شيخ الأزهر يشيد بدعم رئيس الدولة لرسالة الأزهر ويثمن جهود الإمارات في تعزيز قيم التسامح
ترامب ومعجزة الشرق الأوسط.. دبلوماسية الاقتصاد بدل الجيوش
قالت الكاتبة باتيا أونغار-سارغون في تحليل بـ “نيويورك بوست” إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حقق ما وصفته بـ “المعجزة السياسية”، بعدما أوقف الحرب في غزة، وأمّن الإفراج عن 20 رهينة إسرائيلياً ظلّوا في قبضة حماس منذ 7 أكتوبر -تشرين الأول 2023، في صفقة وُصفت بغير مسبوقة من حيث تأثيرها وردود الفعل التي أثارتها في إسرائيل وغزة على حد سواء.وأضافت الكاتبة مؤلفة كتاب “الدرجة الثانية: كيف خانت النخب رجال ونساء الطبقة العاملة الأمريكية”، ومقدمة برنامج سياسي على قناة “نيوزنيشن” بعنوان “باتيا”، في مقالها “كيف صنع ترامب معجزة الشرق الأوسط بعقيدة أمريكا أولاً ذات الوجهين”، أن هذه الهدنة ليست سوى الخطوة الأولى في اتفاق سلام أوسع قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط ويُنهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الأبد.وأوضحت الكاتبة أن ما يميز إنجاز ترامب عن سابقيه أنه لم يُكلّف دافع الضرائب الأمريكي تريليونات الدولارات كما فعلت الإدارات السابقة، بل جاء ثمرة مقاربة جديدة تمزج بين النفوذ الاقتصادي، والعلاقات التجارية لتخدم مصالح الطبقة العاملة الأمريكية، وتعيد للولايات المتحدة دورها القيادي دون حروب مكلفة أو مغامرات عسكرية.
وقالت الكاتبة إن ترامب صرّح في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” بعد توقيع الاتفاق مباشرة بأن التعرفة الجمركية كانت سلاحه السري في تقريب المواقف. ونقل المقال عن ترامب “الرسوم الجمركية جلبت السلام للعالم لقد استخدمتها لأصنع فرقاً».
التجارة طريق السلام
تابعت الكاتبة أن ترامب كشف قاعدة أساسية في دبلوماسيته الجديدة مفادها أن “أمريكا لن تتعامل مع الدول التي تشعل الحروب”، وهو ما اعتبره وسيلة فعالة “لإنقاذ ملايين الأرواح”.
وأشارت الكاتبة إلى أن خمسة من أصل سبعة نزاعات عالقة في عامه الأول في الولاية الثانية حُلّت عبر اتفاقات تجارية، مؤكدة أن هذه السياسة تمثل اندماجاً نادراً بين برنامجه الاقتصادي المحلي، وسياسته الخارجية.وأضافت الكاتبة أن ترامب صمم نظامه الجمركي لإعادة التصنيع إلى الأراضي الأمريكية وإنهاء “استنزاف الاقتصاد الأمريكي” من الدول التي تغرق الأسواق ببضائع رخيصة، لكنه استخدم الأدوات نفسها لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية، من كبح تهريب الفنتانيل،
إلى إجبار شركات الأدوية على خفض الأسعار.
وأوضحت الكاتبة أن خطة السلام في الشرق الأوسط كانت امتداداً لهذه الفلسفة الاقتصادية والدبلوماسية، إذ زرع ترامب بذورها في مطلع العام، حيث حصل على استثمارات ضخمة في الصناعة الأمريكية شملت مليارات لشراء طائرات ومحركات أمريكية وتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي.
قيم مشتركة مقابل مصالح مشتركة
قالت الكاتبة إن الإدارات السابقة بنت تدخلاتها في الشرق الأوسط على “وهم القيم المشتركة” أو حلم “تصدير الديمقراطية الأمريكية”، فأنفقت تريليونات، وأزهقت آلاف الأرواح دون نتائج. أما ترامب، حسب الكاتبة، فلا يؤمن بالقيم المشتركة بل بتقاسم القيمة. وأضافت الكاتبة أن ترامب لم يسعَ لتصدير الديمقراطية بل لتصدير الصادرات، وبذلك صنع شبكة من المصالح الاقتصادية المتبادلة جعلت التعاون أكثر استقراراً من أي تحالف أيديولوجي.وتابعت الكاتبة أن “العملة هي العملة الحقيقية للصداقة في عقيدة ترامب”، مشيرة إلى أن علاقاته مع دول المنطقة ، قامت على الشراكة الاقتصادية التي تضمن مصالح الطرفين. وأوضحت أن هذه الصيغة الاقتصادية كانت “الوصفة السرّية” التي جعلت السياسة الخارجية والسياسة الداخلية وجهين لعملة واحدة في مشروع ترامب.وأضافت الكاتبة أن ترامب استخدم التعرفة الجمركية لإجبار قادة العالم على انتهاج سياسات تخدم الطبقة الوسطى الأمريكية، بربط ازدهار بلاده بالاستقرار العالمي قائلاً: “عندما يربح العمال الأمريكيون، يصبح السلام العالمي مصلحة مشتركة للجميع».وقالت الكاتبة إن ما حدث في غزة ليس سوى مثالاً على ما يمكن أن تحققه “عقيدة أمريكا أولاً” عندما تُترجم إلى دبلوماسية قائمة على المصالح الاقتصادية المشتركة، لا على الشعارات الأخلاقية أو القوة العسكرية. وختمت الكاتبة بالقول إن نجاح ترامب في جعل “الازدهار المشترك شرطاً للسلام العالمي” يمثل تحولاً في فهم السياسة الدولية، مؤكدة أن “المعجزة الحقيقية ليست وقف الحرب، بل إعادة تعريف أدوات السلام».