تصدعات جديدة داخل مجلس الحرب الإسرائيلي

تصدعات جديدة داخل مجلس الحرب الإسرائيلي

شكك عضو في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي إيزنكوت في الاستراتيجية المعتمدة لتحرير الرهائن لدى حركة حماس، معتبراً أن وقفاً للنار وحده في إمكانه تحريرهم، في الوقت الذي يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعوات الولايات المتحدة إلى خفض العمليات العسكرية. 
ورأت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أن تعلقيات إيزنكوت رئيس الأركان السابق، تشكل دليلاً آخر على الخلافات بين المسؤولين الإسرائيليين حول طريقة إدارة الحرب ضد حماس التي تمر الان في شهرها الرابع.  
 
وفي تصريحه العلني الأول على مسار الحرب، قال إيزنكوت إن المزاعم بامكان تحرير عشرات الرهائن بوسيلة غير وقف النار، هي مجرد «أوهام»، في انتقاد ضمني لنتانياهو، الذي يترأس مجلس الحرب المؤلف من خمسة وزراء والذي يصر على أن مواصلة الحرب ستؤمن الإفراج عنهم.  
وأتى كلام إيزنكوت بينما كثف بعض أقارب الرهائن من احتجاجاتهم، كعلامة على الإحباط المتزايد حيال افتقار الحكومة إلى تحقيق مزيد من التقدم نحو صفقة تحرر بقية الرهائن.        والولايات المتحدة، الحليف الأوثق لإسرائيل، قدمت لها دعماً عسكرياً وديبلوماسياً قوياً لحملتها، لكنها بدأت تصعد من دعواتها لخفض العمليات العسكرية، واتخاذ خطوات نحو تأسيس دولة فلسطينية بعد الحرب، الأمر الذي يرفضه نتنياهو بقوة.  
 
وبدأ المعلقون يتساءلون ما إذا كانت أهداف نتنياهو واقعية، أخذاً في الاعتبار الخطوات البطيئة للهجوم وتصاعد الانتقادات الدولية، بما فيها اتهامات لإسرائيل بارتكاب ابادة أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، الأمر الذي تنفيه إسرائيل بشدة.   ويتهم المنتقدون نتنياهو بمحاولة تفادي توجيه اللوم إليه حول الإخفاق الحكومي، والحفاظ على ائتلافه سليماً واستبعاد الانتخابات. وتظهر استطلاعات الرأي أن شعبية نتنياهو، الذي يخضع أصلاً للمحاكمة باتهامات فساد، قد هوت خلال الحرب.     
 
ويقول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قواته دمرت هيكلية القيادة لدى حماس في شمال غزة، حيث انسحبت من هناك قوات إسرائيلية كبيرة في وقت سابق من الأسبوع، وأن التركيز جارٍ الآن على الجزء الجنوبي من القطاع. لكن إيزنكوت يقول :»لم نحقق انجازاً استراتيجياً حتى الآن، وإنما جزئياً...لم نقضِ على حماس».    ولا تزال الحركة المتشددة تقاتل في أنحاء غزة، حتى في أكثر الأماكن تدميراً، وتطلق صواريخ على إسرائيل.   وفي انتقاد ضمني لنتنياهو، قال إيزنكوت إن القرارات الاستراتيجية حول طريقة إدارة الحرب، كان يجب أن تبدأ فوراً عقب شن الحرب.    ويتردد صدى الحرب في أرجاء الشرق الأوسط، مع قيام مجموعات متحالفة مع إيران بمهاجمة الأهداف الأمريكية والإسرائيلية. وتهدد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بتفجير حرب شاملة، فضلاً عن مواصلة المتمردين الحوثيين في اليمن استهداف الملاحة البحرية الدولية على رغم الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة. وأقر الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن القصف الذي يستهدف المتمردين لم يؤدِ بعد إلى وقف هجماتهم على السفن في ممر البحر الأحمر الضروري.