تحليل: أخطاء بايدن في غزّة تعزز مكانة الصين

تحليل: أخطاء بايدن في غزّة تعزز مكانة الصين

سلط قرار وقف إطلاق النار الذي صوّت عليه مجلس الأمن في 25 مارس -آذار، الضوء على الفجوة الواسعة بين الولايات المتحدة والصين مرة أخرى فيما يتصل بالحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، فقد سارع المسؤولون الأمريكيون إلى الإشارة بأن إدارة الرئيس جو بايدن تعتبر القرار «غير ملزم» وهو ما عارضته الصين بسرعة، مشيرةً إلى ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، قال آدم غالاغر، محلل مختص بالسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط والشؤون الجيوسياسية، إنه بعد ما يقرب من 6 أشهر من الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، فإن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لا تلحق الضرر بمصالحها في المنطقة فحسب، بل توفر فوائد جيوسياسية كبيرة للصين، على الرغم من افتقار بكين إلى التزام جوهري بتعزيز السلام.
وأضاف الكاتب في مقاله بموقع «آسيا تايمز»: «يُنظر في واشنطن إلى المنافسة مع الصين بشكل عام باعتبارها التحدي الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية. ولكن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تعمل على تقويض هذه الأولوية الاستراتيجية». 
وفي مقابلة أُجريت معه مؤخراً، تساءل مسؤول في الخارجية الأمريكية، استقال بسبب سياسة بلاده تجاه غزة، عن سبب اعتبار دعم إسرائيل أكثر أهمية من «الأولويات المهمة للغاية» مثل المنافسة مع الصين وحماية حقوق الإنسان والتعامل مع تغير المناخ.
وتابع: «إذا كانت واشنطن جادة بشأن التنافس مع الصين، عليها إعادة النظر وإعادة تشكيل علاقتها مع إسرائيل، وبالتالي موقفها الأوسع في الشرق الأوسط».
وكما هو الحال في الحرب في أوكرانيا، فإن بكين سعيدة لأن واشنطن تكرس الكثير من الاهتمام للحرب في غزة، مما يترك نطاقاً أقل للتركيز على بؤر التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.
اكتفت بكين بالفرجة على حرب غزة بينما تعزل أمريكا نفسها عن العشرات من الدول غير الغربية التي تنتقد بشدة الحرب الإسرائيلية على غزة.
ولم تشارك الصين في أي جهد جاد للتوسط في عملية السلام. ولكنها سعت إلى الانضمام إلى دول مثل جنوب أفريقيا والبرازيل من خلال الدعوة إلى حل الدولتين، ورفض إدانة حماس ودعم الجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار، «مستغلةً المشاعر العالمية المعادية لإسرائيل... لرفع مكانتها في المنطقة الجنوبية من العالم».
في أعقاب الحكم الأولي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، قالت افتتاحية في وسائل الإعلام الرسمية الصينية إن «هذه الأحكام يجب أن تدفع بعض الدول الكبرى أيضاً إلى التوقف عن غض الطرف عما تفعله إسرائيل في غزة»، وذلك في إشارة صارخة إلى الولايات المتحدة. 
وفي الوقت نفسه، قالت واشنطن إن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي، على الرغم من مقتل ما يقرب من 200 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، والاعتداءات على المرافق الطبية والحد من المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.
وأكد الكاتب أن قرار إدارة بايدن الذي يقضي بأن إسرائيل ملتزمة بمذكرة الأمن القومي التي تنص على أن الدول المتلقية للأسلحة الأمريكية يجب ألا تنتهك القانون الدولي أو تمنع المساعدات الإنسانية سيزيد من إزعاج دول الجنوب العالمي التي ترى هذا النفاق.
وكانت الصين قد قامت بالفعل بتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط قبل هجوم 7 أكتوبر -تشرين الأول.
وقال الكاتب إن الأزمة الإنسانية الصادمة والخطيرة في غزة لم تجبر إدارة بايدن بعد على إعادة التفكير في نهجها تجاه إسرائيل وفلسطين والمنطقة الأوسع، ولابد أن يكون الوضع في غزة اليوم سبباً كافياً لحمل الولايات المتحدة على إعادة النظر في دعمها الطويل الأمد الذي لا يتزعزع لإسرائيل وسياستها العسكرية الأوسع في المنطقة، وبات الأمر يتعلق أيضاً بالمصالح الجيوسياسية الصعبة؛ بمعنى النهج الذي تتعامل به الولايات المتحدة مع الصراع في غزة يقوض قدرتها على التنافس مع الصين على الساحة العالمية.

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/