رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
ترامب وهاريس.. من يستطيع حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
مع اقتراب المعترك الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة، بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، تتزايد التكهنات بشأن قدرة المرشحين على حل الصراع المتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
في تقريرها المنشور في صحيفة «هآرتس» تشير داليا شيندلين إلى أن ترامب وهاريس لا يمتلكان القدرة على حل الصراع ووفق الكاتبة، ربما تكون كامالا هاريس «فازت» بالمناظرة الرئاسية ضد دونالد ترامب، لكنها لم تحاول حتى أن تشرح كيف ستكسر الجمود بشأن حرب غزة.
وبحسب التقرير، فإن رئاسة ترامب «ستكون أكثر كارثية»، والطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق هي أن ترغب إسرائيل نفسها في تغيير اتجاهها.
السياسة الخارجية
وتتحدث شيندلين عن أن الرؤساء في ولايتهم الأولى قد يكونون سيئين للغاية في التعامل مع السياسة الخارجية. ففي فترة ولاية بيل كلينتون الأولى، لم تحدث إبادة جماعية واحدة، بل اثنتان في البوسنة ورواندا، إلى جانب الكارثة التي حلت بالبلاد في الصومال.
ولم يكن حاكم أركنساس السابق يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع السياسة الخارجية.
أما جورج دبليو بوش فكان أيضاً من خارج السياسة المحلية، حيث خدم لمدة خمس سنوات حاكماً لولاية تكساس. وفي وقت مبكر من ولايته الأولى، ضربت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ورداً على ذلك، شن حرب العراق، فأظهر حكمة بدائية في السياسة الخارجية.
وأصبحت تلك الحرب واحدة من أكثر السياسات كارثية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، فقد كانت سيئة بالنسبة للعراق والشرق الأوسط، وسيئة بالنسبة للعالم.
وإذا فازت كامالا هاريس في نوفمبر -تشرين الثاني ربما تقع هي أيضاً في مأزق السياسة الخارجية خلال ولايتها الأولى، على الرغم من اكتسابها المزيد من الخبرة في العمل مقارنة بمن سبقوها في منصب نائب الرئيس.
ولكن إذا حكمنا من خلال المناظرة التي جرت هذا الأسبوع، ومن خلال الفقرات الأربع الموجزة حول السياسة الخارجية في برنامج حملتها الانتخابية، فمن الصعب أن نتوقع أي شيء رائع، على الأقل في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية. واكتسبت هاريس أكبر قدر من الخبرة في السياسة الخارجية في عهد الرئيس جو بايدن، الذي تبنى نهجاً «غير مبال» تجاه إسرائيل وفلسطين قبل الحرب، بحسب التقرير.
وكان هدف الإدارة قبل السابع من أكتوبر -تشرين الأول هو إبعاد الشرق الأوسط عن طاولة المفاوضات، حتى يتمكن الرئيس من التركيز على الصين.
وعملياً، كان هذا يعني السماح لحكومة بنيامين نتانياهو بالمضي قدماً في عملية ضم أراض جديدة في الضفة الغربية، مع الاستمرار في خنق غزة.
كما كان يعني هذا أن الولايات المتحدة تقبلت الفكرة (التي لا أساس لها من الصحة) بأن إحياء عملية السلام القائمة على حل الدولتين سيكون بمثابة فشل سياسي مكلف.
السابع من أكتوبر
منذ السابع من أكتوبر -تشرين الأول والحرب التي تلتها في غزة، كانت الإدارة الأمريكية غنية بالحماسة الأخلاقية والبلاغية.
وفي بعض الأحيان، كانت هاريس في موقف متقدم من الدعوة علناً إلى وقف إطلاق النار أو انتقاد الدمار والموت الذي لا يمكن تصوره في غزة.
وكررت هذه السطور بتواضع، ولكن بحذر أثناء مناظرة يوم الثلاثاء، وبدت ملتزمة بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، ولكن يجب أن تنتهي الحرب ويجب أن يعود الرهائن. كما أكدت دعمها لحل الدولتين، وجادلت أيضاً بأن الفلسطينيين يحتاجون إلى الأمن والكرامة وتقرير المصير. وترى الكاتبة أنه كان من المنطقي استراتيجياً أن ترغب هاريس في احتواء هذه القضية الملتهبة أثناء المناقشة ضد دونالد ترامب.
وبحسب التقرير، فشلت إدارة بايدن حتى الآن في تحقيق أهم أهداف هذه الحرب على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية، ألا وهو وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. ولعل السبب في ذلك هو أن الإدارة، من أجل تحقيق هذه الأهداف، استثمرت في المقام الأول الوقت والكلام على الصعيد الدبلوماسي، وأطلقت تحذيرات سياسية فاترة لإسرائيل في شكل عقوبات ضد عدد قليل من الأفراد والمنظمات المختارة (في الضفة الغربية)، وإبطاء شحنة واحدة من الأسلحة. لكن الإدارة الأمريكية أغدقت الدعم على إسرائيل لمواصلة الحرب، بالأسلحة والمساعدات المالية والغطاء السياسي في المحافل الدولية.
دعم حل الدولتين
وكانت الإدارة أكثر نجاحاً في ردع التصعيد الإقليمي الكامل، وهو أمر جيد، ولكنه ليس كافياً لقتل المدنيين في غزة، أو الرهائن الإسرائيليين، كل ساعة.
ونظراً للمستوى المتدني، والمعارضة الصارخة المتزايدة لحل الدولتين في الحكومة الإسرائيلية، فليس من السيئ أن تكرر هاريس دعمها لحل الدولتين.
ولا يبدو أن بايدن ولا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين حريصان على قول هذه الكلمات بأنفسهما في الأشهر الأخيرة ناهيك عن المعارضة الإسرائيلية.
في يوم الثلاثاء، سأل المشرفون على المناظرة هاريس عن الكيفية التي تخطط بها لكسر الجمود بشأن الحرب، ولم تحاول حتى الإجابة.
ووفق التقرير، فإن سياسات ترامب المتمثلة في إغداق الهدايا على إسرائيل وتعزيز التطبيع في الشرق الأوسط من أجل التخلص من الوضع الفلسطيني كانت من بين العوامل الأساسية وراء اليأس الفلسطيني الذي انفجر في نهاية المطاف.
ولم تتدخل هاريس في هذه القضايا أثناء المناظرة، وهو أمر غير مفاجئ، بحسب الكاتبة. ولكن من المخيب للآمال أنها لم تتحداه حتى في قضايا أقل أهمية، فقد زعم ترامب في المناظرة أن إيران أصبحت أكثر جرأة تحت إدارة بايدن.