خلال الاشتباكات مع قوات حلف شمال الأطلسي

تقرير بريطاني يحذر من خطط روسيا النووية

تقرير بريطاني يحذر من خطط روسيا النووية

هدد الكرملين باستخدام رؤوسه الحربية منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ويعتقد مركز أبحاث بريطاني أن النكسات العسكرية الأخيرة قد تدفعه إلى الابتعاد عن الأسلحة التقليدية.
وحذّر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني، من أن روسيا ستشعر بالجرأة لاستخدام الأسلحة النووية خلال الاشتباكات مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لأنها تعتقد أن الولايات المتحدة ستفتقر إلى العزم على الرد. ورأى المعهد أن الانتكاسات العسكرية في أوكرانيا هزت ثقة موسكو في قواتها التقليدية، وأن الكرملين سيولي أهمية متزايدة لترسانته النووية خلال مواجهة مع الناتو.
جاء في تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: «فيما الغرب يتجنب وقوع الضحايا، قد تسعى روسيا إلى استخدام ما يكفي من الأسلحة النووية غير الاستراتيجية لإلحاق الضرر لمنع هزيمتها، مع العلم أن الولايات المتحدة لن تكون مستعدة لعبور العتبة النووية انتقاماً، وربما تكون على استعداد لإنهاء الصراع مبكراً».
 
مهاجمة عضو في الناتو
وتقول صحيفة «التايمز» البريطانية إن الأسلحة النووية غير الاستراتيجية هي رؤوس حربية نووية مصممة للاستخدام في ساحة المعركة.
وتتميز هذه الصواريخ بمدى وقوة أقل من الصواريخ النووية الاستراتيجية، التي يمكنها أن تسوّي المدن بالأرض.
وقال بعض المسؤولين والمحللين الغربيين إن هناك خطراً كبيراً من قيام روسيا بمهاجمة دولة عضو في الناتو إذا انتصرت في أوكرانيا.
وتتعرض قوات كييف لضغوط متزايدة مع نفاد إمدادات الأسلحة الأمريكية وسط خلاف في الكونغرس بشأن التمويل الإضافي لأوكرانيا.
فمنذ الغزو الروسي قبل عامين تقريباً، أصدر الرئيس بوتين ومسؤولون روس آخرون سلسلة من التهديدات النووية.
وفي اليوم الأول من «العملية العسكرية الخاصة»، حذر بوتين من أن الدول الغربية ستواجه «عواقب لم تواجهها من قبل في تاريخها» إذا تدخلت.
وكان رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع، الذي يقدم المشورة للكرملين سيرغي كاراغانوف صرح العام الماضي بأن على روسيا أن تشن ضربة وقائية على أحد حلفاء أوكرانيا الأوروبيين لإجبار الدول الغربية على التخلي عن الدعم العسكري لكييف.
 
  4 سيناريوات
وتورد العقيدة النووية الروسية 4 سيناريوهات محتملة، والتي بموجبها ستستخدم موسكو الأسلحة النووية ضد الخصم.
الأولان هما إذا تعرضت روسيا لهجوم بصواريخ نووية، أو اعتقدت موسكو أنها أُطلقت ضد البلاد.
والثالث هو إذا نفذ العدو هجمات على منشآت عسكرية أو حكومية لمحاولة شلّ القوات النووية الروسية.
والرابع هو إذا كان وجود الدولة الروسية مهدداً.
وقال تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: «يشير هذا السيناريو الأخير إلى أنه في حالة الصــــراع، إذا لم تتمكن القوات التقليدية الروسية من صــــد هجــــوم من أراضيهـا الوطنية، فقد تســــــتخدم الأسلحة النوويــــــة في ساحة المعركة لإضعاف قوات الخصم وإظهار التصميم».
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إنه نظراً للتفوق الساحق للقوات التقليدية الأمريكية، فمن المرجح أن ينظر إلى أي صراع تشارك فيه الولايات المتحدة في موسكو باعتباره خطراً على بقاء روسيا كدولة مستقلة.
 
وفي إطار استعراض الأسلحة النووية، قال الكرملين العام الماضي إنه ينشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا المجاورة، أكبر حليف له. 
وقال ويليام ألبيرك، مؤلف تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والمسؤول الكبير السابق في مجال الحد من الأسلحة في حلف شمال الأطلسي، إن قرار روسيا باستخدام الأسلحة النووية سيتطلب من الكرملين أن يحسب بدقة «جرعة» القوة النووية التي من شأنها إقناع الغرب بالتراجع، بدلاً من التسبب في تصعيد سريع نحو حرب نووية عالمية.
وقال ألبيرك إن مسألة كيفية الرد على أي استخدام روسي للأسلحة النووية التكتيكية تؤرق صناع السياسة الأمريكيين.
وتساءل: «حالما يتجاوز الطرف الآخر العتبة النووية، كيف يمكن منع منطق التصعيد؟»