوفيد- 19 والحرب في أوكرانيا لعناوين الأخبار.

وتقاذفت الولايات المتحدة وروسيا الاتّهامات في الأمم المتحدة بالمسؤولية عن التدهور المتفاقم للأمن الغذائي في العالم، ودعت واشنطن موسكو إلى السماح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بدعوة من الولايات المتحدة “توقفوا عن إعاقة عمل موانئ البحر الأسود! اسمحوا بحرية التنقل للسفن والقطارات والشاحنات التي تنقل الأغذية من أوكرانيا».
وأضاف “توقفوا عن تعليق تصدير المواد الغذائية والأسمدة إلى البلدان التي توجّه انتقادات لحربكم العدوانية”، معتبرا أن “الجيش الروسي اتّخذ فعليا الإمدادات الغذائية لملايين الأوكرانيين وملايين الأشخاص حول العالم رهينة».

في المقابل، ندد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا بوجود نية غربية “لتحميل روسيا مسؤولية مشاكل العالم كافة”، رافضا كل الاتهامات الغربية لبلاده.

وقال إن الأزمة الغذائية التي يشهدها العالم كامنة منذ زمن وأسبابها الجذرية تتأتى من “دوامة التضخم” جراء تزايد التكاليف والصعوبات اللوجستية و”عمليات المضاربة في الأسواق الغربية».

وشدد على أن أوكرانيا هي التي تعوق عمل موانئها عبر الألغام التي تنشرها على طول سواحل البحر الأسود وعبر عدم وجود نية لدى كييف للتعاون مع مالكي سفن لتمكين عشرات السفن الأجنبية من العمل.

ودان نبينزيا مجددا العقوبات التي فرضتها دول غربية على روسيا مؤكدا أن تداعياتها تسهم في التدهور المتفاقم للأمن الغذائي.
وكان بلينكن شدد قبل ذلك على أن “العقوبات لا تعوق عمل موانئ البحر الأسود ولا تنصب كمائن للسفن المحملة مواد غذائية ولا تدمر الطرق والسكك الحديد الأوكرانية».
وقال إن “العقوبات لا تمنع روسيا من تصدير الأغذية والأسمدة”، وهي “تتضمن عمدا استثناءات للأغذية والأسمدة والبذور التي مصدرها روسيا».
واعتبر أن “قرار روسيا جعل الأغذية سلاحا يأتي حصرا من موسكو».
من جهته قال سيرغي دفورنيك، عضو بعثة أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، “نطالب روسيا بوضع حد لسرقة الحبوب” الأوكرانية المقدرة اليوم بنحو 500 ألف طن و”بفك الحظر عن الموانئ البحرية الأوكرانية وبإعادة حرية الملاحة والسماح بمرور السفن التجارية».
وأضاف “نحو 400 مليون شخص حول العالم يعتمدون على إمدادات الحبوب من أوكرانيا».

وتابع الدبلوماسي الأوكراني “قبل الغزو، كانت أوكرانيا تصدّر 5 ملايين طن من الحبوب شهريا”، وهو رقم تراجع في آذار/مارس “إلى نحو 200 ألف طن فقط، وفي نيسان/أبريل إلى نحو 1,1 مليون طن».
إلى ذلك، أعلن مسؤولون قضائيون في خمس دول غربية تشكّل ما يسمّى تحالف “العيون الخمس”، أنهم يدعمون إجراءات اتخذتها أوكرانيا لمحاكمة مرتكبي جرائم حرب مرتبطة بالغزو الروسي.

وقال وزراء العدل أو المدعون العامون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا في بيان إنهم “يدعمون” إجراءات اتخذتها المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا وتهدف إلى محاسبة المسؤولين عن “جرائم حرب ارتُكبت خلال الغزو الروسي».
فتحت أوكرانيا الآلاف من قضايا جرائم الحرب التي تقول كييف إن جنودا روسًا ارتكبوها منذ 24 شباط/فبراير، وبدأت المحاكمة الأولى هذا الأسبوع.

وقال المسؤولون القضائيون في الدول الخمس في بيانهم المشترك “نؤيد السعي إلى تحقيق العدالة من جانب أوكرانيا ومن خلال التحقيقات الدولية الأخرى، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية” وغيرها من الهيئات.
وكتبوا “ندين معا تصرفات الحكومة الروسية وندعوها إلى وقف كل الانتهاكات للقانون الدولي، ووقف غزوها غير الشرعي، والتعاون في جهود تحقيق المساءلة».

كان أول جندي روسي يُحاكم بتهمة ارتكاب جريمة حرب في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي قد طلب “الصفح” الخميس من أرملة مدني أوكراني قُتِل خلال النزاع، وفق ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس خلال جلسة استماع بمحكمة في كييف.
وقال فاديم شيشيمارين “21 عاما” الذي أقر بذنبه في قتل رجل يبلغ 62 عاما في شمال شرق أوكرانيا في 28 شباط-فبراير مخاطبا أرملته كاترينا تشيليبوفا “أعلم أنكِ لن تكوني قادرة على مسامحتي لكنني أطلب منك الصفح».
ويحاكم أيضا جنديان روسيان آخران في أوكرانيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد مدنيين، مع إطلاق كييف عملية قضائية متعلقة بفظائع مزعومة بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/