عشية زيارة بايدن للمنطقة
تريندز يصدر دراسة جديدة بعنوان: «بايدن والشرق الأوسط: أين يُعَاد التوازن؟»
أصدر “مركز تريندز للبحوث والاستشارات” دراسة جديدة بعنوان: “بايدن والشرق الأوسط: أين يُعاد التوازن؟”، وهي دراسة تقيّم الدوافع الجيوسياسية للزيارة، والآثار المترتبة على القوى الإقليمية، والأهداف القصيرة والطويلة المدى للزيارة بالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأكدت الدراسة، التي صدرت باللغة الإنجليزية وأعدها الدكتور جيمس أ. راسل، الأستاذ المشارك - بقسم شؤون الأمن القومي - الكلية البحرية للدراسات العليا بالولايات المتحدة، أنه يجب النظر إلى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على أنها إعادة تأكيد للحقائق البديهية الخالدة المتعلقة بالجغرافيا السياسية للاستراتيجية الأمريكية وسياستها الخارجية.
وأشارت إلى أنه بينما ينطلق الرئيس بايدن في رحلته إلى الشرق الأوسط التي طال انتظارها، والتي ستأخذه إلى المملكة العربية السعودية وإسرائيل والضفة الغربية، فإن هناك لازمة مماثلة معلّقة على خط سير الرحلة تشير إلى أن بايدن مجبر على الرضوخ لقواعد السياسة الدولية.
وبينت الدراسة أن السياسة الدولية تتطلب التكيف، موضحة أن ما تم بناؤه على مسار الحملة الانتخابية لبايدن تفكك تدريجياً بعد الانتخابات؛ لأن عدة عوامل طرأت منذ توليه منصب الرئاسة الامريكية؛ أبرزها سياسات وباء كورونا المتصدعة في الداخل والخارج، بالاقتران مع الهزات الاقتصادية العالمية واضطرابات سلسلة التوريد، والانقسامات السياسية الداخلية المنهكة التي استنزفت القوة الأمريكية في الداخل والخارج. والاقتصاد المحلي الذي أدى إلى زيادات حادة في الأسعار وتضخم في الداخل؛ الأمر الذي تطلّب بدوره من الاحتياطي الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة بشكل حاد، وعدم استعداد غامض ومفروض على الذات للوفاء بتعهد حملته الانتخابية بإعادة الدخول في الاتفاق النووي الإيراني الذي كان الرئيس السابق ترامب قد أبطله، وحرب روسيا في أوكرانيا وتحدي بوتين الأوسع للغرب، وهي الحرب التي تستمر في إرسال موجات الصدمة في جميع أنحاء النظام الدولي.وذكرت الدراسة أنه يجب النظر إلى رحلة بايدن القادمة إلى الشرق الأوسط في سياق هذه التحديات المتنوعة في الداخل والخارج، مبينة أن الرئيس بايدن،مثل العديد من رؤساء الولايات المتحدة قبله، يحتاج إلى الدعم السعودي في أسواق الطاقة العالمية التي تأثرت بالوباء والحرب في أوكرانيا، كما أن بايدن يحتاج إلى دعم إقليمي للتحالف العالمي المناهض لروسيا الذي يضع الغرب في مواجهة بوتين، وبدرجة أقل ضد الصين. وهنا يجيء التأكيد على أن الغرب يحتاج إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لاستبدال النفط والغاز الطبيعي الروسي المحظور، من أجل الحفاظ على الضغط الاقتصادي على بوتين.
وأشارت أيضاً إلى أن الولايات المتحدة، ومعها الغرب، تتكيف ببطء ولكن بثبات مع الحقائق العالمية المحيطة بصعود الصين، والتي يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها جهة فاعلة.
وتوقفت الدراسة عند تداعيات زيارة بادين على القوى الإقليمية، حيث سيصل بايدن إلى شرق أوسط متحول سياسياً، إذ أصبحت المنطقة اليوم نموذجاً مصغراً لما يمكن أن يصفه علماء السياسة بأنه “متعدد الأقطاب”، كما أن الاتفاقات الإبراهيمية سيكون لها بعد واضح في هذه الزيارة، كما أكدت على أن الهدف الرئيسي لبايدن هو إصلاح الشراكة الأمريكية السعودية؛ نظراً لما تشكله المملكة العربية السعودية من ثقل سياسي وعسكري في المنطقة.
وذكرت الدراسة أنه ليس من الواضح ما الأهداف الملموسة الأخرى التي يمكن تحقيقها من خلال هذه الزيارة، مشيرة إلى أن محادثات مباشرة ستُجرَى في القدس والرياض حول الانهيار البطيء للاتفاق النووي الإيراني، ورأت أنه لا يُتوقع شيء حول الشأن الفلسطيني، مع عدم وجود “خطة سلام” جديدة في جيب الرئيس بايدن .وخلصت الدراسة إلى أن الحقائق الخالدة للجغرافيا السياسية تدفع الرئيس بايدن إلى المنطقة، ولاسيما الحاجة إلى إصلاح الشراكة الأمريكية السعودية، كما أن الزيارة تسلط الضوء على حقيقة بديهية أخرى في السياسة الدولية؛ وهي أنه لا ينبغي للدول أن تتخلى عن شركائها وحلفائها مصادفة، وقالت إن رحلة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط تذكير بأنه في حين أن الخصائص الأساسية للنظام الدولي قد تكون مرفوضة، فإنه لا يمكن - بالضرورة - تغييرها لتتوافق مع العالم كما نريد.