رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
تفاصيل صادمة تكشف للمرة الأولى عن سرقة الأرشيف النووي الإيراني
قدم يوسي كوهين الذي تقاعد كرئيس للموساد الأسبوع الماضي، تفاصيل دقيقة للغاية عن النشاطات الأخيرة لهاز الاستخبارات الاسرائيلية ضد إيران، وتفاعلاته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومهنته السرية في مقابلة استثنائية بثها التلفزيون الإسرائيلي مساء الخميس.
ولمح كوهين إلى أن وكالته فجرت منشأة للطرد المركزي الإيرانية تحت الأرض في نطنز، وقدم وصفًا دقيقًا للعملية التي سرق فيها الموساد الأرشيف النووي الإيراني من خزائن في مستودع بطهران، وأكد أن العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده كان تحت مراقبة الموساد، وأن على النظام الإيراني ان يفهم أن إسرائيل تعني ما تقوله عندما تتعهد بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وفي المقابلة، وصف كوهين تخطيط وتنفيذ سرقة الموساد لأرشيف ضخم من الوثائق النووية الإيرانية من مستودع في طهران ليلة 31 يناير (كانون الثاني) 2018، وهي العملية التي أعلنت إسرائيل المسؤولية عنها علناً.
وقال كوهيم إنه أدار العملية من مركز قيادة الموساد في تل أبيب، وأن الوكالة بدأت العمل على تنفيذها، بناء على تعليماته، قبل عامين.
قال كوهين: “لقد فهمنا أنهم كانوا يخزنون سراً أسرارهم النووية، أشياء لم نكن نعرفها ... قررت أننا بحاجة لمعرفة ما يخطط له الإيرانيون لنا، وقد طلبت من شعبي الاستعداد لإحضار هذا الوطن” لأن من المحتمل أن تظهر “الصورة الأوسع” للبرنامج الإيراني.
وقالت الصحافية ايلان دايان التي أجرت المقابلة معه إن عشرين من عملاء الموساد شاركوا في العملية على الأرض، ولم يكن أي منهم من مواطني إسرائيل.
وأشار كوهين إلى أن الموساد بنى نسخة طبق الأصل من الموقع، وتعلم كل شيء عن الحاويات التي تحتوي على المواد، وعرف كيف تم ترتيب الحاويات. قال كوهين: “طرأت مشكلة معينة” في الليلة نفسها، في ما يتعلق “بشيء عرفناه” يبدو أنه تغير، ولكن تم اتخاذ القرار للمضي قدماً كما هو مخطط له.
وأضاف كوهين أنهم علموا أن لديهم سبع ساعات كحد أقصى في الموقع، و”بعد ذلك ستصل الشاحنات والحراس والعمال” و “لا يمكنك القفز من فوق الأسوار واختراق الجدران».
32 خزنة
وقام الفريق بتعطيل أجهزة الإنذار وإزالة أبواب المستودع وفتح 32 خزانة تحتوي على المواد. وقال كوهين إن فتح الخزائن مثل تلك يستغرق “أكثر من دقيقة لكل منها”. ولفت إلى أنه عندما تم فحص صور الوثائق الفارسية وغيرها من المواد الموجودة في الخزائن في مركز القيادة في تل أبيب في الوقت الفعلي، و “أدركنا أن لدينا ما نريد، وأننا وصلنا إلى برنامج إيران النووي العسكري...كانت هناك فرحة لا تصدق لنا جميعاً».
وأشارت دايان إلى أن “الموساد” أرسل العديد من الشاحنات في جميع أنحاء منطقة طهران لتشتيت الانتباه عن الشاحنة التي تحمل 50 ألف وثيقة و163 قرصاً مدمجاً من إيران، ولم ينف كوهين ذلك.
قال إن الإيرانيين علموا بحلول الصباح أن المستودع قد أفرغ، وتم إغلاق جميع نقاط الخروج من البلاد. وأضاف: “علمنا أنهم سيلاحقوننا...لقد أخذنا أسرارهم الأكثر حساسية».
نقل الكثير منها رقمياً
وكشف ديان أنه بسبب المخاوف من أن المواد قد لا تخرج، تم نقل الكثير منها رقمياً إلى تل أبيب قبل أن تعبر الشاحنة الحدود.
وأوضح كوهين أنه أخبر نتنياهو “بمجرد مغادرتنا للموقع ... أن الجزء الأول من العملية قد اكتمل”، وأن التحدي الآن هو إعادة المواد إلى الوطن. وأكد أن جميع العناصر الذين شاركوا في العملية بصحة جدية، وإن يكن بعضهم بحاجة إلى إخراجهم من إيران.
وكشف نتنياهو النقاب عن “الكنز” في مؤتمر صحافي في أبريل (نيسان) 2018، وصف فيه العملية بأنها “واحدة من أعظم الإنجازات الاستخباراتية في تاريخ إسرائيل” ودليل على أن “إيران كذبت” عندما زعمت أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.