تقرير إسرائيلي: أزمة لبنان تقرّب نصرالله من تحقيق طموحاته
أفاد الكاتب اسحق ليفانون أن الأزمة الطائفية والسياسية والإيديولوجية والاستراتيجية في لبنان تقرّب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر من تحقيق طموحاته لمستقبل الدولة، معتبراً أن “هذا سبب يدفعنا للقلق»
وكتب في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “من منا يتذكر ما صرح به زعيم حزب الله سنة 1986 لصحيفة الخليج الاماراتية؟ لمن لا يذكر فقد قال، من بين أمور أخرى، بأن تطلعاته أن يتحول لبنان إلى جزء من خطة عامة للعالم الإسلامي تلغى في إطارها كافة الامتيازات، مع الحفاظ على حقوق الاقليات. لذلك سيكون سعيداً في انهيار النظام في لبنان».
وقال: “هل يقرّبه التفكك اللبناني الجاري في أيامنا هذه من تحقيق تطلعاته؟ عندما تأسس حزب الله عام 1985 تركزت مهمته بما اطلق عليه لقب “المقاومة” للوجود الاسرائيلي في لبنان. وبعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000 وتسوية نزاعه الدموي مع خصمه نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية، ومن خلال الوساطة الايرانية، تحول حزب الله إلى منظمة سياسية. بمساعدة إيران، تمكن الحزب من السيطرة رويداً رويداً على الحياة السياسية في لبنان، كما حاز على مخزون سلاح يعتز به أي جيش نظامي».
اليوم لا قوة سياسية أو عسكرية في لبنان تستطيع مواجهة حزب الله، بما في ذلك الجيش اللبناني. لذلك، فإن الأزمة الخطيرة التي يمر بها لبنان حالياً تقرب نصر الله من تحقيق تطلعاته حول مستقبل الدولة التي كانت تلقب فيما مضى بسويسرا الشرق الاوسط. رأى ليفانون “أننا نشاهد أزمة طائفية وسياسية وإيديولجية واستراتيجية. إذا لم تتشكل قوة سياسية، اقتصادية وحتى عسكرية قادرة على مواجهة حزب الله، فإنه من المحتمل ان يتفكك النمط الطائفي الذي ساد لبنان منذ استقلاله عام 1943».
الكعكة اللبنانية
لن يشعر نصر الله بالأسى اذا اختفى النظام الحالي بسبب الفساد والوضع الاقتصادي والتوترات السياسية. المهم بالنسبة إليه، ألا يتم اتهامه بذلك. انهيار النظام القائم سوف يمكن نصر الله من المطالبة بجزء أكبر من الكعكة اللبنانية. وفي مواجهة التقسيم القائم حالياً بين الطوائف السنية والمسيحية، سوف يطالب بتقسيم ثلاثية، بين المسيحيين والسنة والشيعة. السنة والمسيحيون هم طليعيو الاقتصاد في لبنان، لذلك، فإن الانهيار الاقتصادي سوف يشكل ضربة للطائفتين ويضعفهما في مواجهة الطائفة الشيعية.
يقف لبنان الان على مفترق طرق خطر. باستثناء حزب الله، فإن سائر الطوائف ليست مؤهلة للمواجهة إلا اذا عادت إلى تشكيل ميليشيات مسلحة للدفاع عن طوائفها، وهذا ما يطلقون عليه اسم الحرب الأهلية. الحكومة مشلولة، وليس هناك من حل في الأفق.
شدة اليأس
ورأى ليفانون أن المواطنين استسلموا من شدة اليأس. وفي حال إنهاء العقوبات الأمريكية على إيران فسوف تتدفق الأموال على حزب الله. والجيش الذي يشكل حتى هذه اللحظة المرساة الوحيدة لمنع الانهيار الكامل للدولة، يعمل ضمن ظروف صعبة، ومستقبله كجسم موحد ليس واضحاً.
وحدهما فرنسا والولايات المتحدة تستطيعان التدخل مباشرة لانقاذ الوضع عبر تقديم مساعدات مالية ضخمة ومن خلال الاشراف وممارسة الضغط لتأليف حكومة برئاسة الحريري دون تأخير، وتقوية الطوائف الأخرى، والحد من النشاط الإيراني عبر الاتفاق النووي، بما في ذلك الأسلحة الدقيقة المتواجدة لدى حزب الله، وتوفير وجود عسكري أمريكي وفرنسي مشترك قبالة شواطئ لبنان، لمنع خطط ايران وحزب الله التآمرية. باختصار، عليهما انقاذ لبنان من الانهيار الكامل عبر التدخل المباشر.
وعلى إسرائيل أن تعمل على تنسيق مواقفها مع الحكومة الأمريكية، وأن تحدد لها الخطوط الحمراء في المواضيع التي تمس الأمن الإسرائيلي. ولا شك بأن واشنطن ستحسن الاستماع للمطالب الإسرائيلية.