رئيس الدولة:وفد الوطن بالكفاءات الوطنية النوعية على قائمة أولويات
ضمن برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة
تريندز يؤكد أهمية تعميم التجربة الإماراتية من خلال دراسة اتجاهات وتوجهات الشباب العربي حول السلام والتسامح
شارك وفد من باحثي «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» في حلقة نقاشية ضمن مبادرة «سفراء التسامح»، بالمخيم التدريبي المتخصص، الذي عقد تحت مظلة برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، ونظمه مركز الشباب العربي بالتعاون مع وزارة الخارجية.
وقدم رئيس الوفد سلطان العلي، مدير إدارة الباروميتر العالمي في «تريندز»، ورقة عمل حول الدراسة التي أعدتها إدارة الباروميتر بعنوان: «اتجاهات وتوجهات الشباب العربي حول السلام والتسامح“، مؤكداً أهمية تعميم التجربة الإماراتية في نشر قيم التعايش والتسامح واستنساخها.
وأشار إلى أن "تريندز"، وفي إطار التعاون المثمر مع مركز الشباب العربي ووزارة الخارجية، نفذ مشروعاً بحثياً يهدف إلى التعرف على واقع اتجاهات وتوجهات الشباب العربي وتصوراته نحو السلام والاستقرار والتسامح، ومعرفة النقاط المساهمة في تعزيز التوجه الإيجابي نحو تلك القيم لديهم، لتعزيزها، ومعالجة نقاط الضعف والمعوقات التي تساهم في منع أو تحجيم انتشار تلك القيم بين الشباب العربي.
وذكر أن فريق عمل باروميتر تريندز عمل في اتجاهين، للتأكد من صحة النتائج، الأول هو دراسة تقوم على تحليل بيانات لاستطلاعات الرأي العالمية، والاتجاه الثاني دراسة تنطلق من مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بقصد المقارنة بين الواقع والعالم الافتراضي.
وقال إن الدراستين تناولتا عينة من 16 دولة، هي "الإمارات، والبحرين، والكويت، وعُمان، وفلسطين، ومصر، والجزائر، والمغرب، وتونس، وليبيا، وموريتانيا، والسودان، واليمن، وسوريا، والعراق، والأردن".
وحول منهجيات الدراسة بين سلطان العلي أن الدراسة الميدانية، اعتمدت منهجية كمية تقوم على تحليل بيانات لاستطلاعات الرأي العالمية، حيث بلغ حجم عينة الباروميتر 26,780 فرداً من 12 بلداً عربياً. أمّا عينة المسح العالمي للقيم فقد وصلت إلى حوالي 10 آلاف فرد، فيما تم انتقاء 30 سؤالاً من استمارة الباروميتر والمسح العالمي، من بين أكثر من 300 سؤال للاستبيانين.
وقد جرى اختيار الأسئلة وفقاً لمعيارين؛ الأول يشمل متغيرات مستقلة، تمثل سياق موضوع الدراسة، والثاني يشمل متغيرات تمثل المتغير التابع، وهي قيمة السلام ومكوناتها.
وقال إن دراسة مواقع التواصل الاجتماعي، اعتمدت بصورة أساسية على منهجين، هما تحليل المضمون والنتنوجرافي، حيث تم استخدام أحدث التقنيات المتخصصة في جمع البيانات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي، مع تدخل بشري في معالجة البيانات والتأكد من صحتها، ووضع تقييم كامل للآراء وتوجهاتها من خلال فريق من الخبراء.
وأوضح أن نتائج الدراسة الميدانية بينت أن 76.1 % من المستطلعين من الشباب العربي عبروا عن توجه سلمي بشكل عام، منهم 21.8% أبدوا توجهاً عالياً نحو السلمية والسلام، و54.3 % أبدوا توجهاً سلمياً إلى حد ما، وكان الذكور أكثر توجهاً نحو السلم من الإناث، ولو بفارق بسيط، كما كانت المستويات التعليمية العليا لديهم أعلى نحو ثقافة السلم، بحيث تبلغ نسب التوجه السلمي لدى مستويات التعليم العالي 78.5% مقابل 70% عند ذوي المستوى التعليمي المنخفض.
وأشارت الدراسة إلى أنه توجد اختلافات مهمة بين شباب الدول العربية في ثقافة السلم، وقد سجلت الكويت أعلى نسبة بواقع 98.4%، تلتها مصر بنسبة 87.1%، ثم اليمن بنسبة 83.7%، وبعدها السودان بنسبة 85.6%.
وذكر مدير إدارة الباروميتر العالمي في "تريندز" أنه عند تحليل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي مثَّل العاملون في المجال الصحفي النسبة الغالبة المهتمة بقضايا السلام والتسامح والاستقرار بنسبة 22.8%. ووفقاً للنوع الاجتماعي، فقد مثل الذكور النسبة الغالبة من التفاعلات بنسبة 61.8%، فيما مثّلت (اليمن)، النسبة الغالبة في الاهتمام بقضايا السلام والاستقرار والتسامح؛ وذلك بنسبة 65.5%.
وبينت الدراسة أن النسبة الغالبة من اهتمام الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب العربي بالسلام كانت مرتبطة باليمن بنسبة «79.1%»، في حين جاءت النسبة الغالبة من اهتمام الشباب العربي بالاستقرار في الحديث حول ليبيا بنسبة «28.4%»، وجاءت النسبة الغالبة من اهتمام الشباب العربي بالتسامح في الحديث حول إسرائيل بنسبة «83.1%». وأوضحت الدراسة أن اهتمام الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب العربي انصب بصورة رئيسية على قضايا السلام، بنسبة 59.4%، مقابل نسبة 25.8% للتسامح، ونسبة 17.4% للاستقرار.
وقال سلطان العلي إنه نظراً لأن ثقافة السلام لا يمكن لها أن تنمو وتزدهر إلَّا في سياق عام تتوافر فيه شروط قيم الثقة والتعاون والحوكمة الرشيدة، ونظراً أيضاً لتسجيل الشباب العربي معدلات منخفضة على محاور ومؤشرات الثقة والحوكمة، متمثلةً في انتشار الفساد وعدم الشفافية وسوء الخدمات، فإنه بالتالي يجب العمل على تمكين الشباب أكثر وفقاً لمتطلبات سوق العمل، والتوعية بأهمية الصحة النفسية، وتوطيد العلاقة بين الحكومات والشباب، وتفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد، وتفعيل دور المجتمع المدني، وتعزيز المشاركة السياسية، وتعميم التجربة الإماراتية في نشر قيم التعايش والتسامح، ومن المفيد استنساخ التجربة الإماراتية في تعزيز قيم التسامح والتعايش، كما جاء في إنشاء وزارة التسامح وما ينتج عنها من مبادرات، ونموذج بيت العائلة الإبراهيمي، ووثيقة الأخُوّة الإنسانية، وغيرها من المبادرات، في الدول العربية الأخرى، وذلك لكون الدراسة أظهرت أن نسبة 33.6% لا يحبذون أن يكون جيرانهم من ديانة مختلفة، كما رأت نسبة 23.1% من الشباب العربي أنهم لا يودون السكن قرب أناس من عرق أو لون مختلف عنهم.